
رسالة مؤثرة من نضال طعمة إلى الحريري: افعل ما تراه مناسباً… وأي واحد منكم بلا خطيئة؟
وجه النائب السابق نضال طعمة رسالة مؤثرة إلى الرئيس سعد الحريري، حياه فيها باسم “أحرار هذا البلد الذين يفتقدون مقومات قيام بلدهم، أو باسم الذين حلموا بالتغيير وآمنوا بلبنان بلدا لجميع أبنائه، أو باسم أولياء الشهداء الذين تجرأوا وصرخوا في وجه الباطل ليصنعوا مستقبلا يليق بحضارة هذا البلد وتراثه؟”.
وقال: “نناشدك ألا تفعل إلا ما تراه مناسباً، وألا تقرر إلا ما يمليه عليك ضميرك، فحدسك، يصدقك حين تتنهد الخيارات على الحد الأحمر، وحين تتجاذب القرارات حبال الأفكار. أقدم يا دولة الرئيس، وقل لهم أنتم خذلتم اليد التي امتدت إليكم لبلورة مشروع الشراكة. واستقويتم على الحريص وظننتموه ضعيفا، وخيرتم الكريم بين مصالحكم ومذلة أهله وناسه. أخبرهم أنهم خانوا لبنان الرسالة حين أرادوه دون وجه الاعتدال، ففرطوا بأهل الفكر والحوار وقبول الآخر. قل لهم، خذوا الساحة ببيارقها وسيوفها وراياتها، فساحاتنا وجدت لنصنع ثقافة التلاقي لا لنعمق منطق المواجهة. أفصح للجميع أنك تحسست منذ زمن الطعنة في ظهرك وبقيت صامتا، وأخذت بصدرك نبالا أدمتك وحاولت إخفاء الكدمات والجراح كي لا تفسد الحلم بتحليق الحمائم المبشرة بالسلام في سماء بلد يستحق الحياة”.
وتابع: “من تراهم الطاعنون؟ قد يكونون من الذين كان المطلوب منهم حماية ظهرك وسندك وتسديد خطاك. ومن هم رماة النبال؟ إنهم الطامعون والساعون لتشويه مسار قيام لبنان في الداخل والخارج. يد الغدر خانت وتآمرت، ربما لأنها حسدت أو طمعت أو لانها فطرت على التنكر لكل القيم الجميلة. ولكن الناس يعرفون، ونقطة الماء لن تبقى في الصخر إلى الأبد. يجتهد البعض بتعداد أخطائك، فابتسم في وجههم وقل لهم نعم أخطأت. أخطات أحيانا لأنني إنسان، أخطأت التقدير في بعض المواقف لأنني من جنس البشر والكمال لله وحده. ولكن انظروا لأنفسكم، أنظروا لفظائعكم، أنظروا لحجارة الكره والحسد والخيانة في أيديكم… واسألهم لماذا ترجمونني؟ وأي واحد منكم بلا خطيئة؟
قل كلمتك وامش، وستكون الناخب الأول في ضمير شرفاء هذا البلد. سيصوت الأحرار لسعد رفيق الحريري في كل صندوق اقتراع، فالقيم السيادية، كالأفكار العظيمة، لها أجنحة ولا تستطيع جيوش العالم أسرها أو حجبها أو قتلها”.
وختم طعمة: “وفقك الله يا دولة الرئيس، وحماك من المتربصين شرا بهذا البلد، ونقول لك ضع النقطة فوق الحرف الأخير، أو أعد صياغة الرسالة، فالمسلمات الوطنية ستبقى قبلة كل من أراد للبنان العزة والازدهار”.