عون: الدولة عازمة على مكافحة الفساد والهدر

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد جمعية تجار بيروت برئاسة نقولا شماس، الذي أعرب عن اعتزاز الجمعية بلقاء رئيس الجمهورية، مثنياً على مواقفه الداعمة للوحدة الوطنية واهتمامه بالقطاع التجاري، ومؤكداً استعداد الجمعية للتعاون ووضع إمكاناتها في خدمة الوطن.

وأشار شماس إلى أن جمعية تجار بيروت تأسست بعد عام واحد من إعلان دولة لبنان الكبير، وشكل أجداد أعضائها إحدى ركائز بناء الاقتصاد اللبناني. كما استعرض المحطات التي مرت بها الجمعية عبر تاريخ لبنان، مركّزاً على التحديات الكبيرة التي واجهها القطاع التجاري خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وأوضح شماس أن مرحلة إعادة الإعمار عام 2006 اقتصرت على الجانب السكني، أما اليوم، وفي ظل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فإن الظروف أصعب مع غياب المساعدات، فيما يعاني القطاع التجاري من خسائر فادحة تستوجب اهتماماً خاصاً. وأكد أن الاقتصاد غير الشرعي الذي تفشى بعد العام 2019 بات يهدد الاقتصاد النظامي، داعياً إلى ضرورة ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية وتعزيز الرقابة الجمركية.

كما طرح شماس سلسلة من التحديات التي يواجهها التجار، من بينها العلاقة مع الضمان الاجتماعي، وحالة اللااستقرار التي تعيق جذب الاستثمارات والسياحة العربية والخليجية.

وفي رده، رحب الرئيس عون بالوفد مشيداً بالدور الأساسي الذي يلعبه القطاع التجاري في الاقتصاد الوطني. وأكد أن الدولة اتخذت قراراً حاسماً بالسير في طريق الإصلاحات ومكافحة الفساد والهدر، مشدداً على أهمية دعم السلطة القضائية لتقوم بدورها الكامل في هذا المسار.

ولفت الرئيس عون إلى إدراكه الكامل لحجم الصعوبات التي يواجهها التجار والمواطنون على حد سواء، موضحاً أن مسيرة الإصلاح بدأت لكنها تحتاج لبعض الوقت لتحقيق النتائج المرجوة، مؤكداً أن “القطار وضع على السكة الصحيحة”.

وأشاد رئيس الجمهورية بقدرة اللبنانيين عموماً والتجار خصوصاً على الصمود ومواجهة الأزمات بروح المسؤولية، داعياً إلى تعزيز التضامن الوطني للنهوض بلبنان مجدداً. وأضاف: “لا شيء مستحيل أمام إرادة اللبنانيين والدولة مجتمعة، رغم التحديات الكبيرة”.

وفي ما خص الوضع الأمني، أشار الرئيس عون إلى تحسّن الاستقرار بشكل ملحوظ بفضل الجهود المتواصلة للأجهزة الأمنية والجيش اللبناني الذي يبسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية رغم محدودية إمكانياته، موضحاً في هذا السياق أن التنسيق جارٍ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمعالجة ملف السلاح في المخيمات الفلسطينية عبر تعاون أمني لبناني-فلسطيني، حيث تم إحراز تقدم ملحوظ.

وخلال الحوار الذي تخلل اللقاء، بحث الوفد مع الرئيس سبل دعم القطاع التجاري وسبل تعزيز العلاقات مع الدول العربية والأجنبية. وكشف رئيس الجمهورية عن وجود مشاريع تنموية جارية بالتعاون مع الدول العربية لتحسين البنى التحتية في المناطق اللبنانية، إلى جانب التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر إعادة إعمار لبنان بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي.