
الصحافة البحرينية والتطبيع مع العدو الصهيوني
كتب محمد حسن العرادي
بات من المحير جداً إنحدار بعض الصحف البحرينية إلى مستنقع التطبيع بشكل غير مبرر، فلم نسمع أن هناك توجيهاً أو ضغطاً رسمياً قد مورس ضد هذه الصحف حتى تسير في طريق التطبيع مع العدو الصهيوني بشكل فاضح وقبيح وتعمل على تلميع صورة الارهابي الذي يقتل ويغتصب ويصادر أراضي وحقوق أشقائنا الفلسطينيين .
وبعد أن قامت احدى الصحف المحلية باستقبال السفير الصهيوني وأجرت معه مقابلة تلفزيونية (عبر قناتها في اليوتيوب) بحضور غير مبرر وغير مهني لطاقم إدارة الصحيفة الذي جلس صامتاً أثناء الحوار في مشهد ترويجي غريب لم يعتاد عليه شعب البحرين، ها هي صحيفة محلية أخرى تسير على ذات الدرب وتنشر مقالاً للسفير الصهيوني في محاولة جديدة لاختراق المجتمع البحريني.
قد يتصور القائمون على هذه الصحف بأن ما يقومون به لا يعدوا كونه ممارسة عمل إعلامي مع جهة معترف بها من قبل الحكومة البحرينية، لكن الأمر يتجاوز ذلك بكثير ليدخل في إطار الانخراط في خدمة المشروع الصهيوني والتريج له بصفاقة، بل هو فعل يسعى إلى تمهيد الطريق للاعتياد على إستقبال هذا السفير الممقوت،ثم إعتباره جزءاً من المجتمع البحريني الذي يرفضه ولا يرحب به.
إننا نعتقد بأن إتجاه بعض الصحف لهذا النوع من الفعل سيؤدي إلى تراجع في شعبيتها على المستوى المجتمعي، وسيقلل من متابعيها والجمهور الذي يقرأها ويتفاعل معها، ولنا في ما جرى وحدث للصحيفة التي أستقبلت السفير الصهيوني على قناتها التلفزيونية مثالاً، فبعد أن كانت تشق طريقها إلى الانتشار الواسع بسبب برامجها المتنوعه وجهود صحفيها من الشباب البحريني المتحفز، إذا بالناس تتراجع عن متابعتها وتدعو لمقاطعتها.
إن البعض يعتقد بأن هذا السلوك الشائن قد يساعد هذه الصحف على استقطاب الحملات الاعلانية والدعم المالي الذي قد يرفع من رصيد هذه الصحف وقدرتها على المنافسة والبقاء، رغم أن ذلك عشم أبليس في الجنة، فالصهاينة لا يقدمون شيئا بالمجان ونواياهم تنضح خبثاً وتآمر دائماً.
إننا ندعو جميع مؤسساتنا البحرينية للتوقف عن استقبال السفير الصهيوني والتعامل معه والترويج له، كما ندعو مجالسنا البحرينية للتحصن ضد هذا الضيف ثقيل الظل، الذي يسعى إلى فرض نفسه في كثير من المواقف، فهو قد يأتي لكم بدون سابق انذار أو ترتيب، فلا تترددوا في طرده وإغلاق الباب في وجهه الكريه، كما ندعو للتوقف عن حماية الكيان الصهيوني داخل المؤسسة التشريعية ونطالب بكف يد المستشار القانوني عن التدخل فيما لا يعنيه، حفظ الله بحريننا الغالية من كل مكروه.