ما بين جمال طه والأنصار “زواج ماروني” متقطع
لطالما ارتبط اسم جمال طه بنادي الانصار، ليشكل ايقونة حية للنادي ولجماهيره العريضة، فمع بداياته لاعبا بالقميص الاخضر سنة ١٩٨٦ وحتى الاعتزال في سنة ٢٠٠٢، ثابر طه على تحقيق البطولات والالقاب، وصولا لتحقيق الأرقام القياسية، من ١١ لقبا متتاليا لبطولة الدوري اللبناني والتي أدخلت النادي موسوعة غينيس للأرقام القياسية، اضافة إلى كأس لبنان ٩ مرات والكأس السوبر ٤ مرات. وصولا لأطول “سلسلة” بلا خسارة، وغيرها من الأرقام.
الآن، وعلى أعتاب موسم كروي جديد، أبى طه إلا أن يكمل تحطيم الأرقام، فهي المرة “الرابعة” التي يتم تعيينه خلالها مديرا فنيا للأنصار، وهذا المشهد القديم الجديد الذي شبهه البعض بمسلسل “باب الحارة” أو ما يعرف في عالم السينما بالكلاكيت ما هو إلا نتاج ثقة “عمياء” من قبل ادارة النادي بابنها، التي تلجأ اليه دوما عندما تشتد الظروف، أم يا ترى بدء عصر النفقات في النادي الأخضر وتوفير المال و”الفريش دولار” لعدم الاستعانة بمدرب خارجي؟
فجمال طه بعيد اعتزاله خضع لسلسلة دورات تدريبية، ليكون فيما بعد المساعد الاول للمدرب العراقي عدنان حمد، الذي حقق الدوبليه مع الأنصار موسم ٢٠٠٥-٢٠٠٦، قبل أن يغادر لبنان ويستلم من بعده طه دفة القيادة، حيث نجح بالمحافظة على لقب البطولة مع النادي في موسم ٢٠٠٦-٢٠٠٧.
مكث طه في الانصار حتى تموز ٢٠٠٨ وهنا كانت محطته الأولى، قبل أن يبعتد لموسم كروي ويعود مديرا فنيا من جديد في موسم ٢٠٠٩-٢٠١٠ ونجح خلالهما بتحقيق لقب كأس لبنان في مناسبتين، على حساب المبرة ثم على حساب الغريم التقليدي النجمة، وهنا كانت محطته الثانية.
ابتعد طه من جديد قبل ان يعود لعرينه في الموسم الكروي ٢٠١٥-٢٠١٦ دون تحقيق أي إنجاز يذكر، وهذه كانت محطته الثالثة.
كما تولى طه تدريب ناديي شباب الساحل والتضامن صور، وعين مدربا للمنتخب اللبناني في فترة لاحقة، كما استمر في عهد التشيكي إيفان هاشيك في “بدعة” اتحادية ما أنزل الله بها من سلطان بعد إخفاقه في المراحل السابقة!
ولاقى الاعلان عن المحطة الرابعة التي سيستلم خلالها طه الجهاز الفني للموسم الكروي ٢٠٢٢-٢٠٢٣ الكثير من التعليقات السلبية والايجابية لدى الجماهير الانصارية، فبين من يرى أن الخطوة مهمة الى الامام وبين من يراها خطوات إلى الوراء، فإن طه سيستمر حتما بكتابة القصص في مسلسله مع النادي الأحب إلى قلبه، قصص الأرقام القياسية والمحطات، وهذا إن دل على شيء يدل على أن الارتباط بين الأنصار وبين طه أشبه بالزواج “الماروني” وإن جاء مبتورا ومتقطعا على مراحل، أي، لا غنى للزعيم الأخضر عن الغزال الأسمر، فهل سينجح طه في قيادة الأنصار إلى لقب الدوري الذي خسره الفريق هذا الموسم لمصلحة العهد أم أن الأخير سيستمر في زحفه نحو اللقب التاسع والألقاب التالية وصولا إلى معادلة رقم الأنصار؟