فريق بحث من جنيف: دواء قديم يساعد في الحد من مقاومة المضادات الحيوية

مقاومة المضادات الحيوية مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2050، وذلك وفقًا لأحد التقديرات. Keystone / Laurent Gillieron

وجد فريق بحث من جامعة جنيف أن عقارًا مضادًا للهربس تم اكتشافه قبل أكثر من 50 عامًا يمكن أن يسهل على الجهاز المناعي مهاجمة البكتيريا الشائعة والمميتة.

تعد بكتيريا الكَلِبْسية الرئوية (Klebsiella pneumoniae) شائعة جدًا في المستشفيات، وتسبب العديد من التهابات الجهاز التنفسي والأمعاء والمسالك البولية. وكالعديد من أنواع البكتيريا الأخرى، تتزايد اليوم مقاومتها للمضادات الحيوية. ونتيجة لذلك، أصبحت بعض السلالات منها مميتة بنسبة 40% إلى 50% بين المصابين والمصابات بها.

الآن، قام فريق من جامعة جنيف (UNIGE) باكتشاف أن إيدوكسودين، وهو جزيء مضاد للهربس تم اكتشافه في ستينيات القرن الماضي، يضعف السطح الوقائي للبكتيريا الكَلِبْسية الرئوية ويسهل بذلك على الخلايا المناعية مهاجمتها. وتم نشر هذه النتائج في  “بلوس وان” (PLOS ONE)، مجلة علمية مفتوحة تصدر عن المكتبة العامة للعلوم منذ عام 2006.

أوضح بيير كوسون، الأستاذ في قسم علم وظائف الأعضاء الخلوية (فسيولوجيا الخلايا) والاستقلاب في كلية الطب بجامعة جنيف، والذي قاد هذا البحث: “منذ ثلاثينيات القرن الماضي، اعتمد الطب على المضادات الحيوية للتخلص من البكتيريا المسببة للأمراض، ولكن هناك طرق أخرى ممكنة للقيام بذلك، من بينها محاولة إضعاف نظام دفاع البكتيريا بحيث لا يعود بإمكانها الافلات من جهاز المناعة”.

وأضاف بأن هذا النهج واعد بشكل خاص لأن قوة الكَلِبْسية الرئوية تنبع إلى حد كبير من قدرتها على تجنب هجمات الخلايا المناعية.

لتحديد ما إذا كان الدواء عمل بالفعل على إضعاف دفاعات البكتيريا، استخدم علماء وعالمات جامعة جنيف نموذجًا تجريبيًا يعتمد على الأميبا ديستوستيليوم (amoeba Dictyostelium)، حيث يتغذى هذا الكائن أحادي الخلية على البكتيريا عن طريق التقاطها وتناولها، باستخدام نفس الآليات التي تستخدمها الخلايا المناعية لقتل مسببات الأمراض، وقال كوسون: “لقد عدلنا هذه الأميبا وراثيًا بحيث يمكنها أن تخبرنا ما إذا كانت البكتيريا التي واجهتها ضارة أم لا”.

 

من يتحمّل تكاليف تطوير المضادات الحيوية الجديدة؟

هذا المحتوى تم نشره يوم 30 مايو 2022 يوليو,30 مايو 2022 قلة من شركات الأدوية الكبرى لديها حصة في أبحاث المضادات الحيوية الجديدة. ولكن يمكن لحوافز المالية أن تساعد في هذا المجال على الرغم من الجدل الذي…

وقد أتاح ذلك اختبار آلاف العقاقير الموجودة، وتحديد الأدوية التي تقلل من قوة البكتيريا. وكان عقار إيدوكسودين المضاد للهربس مثيراً للاهتمام من حيث الطريقة التي يغير بها الطبقة السطحية التي تحمي البكتيريا من البيئة الخارجية.

على عكس المضاد الحيوي، لا يقتل هذا الدواء البكتيريا، ما “يحد من خطر تطوير المقاومة لديها، وهي ميزة رئيسية لاستراتيجية مكافحة الفوعة”، كما يقول كوسون.

والجدير بالذكر، أنه إلى الآن لم يتم تأكيد فعالية العلاج لدى البشر لكن الباحثات والباحثين يقولون إن النتائج التي تم التوصل إليها إلى حد الآن مشجعة.

سويس نيوز

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى