
هل مضغ العلكة الخالية من السكر يساعد على إنجاب أطفال أكثر صحة؟
أجواء برس
تشير دراسة إلى أنّ إعطاء الأمهات الحوامل علكة خالية من السكر يمكن أن يساعدهنّ على إنجاب أطفال أكثر صحة.
اما في الخبر الذي نشره موقع “ديلي ميل”، فقد وجدت تجربة في ملاوي أنّ النساء الحوامل اللواتي يمضغن العلكة لمدة 20 دقيقة في اليوم لديهنّ فرصة أقلّ للولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة مقارنة بغيرهنّ.
كما بدورها وصفت الدراسة، التي قادها خبراء أمريكيون، العلكة التي تحتوي على إكسيليتول، وهو بديل عصري للسكر يباع غالباً في المتاجر الصحية في المملكة المتحدة التي تعزز نظافة الفم.
فيما وجد الباحثون أنّ 12.6 في المائة فقط من النساء الحوامل اللواتي أعطين هذه العلكة كان لديهنّ ولادة مبكرة متأخرة، مقارنة بـ 16.5 في المائة كنّ في مجموعة مراقبة.
كما وهذا يعادل انخفاضاً بنسبة 25 في المائة تقريباً في حالات الولادة المبكرة بين المجموعات. يتم تعريف الطفل المبكر المتأخر هو ذلك الذي يولد بين 34 و37 أسبوعاً من الحمل.
في حين كانت حوادث انخفاض الوزن عند الولادة، التي تعرف بأنها مولود يزن 5.5 رطل أو أقل، أيضاً ضمن مجموعة العلكة، مع 8.9 في المائة فقط من الأطفال الذين يولدون ناقصي الوزن.
وبالمقارنة، فإنّ 12.9 في المائة من الأطفال المولودين لأمهات دون مضغ العلكة يعانون من نقص الوزن.
كما أشاد مؤلفو الدراسة بالنتائج على أنها توضح تأثير إجراء غير مكلف نسبياً لتحسين صحة الأم.
في حين يعتقدون أنّ مضغ العلكة قد ساعد في الحفاظ على نظافة أفواه النساء. بالإضافة إلى ذلك، ثبت أنّ إكسيليتول يساعد أيضاً في تحسين نظافة الفم عن طريق تثبيط نمو البكتيريا الضارة بالأسنان.
إنّ النساء ذوات الأسنان واللثة السيئة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب في أماكن أخرى من الجسم، والتي تم ربطها بمشاكل الحمل.
حيث تعتبر صحة الفم الجيدة جزءاً أساسياً من رفاهية المرأة الحامل.
وقد أجريت الدراسة على مدى عقد من الزمان وشارك فيها أكثر من 10 آلاف امرأة.
إنّ الأطفال الذين يولدون قبل الأوان، وكذلك جميع الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض عند الولادة، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض خطيرة طوال حياتهم.
وأكدت المؤلفة الرئيسية للبحث الجديد، البروفيسورة كيرستي آغارد، وهي خبيرة في صحة الأم من كلية تكساس للأطفال وبايلور للطب، أنه من المثير أنّ تدخلاً منخفض التكلفة نسبياً يمكن أن يوفر مثل هذه النتيجة.
وقالت:” إنّ ما يميز دراستنا هو أننا استخدمنا وسيلة متاحة بسهولة وغير مكلفة ومستساغة للحد من خطر ولادة طفل في وقت مبكر جداً أو صغير جداً.”
“هذا يتناسب مع الأدلة القديمة التي تربط صحة الفم بالولادات المبكرة.”
حيث ربطت العديد من الدراسات صحة الفم السيئة بالولادات المبكرة، على الرغم من أنّ الأسباب الدقيقة لذلك غير واضحة.
يشكّ بعض العلماء في أنّ البكتيريا الموجودة في البلاك يمكن أن تنتقل إلى المشيمة عبر مجرى الدم، مما يؤدي إلى التهابها.
كما يعتقد العلماء أنّ هذا قد يعطل الكيس الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، مما يؤدي إلى تمزقه في وقت مبكر جداً.
تساعد العلكة الخالية من السكر على تحسين صحة الفم عن طريق تشجيع الفم على إنتاج اللعاب.
يساعد ذلك في مواجهة الحمض الضار للأسنان الذي تطلقه البلاك، وهي مادة لزجة تحتوي على بكتيريا تتغذى على السكر الذي يتركه تناول الطعام والشراب.
استقطبت الدراسة الأخيرة 10069 امرأة من خلال ثمانية مراكز صحية في مالاوي، كنّ إما قبل الحمل أو في غضون 20 أسبوعاً من الحمل.
من بين هذه المجموعة، تمكن 9,670 من المشاركة بشكل كامل، مع مراقبة صحة الأمهات من قبل الباحثين بشكل فردي لمدة ست سنوات.
تم تزويد نصفهنّ تقريباً بإمدادات من علكة إكسيليتول وتم توجيههنّ لمضغ العلكة لمدة 10 دقائق على الأقل يومياً، طوال فترة الحمل. النصف الآخر من المجموعة التجريبية لم يتمّ إعطائهنّ العلكة وتصرفن كعنصر تحكم.
إكسيليتول هو بديل السكر المستخرج من مختلف الفواكه والخضروات ويستخدم عادة كمحلي بديل في مجموعة متنوعة من المنتجات.
ومن جانبهم قال الباحثون، الذين قدموا النتائج التي توصلوا إليها في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين، أنّ خطوتهم التالية هي تكرار الدراسة في أجزاء أخرى من العالم.
وهذا سيمكنهم من تحديد ما إذا كان توفير علكة خالية من السكر يمكن أن يوفر فوائد مماثلة في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي لديها خدمات صحة الفم أفضل من ملاوي.
في حين تمتلك الدولة الأفريقية أعلى معدلات الولادة المبكرة في العالم وتقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أنّ هناك 18.1 طفل يولدون في وقت مبكر جداً لكل 100 ولادة.
وبالمقارنة، هناك ما يقدر بثمانية أطفال خدج لكل 100 ولادة في المملكة المتحدة و12 لكل 100 في الولايات المتحدة.
اما على نطاق عالمي، تقدر منظمة الصحة العالمية أنّ 15 مليون طفل يولدون قبل الأوان، أي حوالي واحد من كل 10 ولادات في جميع أنحاء العالم.