
بركان المازوت يشتعل
أجواء برس
هناء حاج
لا كلام يشفي ولا صراخ يسمع بعدما توجه سعر صفيحة المازوت الى أكثر من مليون ليرة لبنانية لدى بعض تجار السوق السوداء، ومع هذا لا تتوافر مادة المازوت لتشغيل المولدات، بسببب الاسعار التي فور ما اعلن سحب الدعم حتى شهدت اسعاراً جنونية، (فلت الملق) في يد التجار، ولم يعد لدى اصحاب المولدات القدرة على توفير المادة التي يحتاجونها، إلا إذا كان لدى احدهم “وساطة” عند التجار ومحتكري المازوت لشراء ما تيسر، فالتجار لا رقابة عليهم، وجميعهم يتمتعون بحماية “طائفية ومذهبية وسياسية” والإيمان مسيطر على قلوبهم جميعاً، من يصلي وقوفاً ويصلب بالثلاثة والخمسة، ومن يصلي سجوداً ويسبح مسدل اليدين أو متكتف، جميعهم يعملون بما يرضي ضمائرهم الجشعة.
وحاكم مصرف لبنان متربع على عرشه يصدر التعاميم ويقر البيانات التي يستغلها الجميع في لقمة عيش المواطن التي باتت سائغة، وجاهزة لبيعهم اياها في أقرب فرصة ممكنة، وأمام صناديق الاقتراع.
أما عن التسعيرة الجديدة لمادة المازوت فقد أعلن نقيب اصحاب الشركات المستوردة للنفط جورج فياض ان الموقف صعب جدا، في ظل استمرار الخلاف بين «المركزي» والحكومة، واشار الى ان الجمارك قامت بعملية «الكيل» بالامس وطلب التسليم على السعر الجديد، فيما وزارة الطاقة ترفض ذلك وتصر على التسعيرة القديمة، ولفت الى ان الشركات تنتظر المصرف المركزي المخول تحديد سعر الصرف..! مع العلم انه خلال ايام تنتهي الموافقات الاستثنائية من قبل بعبدا والسراي الحكومي لدعم المحروقات على سعر 3900، وهنا تتخوف مصادر حكومية من تمييع مقصود في المهل كي يتحلل بعدها «المركزي» من التزاماته.
والأخطر من كل ما يحصل عصابات السرقات على المنتشرة على الطرقات التي تترصد شاحنات محملة بالمازوت خاص لاصحاب المولدات تسرقها أو تحت مسميات “تقرصنها” فتشكل أنه خسارة مباشرة. حتى بات البعض يحاول نقل شاحناته بموازرة أمنية خوفاً من قطاع الطرق.