لنفايات تتصدّر المشهد العام في صيدا وضواحيها

مشكلة النفايات في صيدا وضواحيها، مثل قصّة “إبريق الزيت”، ومثل الكثير من المشاكل والأزمات التي يتخبّط فيها البلد، خصوصًا على صعيد الكهرباء والمياه والهاتف والمحروقات، وصولًا الى رغيف الخبز، لقمة عيش المواطن التي باتت صعبة المنال بسبب انهيار العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنونيّوما يزيد الطين بلّة أنّ كافة الوزارات والجهات المسؤولة أصبحت عاجزة عن معالجة كلّ هذه المشاكل والأزمات التي صارت مستعصية نتيجة سياسات المنظومة الفاسدة التي أفلست الدولة وأفرغت الخزينة وصناديق الوزارات من الأموال اللازمة لعملها.

في صيدا، ظنّ الرأي العام أنّ مشكلة جبل النفايات الذي ظلّ رابضًا على صدر أبناء المدينة طوال نحو أربعة عقود قد ولّت الى غير رجعة، بعد انشاء معمل حديث لمعالجة النفايات المنزلية الصلبة، أقيم بعد ردم مساحة كبيرة من مياه البحر عند المدخل الجنوبي لصيدا، وبكلفة باهظة جدًا، الّا أن المعمل وبعد سنوات قليلة على تشغيله تحولت أرضه ومحيطه الى جبال من النفايات والردميات المتراكمة التي لم تتمكّن ادارة المعمل من إيجاد مكان خارج صيدا لنقل هذه الردميات اليه، والتي تزايدت مع النفايات وبشكل ملحوظ بسبب جشع أصحاب المعمل “المستثمرين”، وغالبيتهم من غير اللبنانيين، باستقبال نحو 250 طنًّا من نفايات بيروت ومعالجتها.
منذ أيام والنفايات على أنواعها تتكدّس وتنتشر في المستوعبات وخارج المستوعبات داخل أحياء وشوارع صيدا وقراها المجاورة، والسبب توقّف الشركة المسؤولة عن نقل النفايات من أماكنها الى معمل المعالجة، لعدم قدرتها على تأمين مادة المازوت لآلياتها نتيجة عدم دفع المستحقات العائدة اليها من الصندوق البلدي المستقل، والتي تقدّر بعدة مليارات، علمًا انّها ليست المرة الأولى التي تتوقّف فيها الشركة عن القيام بعملها وترك النفايات تتكدّس في أماكنها على الطرقات العامة، كما انّ أسبابًا أخرى تؤدّي من حين الى آخر الى بقاء النفايات في مكانها، منها توقّف المعمل عن المعالجة نتيجة بعض الأعطال وحاجته أحيانًا الى اعمال صيانة ومنها أيضًا توقّف العمال في المعمل عن العمل للمطالبة بتحسين أجورهم اليوميّةبقاء النفايات منذ أيام في داخل الأحياء السكنية والطرقات العامة وانبعاث الروائح الكريهة منها في الطقس الحار جدًّا أجبر بعض السكان على حرقها منتصف الليل.
ومن المقرّر ان يعقد اليوم الأربعاء في بلدية صيدا اجتماع موسعّ لفاعليات المدينة والجهات المعنية بموضوع النفايات، للبحث في المشاكل التي تعاني منها المدينة، ولإيجاد الحلول الممكنة والمناسبة لها.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى