
مئات المهاجرين عالقون منذ أيام على الحدود بين بيلاروس وبولندا البعض يخشى العودة إلى بلاده
أجواء برس
بالرغم من تعرضهم لبرد قارس وإرهاق شديد ومحاولات لم تنجح لدخول أوروبا، يجد مهاجرون سوريون وعراقيون أنفسهم أمام خيار العودة مجبرين إلى بلادهم وسط خشية البعض من هذه الخطوة.
و أيضا رغم تصريحات الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو بأنهم لن يجبروا على المغادرة، وجدت العديد من العائلات أنفسها في رحلة عودة إجبارية لأوطانهم، حيث تم نقلهم جوا من بيلاروس بعدما لم يستطيعوا تحقيق حلمهم بدخول الاتحاد الأوروبي.
كما يقول بعضهم لوكالة رويترز، إنه لم يكن لديهم خيار، بينما يرى آخرون بصيص أمل ضئيل رغم صعوبة العبور إلى بولندا.
ومنذ الشهر الماضي، أستأجرت الحكومة العراقية رحلات إجلاء لأكثر من 3100 عراقي من بيلاروس.
وكان من بينهم همن أمين، وهو كردي عراقي يبلغ من العمر 29 عاما من بلدة خورمال.
وأكد أمين إن حرس الحدود في بيلاروس ضربوه أكثر مرة عند منطقة الحدود البيلاروسية والبولندية، حيث نقلوا بعدها إلى منشأة في منطقة غرودنو والتي جمع فيها مئات المهاجرين الآخرين.
ولم يسمح له بالمغادرة إلا بعدما تم حجز تذكرة طائرة له للعودة للبلاد، حيث لم يسمح له أو من معه بالنزول من الحافلة إلا عند وصولهم للمطار.
وبقي أمين في صالة مزدحمة تحرسها الشرطة في المطار لمدة خمسة أيام.
القنصل الفخري لبيلاروس في كردستان العراق، فؤاد حمد، قال “إن التعرض للضرب في المناطق الحدودية كان محتملا، ولكنه لا يحدث داخل المدن”.
وأشار أن المهاجرين الموجودين في المدن سيتم اعتقالهم وترحيلهم عندما تنتهي صلاحية تأشيراتهم وفقا للقانون، مشيرا إلى أنه يتلقى مكالمات بشكل دائم من عراقيين يطلبون منه مساعدة أقاربهم المحتجزين في مينسك لتجاوز تأشيراتهم السياحية.
رئيس العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان في إربيل، صفين دزايي، قال لوكالة رويترز، إن أيا من ركاب الرحلات الجوية التي تم استئجارها لم يقل إنه تم ترحيله ضد رغبته.
كما أكد أنه “من الطبيعي إذا تجاوزت مدة التأشيرة أن يكون لكل دولة قواعدها وأنظمتها، ومهما كانت الإجراءات التي تتخذها بيلاروس فهي من اختصاصها”.
ودعا دزايي السلطات في بيلاروس وبولندا التحقيق في مزاعم الإساءة للمهاجرين على طول الحدود.
ولا يزال مئات المهاجرين عالقين في بيلاروس بعد أن أنفقوا آلاف الدولارات في رحلة كانوا يأملون أن تنتهي في الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم سوريون بعضهم لا يريد العودة إلى وطنه.
الضابطة، ناتاليا بروكوبتشوك، قالت لوكالة رويترز إنه يوجد سوريين بعضهم يرغب في العودة والبعض الآخر يأمل في العبور إلى بولندا، وبعضهم يريد لم شمله مع عائلته التي تعيش ضمن حدود الاتحاد الأوروبي.
كما قامت شركة الطيران السورية “أجنحة الشام” بأول رحلة إجلاء للسوريين الراغبين في العودة، الأربعاء، حيث حملت أول رحلة 97 راكبا.
ومن جانبه أكد أحد المهاجرين السوريين إن تأشيرته السياحية انتهت منذ ما يقرب شهرين، ولم يكن لديه مكان يذهب إليه، وقد منع من دخول لبنان، ويخشى أن يعاقب إذا عاد إلى دمشق لأنه لم يؤد خدمته العسكرية.
كما قال العشرات من السوريين إنهم لا يريدون العودة إلى سوريا من بيلاروس خوفا من انتقام السلطات منهم، حيث يرى البعض منهم أن خيارهم الوحيد العودة إلى الغابات بين بيلاروس وبولندا.