
بيل غيتس لا استحق أموالي كسبتها بفعل الحظ
قبل أيام فجر بيل غيتس “قنابل مدوية” بتصريحات قد لا تخطر على بال أحد، لا سيما أنها صدرت عن أحد أغنى أغنياء العالم، على الرغم من أنها أثلجت ربما قلوب الكثير من الفقراء حول العالم.
فمؤسس شركة مايكروسوفت، الذي يعتبر قدوة للعديد من الشبان في أميركا وحول العالم، قال إنه لا يستحق أمواله التي جمعها منذ تأسيس الشركة عام 1975، كما لا يستحقها غيره من الأغنياء في العالم.
وأضاف الرجل البالغ من العمر 65 عاماً، أنه كسب ثروته التي تقدر بحوالى 73 مليار دولار، وراكم أمواله بفضل التوقيت المناسب والحظ، بالإضافة إلى الفريق المساند الذي عمل معه.
وفي مقابلة مع صحيفة الديلي ميل، الأسبوع الماضي، قال غيتس:” دفعت حوالى 10 مليارات دولار ضرائب، ولكن وجب أن أدفع أكثر بعد.”
إلى ذلك، أشار الأب لثلاثة أولاد أنه لا يظن أن إعطاء المال لأولاده سيكون جيداً ونافعاً لهم، في إشارة إلى كل ثروته.
الطلاق الأغلى في العالم
يعتبر طلاق بيل غيتس من زوجته ميليندا الأغلى في العلم، فان الثنانئي بدأ بإجراءات طلاقهما والتي كانت الأكثر تعقيدا بسبب شراكتهما الخيرية التي امتدت لأكثر من ربع قرن.
افقد تقاسما العمل الخيري مثلما تقاسما البيت والأسرة، وشكّلا النموذج الأمثل لفاحشي الثراء حين يسرفون في الإنفاق لا على اليخوت والقصور، وإنما على مكافحة الأمراض والأوبئة في أنحاء المعمورة، وعلى تطوير علاجات ولقاحات لها، وعلى قضايا مثل تمكين المرأة وسواها.
هذه القضايا خصص لها الزوجان غيتس ما يقدر بستة وثلاثين مليار دولار من ثروتهما الخاصة منذ تأسيس أكبر مؤسسة خيرية في العالم في مطلع الألفية الثانية، وهي المؤسسة العملاقة التي موّلت جهود مكافحة الملاريا والإيدز والسل وشلل الأطفال حول العالم، وشجعت على تطوير لقاحات مبتكرة يرى كثيرون أنها أسست الأرضية لصعود لقاحي فايزر وموديرنا المضادين لكورونا.
وتكشف التقارير بأن الزوجين اتفقا على صيغة لتقاسم تلك الثروة، لكن لم يعلن عنها.
وتنقل الشبكة الأميركية عن شركة “أكس ويلث”، تفاصيل ثروة بيل.
فرغم أن نجاح بيل غيتس بدأ مع مايكروسوفت، فإن أسهمه في الشركة لا تمثل الآن سوى أقل من 20 في المئة من ثروته، والتي تقدر قيمتها بـ 26.1 مليار دولار، حيث أن جزءا كبير من أمواله مرتبط الآن بمؤسسة بيل وميليندا غيتس، ولكن لم يتم الكشف عن المبلغ المحدد.
أكبر أصول غيتس هي شركة “كاسكيد القابضة للاستثمار” Cascade Investment، التي قام بتمويلها من مبيعات أسهم مايكروسوفت وتوزيعات الأرباح، حيث تقدر حصته في هذه الشركة بنحو 30 مليار دولار، وهي تمثل حوالي 22.4 في المئة من ثروته.
قلق على مستقبل العمل الخيري
ورغم إعلانهما بتعهدَهما بمواصلة التعاون معا في مجال العمل الخيري، فإن ذلك لم يهدىء مخاوف العاملين في مجال النشاط الخيري من ضياع مليارات من الأموال المخصصة للعمل الريعي في حلبة الطلاق.
أما بشأن أسباب الطلاق فلم يكتف الزوجان بإخفائها بحرص شديد، وإنما طالبا أيضا الجميع باحترام خصوصيتهما وعدم الخوض فيها.
وبقدر ما يريد الزوجان ذوي الثروات المليارية بيل وميليندا غيتس الحفاظ على خصوصية تفاصيل طلاقهما، فإن الانفصال يرسل بالفعل إشارات صادمة في عالم العمل الخيري والصحة العامة.
فمؤسسة بيل وميليندا غيتس لديها هبة تقارب 50 مليار دولار وتتبرع بحوالي 5 مليارات دولار سنويًا لقضايا في جميع أنحاء العالم.
في بيان عقب إعلان طلاق غيتس على تويتر، قالت المؤسسة إنهم سيظلون رؤساء مشاركين وأوصياء وأنه لم يتم التخطيط لأي تغييرات في المنظمة.
وفيما يشير خبراء إلى أن أي تغييرات قد تحدث بسبب طلاقهما ستكون تدريجية، يعبر البعض عن قلقه من أن الطلاق قد يؤثر على خطط المؤسسة المستقبلية.
وخارج المؤسسة يستثمر الزوجان في القضايا الاجتماعية، من خلال الشركات التي يديرها كل منهما على حدة.
ففي حين استثمر بيل في تقنيات معالجة تغير المناخ، وأبحاث مرض الزهايمر وغيرها من القضايا، تركز ميليندا من خلال شركتها Pivotal Ventures، على دفع القضايا التي تؤثر على النساء والأسر في الولايات المتحدة، بما في ذلك سياسات الإجازات المدفوعة، وإشراك المزيد من النساء في التكنولوجيا والترشح للمناصب العامة.