قصي الياس يترجم قصة واقعية إلى عمل غنائي بصري يخاطب القلوب قبل العيون

منذ ساعات قليلة، أطلقت أغنية “كائن حديدي” لتأخذ مستمعيها في رحلة بصرية ومشاعرية عميقة، العمل الغنائي المصور، الذي يحمل توقيع المخرج المبدع قصي الياس، لا يقدم مجرد قصة، بل يترجم واقعًا مؤلمًا إلى لغة فنية مؤثرة، تخاطب القلوب قبل العيون، ويؤديها بإحساس صادق الفنان بدر باسم.

يستهل الفيديو كليب مشاهده الأولى ليضعنا مباشرة في قلب معاناة شخص تحولت الدنيا بأكملها ضده، بعد ثلاثة أشهر فقط من فقدان والده، يعيش الشاب ووالدته في حالة من الحزن العميق تخيم على كل تفاصيل حياتهما، في خضم هذا الألم، يرن هاتفه باسم حبيبته، لكنه يجد نفسه عاجزًا عن الرد، أسيرًا لوطأة الفقد.

تتصاعد وتيرة الأحداث المأساوية سريعًا، فالأم التي لم تفق من صدمة فقدان شريك حياتها، تسوء حالتها الصحية وتُنقل إلى المستشفى، وفي هذه الظروف القاسية، تتخلى الخطيبة عن الشاب، غير قادرة على تحمل وطأة الظروف الصعبة التي يمر بها، يحاول البطل يائسًا إصلاح ما انكسر في علاقته، لكن القدر يكون له كلمة أخرى.

في لحظة مفجعة، يتعرض الشاب لحادث أليم يتوقف على إثره نبضه، وفي نفس اللحظة، يتوقف نبض أمه في المستشفى، تتسابق محاولات الإسعاف لإنقاذ الروحين، لكن القدر يختار أن يعود النبض للابن وحده، ليصحو على فاجعة فقدان السند الأخير في حياته.

يأتي المشهد الأخير ليجسد قسوة الوحدة والتخلي، الجميع غادروا حياة الشاب في لحظات ضعفه، إلا والديه اللذين أخذهم الموت لا الحياة.

وفي ختام مؤثر، نرى الشاب وقد كبر، يحمل في قلبه شوقًا جارفًا لوالدته الراحلة، يعبر عن هذا الشوق العميق بطريقة مؤثرة، يرسم صورة أمه الحبيبة على الأرض، ثم يستسلم للنوم بجوار رسمتها، مستشعرًا دفء حنانها المفقود.

لقد نجح المخرج قصي الياس ببراعة في تحويل هذه القصة الواقعية الموجعة إلى عمل فني بصري متكامل، استخدم لغة سينمائية مؤثرة، من خلال زوايا التصوير والإضاءة والموسيقى التصويرية، ليغمر المشاهد في عمق مشاعر البطل وحزنه العميق.

كما استطاع بدر باسم بصوته الدافئ وإحساسه المرهف أن يلامس شغاف القلوب، مضيفًا بعدًا صوتيًا مؤثرًا يزيد من قوة العمل وتأثيره.

تضافرت جهود فريق عمل متميز لإخراج أغنية “كائن حديدي” بهذه الصورة المؤثرة. تولى إدارة التصوير كل من أرسلان أرسوي وأحمد خالد، بينما قام كل من رافي كينك ورامي كينك وعبدالله النعيمي بمهام الـ Gafeer.

أما عملية المونتاج المتقنة فكانت تحت إشراف أمير الحيالي، وأضفى فيكن لمساته الفنية من خلال التلوين، وقد ساهم كل من أحمد ليث وعمرو حسين وحسين الساعدي في إبداع المؤثرات البصرية ثلاثية الأبعاد (CGI 3D)، وتولت الياس كروب مهمة الإنتاج المنفذ لهذا العمل، بينما تعود القصة والرؤية الإخراجية المبتكرة للمخرج قصي الياس.

“كائن حديدي” ليست مجرد أغنية، بل هي تجربة بصرية وسمعية تأخذ المشاهد في رحلة إنسانية عميقة تستكشف ألوان الحزن والفقد والوحدة والشوق، إنها عمل فني يذكرنا بقسوة الظروف التي قد تواجهنا في الحياة، وبأهمية الدعم والمساندة في أوقات الشدة، وبقوة الذكرى التي تبقى عزاءً وسلوى للقلوب الموجوعة. لقد نجح قصي الياس وبدر باسم في تقديم عمل فني يخاطب الروح ويثير المشاعر، تاركًا بصمة مؤثرة لدى كل من يشاهده ويستمع إليه.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى