هل تؤسس حماس او بعضها؛ لمغادرة محور المقاومة؟
الاعتداء الإسرائيلي على اللاذقية... هل بلغ السيل الزُبى؟
استشهاد سليماني؛ بشارة النصر الآتي قريباً…
ميخائيل عوض
التحليل:
شيء ما تبطنه حماس أو بعضها، فليس صدفة أن يزور خالد مشعل “الرئيس السابق لمجلسها السياسي” برفقة أعضاء مكتب سياسي بيروت على وقع كمين غادر لتشيع في مخيم برج الشمالي، وتسريبات من أن شيئاً يبيت للمخيمات، وفيها وأن مخطط يستهدف إشعال النار والدخان للتغطية على ارتكابات المستوطنين في الضفة بحماية وشراكة مع أجهزة السلطة، ولتمرير صفقة انتزاع غزة من المقاومة بعد سيف القدي بمقابل وعود بإعمارها وإطعامها، أكثرت منها مصر وقطر والإمارات، ولم تحصد غزة إلا الكلام حتى صفقة تبادل الأسرى لم تنجز على رغم المواعيد التي ضربت لها، واللافت في وقائع زيارة مشعل أن حزب الله ووسائط إعلام المقاومة تعامل معها بحذر شديد وبمقاطعة غير معتادة، وقد تشير مقابلات مشعل وتصريحاته التي أعقبت الزيارة وأعاد إثارة وتبرير مغادرته وحماس سورية، بذريعة أنه رفض البقاء فيها تضامناً مع الشعب السوري”، مرتزقة أردوغان والأميركي وقطر” وسجل اعتراضاً علنياً على دور حزب الله وتدخله إلى جانب الدولة السورية، “قال كنا ضد تدخل حزب الله”.
وبتوجيه النقد واللوم للحزب بقضية اعتبرها السيد حسن نصرالله واجباً والتزاماً، ولخوض حرب بين محورين تصيب التهمة إيران وفصائل المقاومة التي قاتلت في سورية، وتعاملت مع التدخلات الخارجية بأنها مؤامرة في خدمة الكيان الصهيوني الأميركي واستهداف لسورية المقاومة، فتجاهل مشعل وتنكره لما تحملته سورية من عقوبات ومؤامرات لأنها استضافته عندما طردته قطر ولم يستضيفه أردوغان ولم يقبله بلد، والأنكى أنه أشاد بقطر وأردوغان كأنما أراد القول: إنهم كانوا ثواراً وحماة للشعب السوري، وأن الإخوان المسلمين ومرتزقة الإسلام الأميركي وجيش أردوغان العثماني، عندما غدروا بسورية كأنهم كانوا يقاتلون لتحرير القدس، ثم جاء كلام اسماعيل هنية المتسق والمنسجم مع حملة مشعل وعبر قناة “الجزيرة” ليبرر أفعال مشعل وحماس في سورية، ويزيد بكلام غير منصف بحق إيران فيبرر دعمها لحماس وقبول حماس المساعدات الإيرانية، بسبب حالة العداء بين إيران والكيان الصهيوني، متناسياً عمداً أن أسبوع القدس وجيش القدس وقوة القدس أعلنتها والتزمتها إيران من لحظة انتصار ثورتها وصادرت سفارة إسرائيل وسلمتها للفلسطينيين، وأعلنت قضيتها المحورية تحرير القدس، وزاد في المس بدوافع إيران وفي مناسبة اغتيال القائد الجهادي الأممي فارس المقاومة وشهيد القدس قاسم سليماني بالقول إنها تدعم حماس والفصائل كي لا تتهم بشيعيتها “أي لتبرير” شيعيتها” وكان شيعية إيران والمقاومة التي التزمت تحرير القدس وتتحمل أعباء الحروب والحصارات، وتقدم قادتها شهداء تهمة لها، وكان دعمها للمقاومات مجرد استثمار ومتاجرة بقضية فلسطين! ولتبرير نفسها تضطر لدفع غرامة للإخوان المسلمين وفرعهم في غزة…
زيارة مشعل وكلامه وكلام هنية ليس سقطة ولا هو كلام عابر، وأغلب الظن أن حماس أو بعضها بدأ تهيئة نفسه والمسرح للانسحاب أو للانقلاب على محور المقاومة الذي قلبه دمشق وقبضته المقاومة الإسلامية في لبنان وأنصار الله والحشد ومنصة إسناده طهران… ويزيد في ترجيح الظن أن كلاهما هنية ومشعل افتعلا المناسبات لكيل المديح والثناء على أردوغان وسياسته، في ذات توقيت استقباله الحاخامات الصهاينة ليصلوا لسطنته المتداعية، وإعلانه تعزيز علاقته بالكيان الصهيوني وتطويرها، والإشادة بقطر وكأنها من يقود الفعل المقاوم لتحرير القدس وهي في دور الطاعن لحلف المقاومة وفصائله ..
هل تتفق حماس كلها مع خط وخيارات مشعل-هنية؟ أم بعض حماس هو من يؤسس لمغادرة محور المقاومة، ذالك ما ستجيب عليه الأيام المقبلة، والأمل أن تستمر حماس وكتائب القسام قوة محورية فاعلة في محور المقاومة، وقد قدمت قادة كبار وعدد هائل من الشهداء، والمطلوب أن تعمل موحدة وبكل جهد لتحقيق أمل الشعب الفلسطيني وشعوب الأقليم بتحرير فلسطين من البحر للنهر الهدف الذي يلتزمه محور المقاومة، ويعد السيد نصرالله بقرب يوم الصلاة في بيت المقدس.
– الاعتداءات الإسرائيلية على مرفأ اللاذقية للمرة الثانية، لقد بلغ السيل الزبى…
كسرت إسرائيل قواعد اللعبة وجاوزت كثيراً الخطوط الحمر وضربت مرتين في مرفأ اللاذقية الذي لا يبعد عن قاعدة حميميم أكثر من ١٢ كيلو متر، وعن قاعدة طرطوس الروسية ٢٠ كيلومتر، والأخطر ما قاله كبير الخبراء الروس في حميميم: إن الدفاعات الجوية السورية لم تشتبك بسبب وجود طائرة نقل عسكرية روسية في وضع الهبوط في مطار حميميم، أي أن الروسي يعرف أن الإسرائيلي تخفى من سطوة رجال السماء وحراسها “الدفاع الجوي السوري” بطائرة روسية. وهذه لوحدها تدين وروسيا وموقفها من الاعتداءات الإسرائيلية، بل تكشفها وتضع الوجود الروسي في سورية في موقع غير مريح سيرتد عليها سريعاً إذا لم تضع روسيا حداً نهائياً للاعتداءات الإسرائيلية الجارية تحت نظرها وبتنسيق معها. فلن يتحمل الشعب والجيش العربي السوري الوجود الروسي نفسه في سورية، وسورية وجيشها وشعبها الذي قدم أعظم التضحيات في مواجهة الارهاب والاحتلالات وأمن لروسيا، منصة الصعود العالمي الصاروخي وأمنها وأمن الصين والعالم من خطر الإسلام السياسي والمسلح الأميركي- العثماني لا تقبل أن يتحول الوجود الروسي لتأمين وحماية وتبرير الاعتداءات الإسرائيلية، فسورية لن تقبل وجود لروسيا وظيفته تأمين إسرائيل والتزام وتفوقها على ما سبق، أن قاله لافروف.
فإسناد روسيا لسورية في حربها لتخليص العالم من الارهاب لا يبرر ولا يمنح روسيا صك براءة وعفواً إن افترض الروسي أن مساهمته في تدمير قوى الارهاب بالطائرات والصواريخ واختبار الأسلحة، ولم تكن لتتحقق النجاحات لولا الدم والصبر والجوع والتضحيات السورية، والتي لولاها لكان الارهاب الاردوغاني الصهيوني يضرب داخل اسوار موسكو نفسها، فليس لروسيا منة على سورية وجيشها وشعبها، ولن يكون مقبولاً منها أن تحول وجودها في سورية لتأمين إسرائيل ولفرض توازنات ومصالح روسيا مع أردوغان والناتو والأميركي على حساب سورية وروحها وقيمها ووطنيتها، فسورية التي تفي من يساندها وتعترف بجميله لا تتسامح أبداً مع من يطعنها ويغدر بها ويحاول التجارة بدمها.
الاعتداءات الإسرائيلية على مرفأ اللاذقية تجاوز لكل خطوط الحمر لن يمر ولن يصير تقليداً، ولن تقبله سورية من قواعد الاشتباك ولن يتعايش الجيش والشعب السوري معه، ولن تقبل روسيا، ولن يسمح لها بالبقاء في سورية أن تنكرت روسيا للتضحيات، وانتدبت نفسها لحماية الكيان المغتصب لفلسطين والجولان العربيتان السوريتان، أو المتاجرة على حساب سورية وقضاياها وحقوقها فهذه خطوط حمر تسقط من دونها كل المعطيات.
فأما أن تلجم روسيا العدوانية الصهيونية أو سيرد الجيش وحلفه المقاوم، وإن تكررت الاعتداءات بلا رد لاجم سينهض الشعب ويطالب برحيل الروسي غير مأسوف عليه، فالشعب الذي صمد وقاتل والجيش الذي أبدع في حرب الجيل الرابع وهزم الإسلام السياسي والمسلح، وانجز ما عجزت عنه أميركا في أفغانستان والعراق وعجز عنه الاتحاد السوفيتي في أفغانستان لا يهاب أن يثار لدماء شهداء الاعتداءات، فقد صمد وقاتل وأبلى، وينتصر لأنه على موعد مع تحرير الجولان وفلسطين ولن يدخر جهداً لتحقيق الهدف، ولن يقبل خط دفاع عن إسرائيل في جبال اللاذقية ومياه طرطوس …
– تقاطعت المناسبات والأحداث مع ذكرى استشهاد القائد الجهادي الأممي قاسم سليماني، وقد أصبحت لحظة استشهاده فرصة لتظهير ميزان القوى المختل لصالح محور المقاومة في كل الميادين، وقد جددت إيران بكل مستوياتها وعلى لسان كل مسؤوليها، وكرر السيد حسن نصرالله التزام محور المقاومة بأن ثمن دم سليماني والشهداء سيكون أقله الحاق الهزيمة التامة بالأميركي، والزامه الانسحاب بهزيمة مجلجلة ومذلة من العراق وسورية، لتصبح طريق القدس معبدة لساعة التحرير الآتية وتقترب لحظتها ويتسارع دنو زمانها، فقد جعلها دم سليماني وأرواح الشهداء أقرب من العين إلى الجفن …
فاستشهاد القادة في أيام الميلاد المجيدة بشارة النصر الآتي ووعد الله عز وجل حق واجب الانجاز .