هل انتصرت غزة على العالم؟

بقلم عيسى سيار*

بعد توقيع اتفاق صفقة تبادل الاسرى والذي اطلقت عليه في مقال سابق اتفاق الصفعة للنتن ياهو وعصابته ومن راهن عليه شرقا وغربا، أثار العديد من الباحثين والمهتمين والعامة تساؤلات عدة ولعل أهمها هل انتصرت المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيواميركي؟ وهل يستحق طوفان الأقصى أن يدفع الشعب الفلسطيني هذا الثمن الباهظ؟
حفاظا على بقاء حكومته اليمينية المتطرفة خرق النتن ياهو الهدنة وعاود العدوان على غزة مع سياسات التعطيش والتجويع وإخراج المستشفيات عن الخدمة. ومع وصول ترمب إلى سدة الحكم رفعت الحكومة الصهيونية سقف توقعاتها، ولكن يا فرحة ما اكتملت، فترمب رجل الصفقات والذي يضع مصالح أميركا فوق الجميع والذي اتضح له بأن النتن باهو بات عبئا ثقيلا على مصالح أميركا، فبدأ يوجه الصفعات بل اللكمات له، أولها قطع الاتصال به  وثانيها مباحثات غير مباشرة ومباشرة مع إيران حول النووي الإيراني، وثالثها اتفاق منفرد مع الحوثين لوقف القصف المتبادل من دون أن يوقف الحوثي قصفه للكيان الصهيوني، ورابعها مباحثات مباشرة مع حماس ودون علم او مشاركة الكيان، وذلك لإيقاف الحرب وإطلاق سراح الأسري من الجانبين وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وكل ذلك يحدث والكيان الصهيوني يعيش حالة من الصدمة والارتباط، فهو لم يعتد إطلاقا في تاريخه ان تتحرك أميركا في الشرق الأوسط من دون علمه وموافقته… إنها الواقعية والبرغماتية السياسية الترامبية برغماتية رجل الأعمال الكابوي.
لقد اخترت هذا العنوان لسببين وهما: الأول لأني في كل مقالاتي حول العدوان على غزة، ومنذ قيام عملية طوفان الأقصى البطولية، كنت أراهن على انتصار المقاومة بل كنت واثقا من ذلك، وكنت باستمرار مبشرا ومتفاءلا بهذا الانتصار. والثاني هو لتفنيد مزاعم المشككين والمصهينين حول التكلفة الباهضة لعملية طوفان الأقصى.
أولا: أستطيع الجزم وبكل ثقة بأن العدو الصهيوني، لم يهزم فحسب بل تداعت أركان نظامه سياسيا وعسكريا واقتصاديا وديموغرافيا واجتماعيا، وتركته عملية طوفان الأقصى وتداعياتها يتخبط ويظل طريقه، وهذا ليس كلاما انشائيا او سردية منتشية، بل هي حقيقة أكدها العديد من القيادات الصهيونية الوازنه، ومنهم رئيس الوزراء الأسبق ايهودا باراك ووزير الدفاع الأسبق إيال يعلون ووزير الدفاع الأسبق بيني غانتس والجنرال غيورا آيلاند صاحب خطة الجنرالات، وعضوي الكبينت الصهيوني بن غفير وسموترش اللذين كررا أكثر من مرة بأن توقيع أي اتفاق لصفقة هو هزيمة للكيان الصهيوني، فما بالك إذا الزم ترمب الكيان الصهيوني بإيقاف الحرب العدوانية على غزة، حيث تشي التسريبات من مصادر عدة بأن ترمب سوف يوسع دائرة الاتفاق الإبراهيمي ليشمل السعودية وبعض الدول العربية، بالطبع الى جانب صفقات استثمارية مليارية مقابل اعترافه بقيام دولة فلسطينية. إن مجرد حوار أميركا مع المقاومة الفلسطينية ( حماس) يعد انتصارا ساطعا كأشعة الشمس لا يمكن حجبه بمنخال، وسوف يكون بمثابة التسونامي الذي سوف يقطع أوصال الكيان وأول غيثه سيكون سقوط حكومة اليمين الصهيوني الإرهابي، وبعدها سوف يعيش الكيان فى حالة من الفوضى، ربما تكون غير خلاقة!. فهل انتصرت غزة على العالم؟ إنا لناظره قريب!
فمن يرفع الشراع!؟

– ملاحظة: حقوق المقال محفوظة للكاتب من يرغب في إعادة نشر المقال له الشكر ولكن من دون إضافة او تعديل.

* باحث وأكاديمي بحريني

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى