هل سمعتم من قبل عن متلازمة الضفدع المغلي؟
أجواء برس
في تجربة علمية تمت من خلالها استنتاج العديد من الأمور المتعلقة بالإنسان ومحاولته التكيف مع ظروفه المحيطة و هذه التجربة تعرف بالضفدع المغلي.
ما هي متلازمة الضفدع المغلي؟
“الضفدع المغلي” هو مصطلح يشير إلى قصة شائعة تقول إن الضفدع سوف يقفز فوراً عندما يوضع في ماء مغلي.
بينما إذا وضع في ماء معتدل الحرارة، وتمّ تسخينه ببطء نحو 0.02 درجة مئوية في الدقيقة، فإن الضفدع سوف يفشل في إدراك الخطر، وبالتالي فإنه لن يقفز وسيبقى في الماء محاولاً تكييف نفسه مع الحرارة.
فعندما يصبح الماء حاراً لدرجة لا يستطيع الضفدع تكييف نفسه معها يشعر بالخطر ولكنه لا يستطيع القفز، لأنه يكون قد استهلك كل طاقته في محاولة التكيف مع درجة حرارة الماء المُتغيرة باستمرار، وبالتالي يموت.
أما في حال ارتفعت الحرارة بسرعة أكبر، فسوف يقفز الضفدع خارج الإناء وينجو.
هل قُتل الضفدع بسبب الماء المغلي أم هناك سببٌ آخر؟
و لكن عند سماع القصة لأول مرة، قد تستنتج بشكل طبيعي أن الماء المغلي هو الذي قتل الضفدع، وهذا بالطبع صحيح جزئياً.
ولكن عند التفكير بشكل أعمق، يمكننا أن نرى أن العامل المحدد لما إذا كان الضفدع سيموت أم لا، كان قدرته على اتخاذ قرار الخروج في الوقت المناسب من الوعاء عندما كان الماء معتدلاً، لكنه قرر التأقلم مع التغيرات التي كانت سبباً في موته أيضاً.
ما علاقة متلازمة الضفدع المغلي بحياتنا العاطفية؟
كما تُترجم استعارة “الضفدع المغلي” المسكين إلى مجموعة من المواقف التي نجد أنفسنا فيها- نحن البشر- من وقت لآخر، لاسيما العلاقات العاطفية السامّة، وتنصحنا بأننا يجب أن نكون حذرين دائماً من التغييرات التدريجية السلبية التي قد تسبب لنا خسائر مفجعة بعد فوات الأوان.
وبالتالي فإن التعود التدريجي لموقف خطير أو مدمر، يخدّر حواسنا ويجعلنا غير قادرين على “القفز” والخروج في الوقت المناسب.
اما على سبيل المثال، تخيَّل أنك في علاقة عاطفية مع شريك نرجسي، فإنه في بداية العلاقة سيفعل كل ما بوسعه للإيقاع بك في حبّه، قبل أن يبدأ في التصرف بطرق سريّة ودقيقة بإيذائك في الوقت الذي أنت تثق به ثقة عمياء.
يبدأ بالتقليل من قيمتك ببطء كبير، ويضعك في ظروف سيئة، ويمارس كل الضغوط النفسية والعاطفية عليك.
من وقت لآخر، ومن أجل إبقائك مشلولاً وفي حالة من الارتباك، سيخفض النرجسي الحرارة قليلاً، ويمنحك استراحة، ويُظهر لك ظاهرياً أنه شخص لطيف، مما يجعلك تعتقد أنه ستكون هناك عودة إلى الفترة الذهبية للعلاقة.
الاستفادة من شوقك سوف تغذي توقعاتك بأن كل شيء سيكون كما كان من قبل، هذا بالطبع مجرد راحة مؤقتة، إذ سيعود شريكك إلى إشعال نار الإساءة مجدداً، وستجد نفسك في نهاية المطاف شخصاً آخر، يتحمل جميع أنواع العذاب النفسي، التي ما كنت لتتحملها أو تتأقلم معها لو كنت قد أخذت قراراً حاسماً من البداية.
العلامات الحمراء لمتلازمة الضفدع المغلي في العلاقات
التنازل عن توقعاتك: في بداية العلاقة، ربما يكون لديك رد فعل سلبي شديد تجاه سلوكيات معينة لشريكك، لكن بمرور الوقت تصبح معتاداً عليها لدرجة بالكاد تلاحظها، ولكن مع تقدم العلاقة، تفشل في إدراك أنك تستحق الأفضل.
تستخدم الأعذار غير المبررة: بعض الأشخاص يستخدمون منطق “على الأقل لم يضربني”، “حبيبي السابق كان أسوأ”.. إلخ، هي جميعها مجرد أعذار غير مبررة للبقاء في العلاقة.
أما السبب فهو تماماً كما حصل مع الضفدع الذي فضّل البقاء والتكيف بدلاً من القفز منذ البداية.
التشبث بالعلاقة: العديد من العلاقات تنتهي بالانهيار نتيجة عدم التوازن، إذ يستثمر أحد الشركاء أكثر في العلاقة، أو يكون الآخر أكثر حرصاً على النمو والالتزام.
تتميز بعض العلاقات بديناميكية مسيئة صريحة تكون فيها السيطرة وسوء المعاملة جزءاً من الحياة اليومية، ودعونا لا ننسَ أن معظم الناس لا يدخلون في علاقة ويتوقعون الجلوس في أثناء سوء المعاملة، لكنها غالباً ما تحدث مثلما حدث مع صديقنا الضفدع.
وأخيراً، لا تحكم أبداً على شخص يُعاني من متلازمة الضفدع المغلي، فكِّر في أن هذا الشخص دخل في علاقة بدت في البداية طبيعية ورائعة، ولكنه تعرض لغسيل الدماغ وتقنيات التلاعب التي جعلته أكثر تسامحاً مع سوء المعاملة، وهو الوضع الذي أدى إلى تدمير دفاعاته النفسية وشلّها .