
يوم الأرض… يوم الشرف والعرض يوم القدس والجليل والناصرة
كتب عباس هلال
لم تكن ذكرى هذا اليوم 30 مارس يوم الأرض مثل سابقاتها ، حيث تأتي ذكرى هذا اليوم وسط هدير غزة الكرامة والمقاومة والعزة ضد جرائم الإبادة لسلطات الاحتلال الصهيوني
– تأتي الذكرى بعد قرار مجلس الأمن المؤقت بوقف العدوان – حتى نهاية شهر رمضان! وتأتي الذكرى ومسيرات شعوب العالم الهادرة تضامنا مع غزة – وللأسف تأتي الذكرى في ظل عجز وتخاذل الأنظمة العربية.
اليوم يستذكر ويحتفي الشعب الفلسطيني والشعب العربي بأحزابه ومنظماته المدنية ويوم الأرض 30 مارس آذار الذكرى الثامنة والأربعين استذكارا لنضاله بهبة مارس 1976 الهبّة الشاملة والاضراب الشامل في المدن والبلدات العربية الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، رداً على مصادرة سلطات الكيان الصهيوني الآلاف من الأراضي الخاصة في مناطق الأغلبية الفلسطينية وخطة التهويد والمصادر في الضفة – القدس وتشريد الفلسطينين.
يأتي الاحتفال بيوم الأرض وهبّة الارض في ظل حرب الإبادة الجماعية لقطاع غزة، جرائم الإبادة الشاملة ضد المدنيين والأطفال والنساء – جرائم الإبادة لحقت بالأغلبية الساحقة من المستشفيات والأبراج والمساكن والقطاع الزراعي، جرائم قطع المياه والطاقة، وجرائم تدمير المدارس والجامعات وكافة أشكال البنية التحتية – لقد استذكرت القوى الوطنية الفلسطينية هذا اليوم ومنذ مارس آذار يوم الإضراب الشامل والهّبة الشاملة ضد جرائم الاحتلال خلافاً لكافة مواثيق الشرعة الدولية واتفاقيات جنيف الأربع 1949.
وقد الهبت وخلدت الذكرى قصائد محمود درويش والقاسم والمناصرة، وراشد حسين، هذه الذكرى في فلسطين ومخيمات الشتاب والوطن العربي والعالم.- يوم الأرض هو يوم القدس ويوم الجليل والناصرة يوم كانت هّبة الشعب الفلسطيني ضد مصادرة أراضي الجليل (يا زهرة النيران في ليل الجليل) والناصرة – ليتني كنت طليقاً في سجون الناصرة .
– يأتي يوم الأرض ولا زالت جرائم الاحتلال في خطة المصادرة في الضفة وفي الجليل الأعلى وتشريد الفلسطينيين، يأتي هذا اليوم يوم الأرض بعد 48 عاماً من ذكرى الهبتها واججتها الإضرابات والنضالات والمصادمات في الأراضي الفلسطينية ولا زالت خطة التهويد في تصاعد رغم أوسلو وخلافاً لكل موثيق الشرعة الدولية استذكار الهبة إعلامياً في ظل جرائم الإبادة الجماعية في غزة .
– يأتي يوم الأرض مترافقا مع معركة غزة الكرامة والمقاومة والعزة ومشاركة وتخاذل العالم الغربي. – تأتي الذكرى بعد قرارات محكمة العدل الدولية في 26 يناير 2024 وقرار مجلس الأمن في 26 مارس بوقف العدوان شهر رمضان وإطلاق الأسرى. نعم في منتصف رمضان وفقاً للبند السادس من الميثاق وبجهود عشر دول بينها دولة عربية واحدة هي الجزائر التي طرقت مراراً باب مجلس الأمن المرة تلو الاخرى. لكن القرار المؤقت محكوم بوقف التنفيذ، وهو ما فسر ويفسر سر الامتناع الأميركي عن التصويت بدلاً من الفيتو، والذيب لا يهرول عبثاً.
– ليس لمجلس الأمن والعالم سوى خياراً قراراً تاريخياً لمجلس الأمن وفق للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة تحت عنوان التذابير في حالة تهديد السلم ووقوع العدوان، حيث يرسي الفصل السابع من الميثاق الإطار الذي يستطيع فيه مجلس الأمن تنفيذ قراره واللجؤ لعمل عسكري لحفظ السلم والأمن الدوليين، نعم لا بديل عن الفصل السابع فتهديد السلم والاخلال به ووقع العدوان وفقاً للمادة 39 من الميثاق، بعد اليوم 179 من جرائم الإبادة الجماعية تحت سمع مرآى العالم أجمع في غزة، وبعد القرارات المستعجلة لمحكة العدل الدولية ألا تكفي لقرار لوقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني في غزة بعد العشرات من الآلاف من الشهداء والجرحى، وتشريد مليوني تهجيرا قسريا وإبادة كافة مظاهر الحياة، ليس من الكفاية في تهديد السلم والأمن الدوليين؟ لكن العلة في العجز والتخاذل العربي، صحيح أن أميركا الشريكة في حرب الإبادة سوف تستخدم حق الفيتو.
– خيارات العجز العربي والدولي سوف يسجلها التاريخ بالخزي والعار، أما روسيا والصين فقد بقيتا في محيط مصالحهما. وسوف تبقى فلسطين وتبقى غزة بدماء أهلها بدماء المدنيين بدماء أطفالها ونسائها نضالا ومقاومة لن تنكسر للدفاع عن الأرض ويوم الارض. يوم الارض هو الشرف والعرض .
– يا زهرة النيران في ليل الجليل، أما فلسطين وأما النار جيل بعد جيل.