
بالفيديو- خاص: وداع مهيب لأيقونة كرة القدم في لبنان
أجواء برس- خاص
ودّع لبنان والعالم قائداً أسطورياً في رياضة كُرة القدم اللبنانية، وسط حضور كثيف من جماهير نادي الأنصار ورئيس النادي الأستاذ نبيل بدر الذي قطع زيارته خارج البلاد كي يُودّع الكابتن عدنان الشرقي، بالإضافة إلى حضور رؤساء النوادي الأخرى وممثلين عن بعض رجال السياسة والشخصيات العامة وأهالي المنطقة وحشد من محبيه. وقد كان لافتاً حضور خصوم الرياضة وبكاءهم على الراحل بشدة.
جنازة مُهيبة شهدتها منطقة طريق الجديدة في بيروت، حيث مقر نادي الأنصار وملعب بيروت البلدي الذي قضى الراحل مُعظم أيام حياته فيه وقد حقّق إنتصارات عديدة ولسنوات مُتتالية على أرض هذا الملعب، فكانت وصيته أن تُقام الصلاة على راحة نفسه داخل باحة الملعب.
“أجواء برس” حضرت التشييع الذي إنطلق من الملعب البلدي إلى جامع الخاشقجي، وجالت في المكان، والتقت بعض نجوم الرياضة من مؤيدي نادي الأنصار وخصومه، جميعهم توحدّوا على محبة الراحل الكابتن عدنان الشرقي.
جمال الخطيب (لاعب نادي النجمة سابقاً)
بكثير من الحزن تحدث إلينا اللاعب في نادي النجمة الكابتن جمال الخطيب وأخبرنا بأنه تربى في نادي الأنصار: “كان مُدربي الخاص المرحوم الكابتن عدنان الشرقي، وكان يأخذني من منزلي لكي يدربني ومن ثم يصطحبني الى العشاء ويعيدني إلى المنزل، وأخبر والدتي “أنّ جمال لاعب وسوف يلعب في أوروبا”، ولكن شاءت الظروف أن أنتقل إلى نادي النجمة وقد عرفت الشهرة فيه، ولكن الحاج عدنان مُكتشفي الأول وأخي وصديقي ومُدربي. اليوم نعيش أسوأ أيام حياتنا بفقدان المُدرب عدنان الشرقي الذي هو تاريخ في كرة القدم اللُبنانية ومُؤسس نادي الأنصار وقائد إنتصاراته (رحمة الله عليه)، وأشعر أنني قد فقدت قطعة من جسدي، خصوصاً أنني والقائد محمود البرجاوي كنا نجتمع معه في آخر أيامه. عدنان الشرقي تاريخ بحد ذاته والتاريخ لن يتكرر.
علي صفا (لاعب سابق وإعلامي رياضي)
أما الإعلامي الرياضي علي صفا فقد خصنا بكلمة رثاء بكى خلالها، خلال، وقال: “الكابتن عدنان الشرقي هو تاريخ سواء في نادي الأنصار وفي الأندية اللبنانية في شكل عام، وهو معروف عالمياً وآسيوياً” وقد وجّه كلمة للقائد الراحل: ” لقد تركت سجلاً ناصعاً، وهُناك أُناس لا يعرفون من هو وأتمنى من الإعلام أن يُنصفه، وأتمنى أن يتكرم شخصياً وأن يُعمل على تسمية ميدان رياضي بإسمه”.
محمود برجاوي “أبوطالب” (مدرب منتخب لبنان سابقاً)
أما الكابتن محمود برجاوي يعتبر الراحل صديق العُمر ورفيق الدرب، وأخبرنا عن علاقتهما قائلاً: “الحاج عدنان هو أخي وهُناك أخوة لا يُحبون بعضهم، فالصداقة تحُل مكان هذه الأخوة، بخاصة مع إنسان آدمي (مُحترم) مثل عدنان الشرقي. أنا أعتز به لأنه يخاف الله، ومنذ تعارفنا أعرف أنه لا يقطع فريضة صلاة، وهو لا يطلب المال ولا أي شيء من أحد إلا من الله، وهو شخص مُخلص في حياته وفي الرياضة ولأهله ويقوم بعمل الخير دوماً، ووسيذهب إلى الجنة بإذن الله. أعطى لنادي الأنصار من حياته وعرق جبينه وكُل حياته للرياضة، ورب العالمين سوف يرحمه بإذنه فأنا أعلم ماذا قدم المرحوم”.
حسن أيوب ( قائد مُنتخب لبنان سابقاً ومُحلّل رياضي حالياً)
من جهته تحدث الكابتن حسن أيوب عن علاقته بالمرحوم وبدأ حديثه: “بداية أتقدّم بالتعازي لكُل مُحبي الحاج عدنان الشرقي وعائلته، ولا شك أنه بالنسبة إلينا نحن الذين تدربنا على يده وأصبحنا عشرة عمر، أصبح العزاء مُشترك لنا مع عائلته ونعزّي أنفُسنا على هذه الخسارة الكبيرة فالحاج عدنان قيمة فنية وإنسانية كبيرة جداً في لُبنان، تاريخ عريق وإسم لامع وعمل وفعل وهولم يكن لديه إطلاع واسع فقط في كرة القدم وإنما كان ملّماً بكل الحياة الإجتماعية في لُبنان، وخصوصاً لاعبي كُرة القدم وكان يتدخّل في حياة اللاعبين لمصلحتهم، وكان ينصح ويُرشد بصدق وهو إنسان نقي.
وأنا تأثرت به وكنت دوماً على علاقة مُمتازة معه فقد كان مُدربي في مُنتخب لُبنان الوطني، ومن ثم في مجال التحليل الكُروي وترافقنا سوياً غلى قطر وحلّلنا مباريات كأس آسيا، قد كان رفيقي لمدة ثلاثين يوماً، وأن يكون الحاج عدنان الشرقي رفيقي هو شيء كبير بالنسبة إلي بعد أن كان مسؤولاً عني.
أنا اليوم أجد المُناسبة أليمة جداً لأن الذكريات التي كانت وعلى كثرتها وجماليتها مع الأيام برفقة الكابتن عدنان أصبحت الآن تؤلم لأننا نعتبر أن خسارته هي لكل شخص كان يُمكن أن يستفيد من الحاج عدنان من القيمين على كرة القدم في البلد كان بإمكانهم الإستفادة منه. الآن يُمكنهم الإستفادة من الإرث الكبير الذي تركه ولكن في حين وجوده كان يُفترض أن يُكرّم أكثر من ذلك على مستوى عالي من الدولة وغيره، ولكن تكريمه الشعبي الدائم ومحبة الناس له كان محط إهتمام المرحوم أكثر. فالرسميات هي لتزيين المكاتب وللتسجيل في الأرشيف ولكن التكريم الشعبي يبقى ثروة كبيرة”.
وقد ختم حديثه بالقول: “لقد فقدنا كنزاً كبيراً وإنطوت صفحة في كُرة القدم هي صفحة ناصعة وغنية وقيّمة بكُل ما يتعلق بالرياضة، وكرة القدم والسلوكيات، والأدبيات، رحمة الله عليه ونعزي عائلته وأُسرة كُرة القدم عامة بل كُل لُبنان”.
تحقيق: ريم المحب
https://youtu.be/veRtWTLO4UU