ماذا أراد الباحث الاسرائيلي إيرليخ قبل قتله في بلدة شمع جنوبي لبنان؟
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الأربعاء، مقتل مستوطن كان انضم للجيش في معارك جنوب لبنان.
ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن القتيل هو “الباحث الإسرائيلي زئيف إيرليخ الذي قضى معظم وقته في البحث داخل المواقع التاريخية عن ما يثبت الرواية الصهيونية بشأن تاريخ الأرض، وقتل قرب مقام النبي شمعون في جنوب لبنان”.
وأثارت الحادثة ردود فعل واسعة في إسرائيل، لا سيما كيفية دخوله إلى لبنان، في حين أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنه “تطوع في الاحتياط رغم تجاوزه سن السبعين، ودخل إلى لبنان بشكل غير رسمي بل بمساعدة قائد في لواء غولاني، ووصل إلى موقع أثري لدراسته أو فحصه فأطلق مقاتلان من حزب الله كانا في الموقع النار على القوة الإسرائيلية فقتل هو وجندي آخر، وأصيب القائد في غولاني العقيد احتياط يؤاف ياروم بجروح متوسطة”.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن “الحادث وقع في منطقة عمليات الفرقة 36 في الخط الثاني من قرى جنوب لبنان. وفي المنطقة نفسها سقط مقاتل من الكتيبة 13 التابعة لجولاني قبل أيام”، مضيفة: “دخلت قوة بقيادة رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم إلى قلعة أثرية في إحدى قرى جنوب لبنان. واعتقدت القوة أن المنطقة قد تم تطهيرها من المسلحين، إلا أنه تبين أن مسلحين اثنين كانا يختبئان داخل القلعة الأثرية”.
وتابعت الإذاعة: “بعد دخولها المكان، واجهت القوة المسلحين ووقعت إصابات. وتم اغتيال مسلحين ومقتل إيرليخ الذي دخل إلى منطقة عمليات الجيش الإسرائيلي وهو يرتدي الزي العسكري ومسلح، وبموافقة قائد لواء غولاني، لكنه لم يكن في الخدمة الاحتياطية النشطة”.
وأكدت الإذاعة أن “الجيش الإسرائيلي يحقق في ملابسات دخوله إلى الأراضي اللبنانية. وتبين من التحقيق الأولي أن الحادثة تمت بشكل مخالف للإجراءات ومن دون الموافقات المطلوبة. وسيقوم قائد القيادة الشمالية أوري جوردين بالتحقيق في ملابسات الحادث”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي من وحدة ماجلان في معارك جنوب لبنان.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن القتيل يدعى إيتان بن عامي من مدينة القدس ويبلغ من العمر 22 عاما.
من هو الباحث الاسرائيلي إيرليخ
شكل الإعلان عن مقتل باحث الآثار الإسرائيلي المتطرف زئيف إيرليخ في بلدة شمع جنوبي لبنان صدمة في الأوساط الاسرائيلية، ولاسيما أنه طاعن في السن ومن غير المتوقع أنه انضم الى احتياط الجيش لغرض القتال، وإنما للقيام بجولة ميدانية في مقام النبي شمعون في بلدة شمع بحثاً عن أدلة لاستيطان إسرائيلي قديم تمهيداً للمطالبة بالأراضي تماما كما فعل في المواقع الأثرية للقرى الفلسطينية برفقة الجيش الإسرائيلي، ولاسيما أن اسمه لمع في هذا المجال منذ عام 2012، مكرساً دراساته وأبحاثه لتزوير التاريخ.
ودخل إرليخ الاراضي اللبنانية برفقة قوة بقيادة رئيس أركان لواء غولاني العقيد يؤآف يارون، قبل تعرضهم للهجوم من قبل مقاتلي حزب الله الذين نصبوا كمينا داخل القلعة الأثرية.
ويعد إرليخ، من مؤسسي مدرسة سدي عوفرا الدينية، والمقامة على أراض استولت عليها إسرائيل من بلدتي سلواد ويبرود قرب رام الله، فضلا عن أنه تلقى تعليمه في مؤسسات الصهيونية الدينية المتطرفة، ودرس في المدرسة الدينية عند حائط البراق في القدس المحتلة.
وخبير الآثار المتطرف، من مواليد 1953 حاصل على درجة البكالوريوس من الجامعة العبرية في كلية تورو في التلمود وتاريخ الشعب الإسرائيلي.
وينحدر إرليخ من يهود بولندا، وقام بتأليف العديد من الكتب عن تاريخ الإسرائيليين البولنديين، وخدم في جيش الاحتلال كضابط مشاة وضابط مخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وفق موقع “عربي 21”.
وأشارت مواقع عبرية إلى أن له عشرات الدراسات المنشورة في صحف عبرية مثل يديعوت أحرونوت وهآرتس وميكور ريشون، ويعمل محاضرا حول الضفة الغربية في عدد من الكليات الإسرائيلية.
وينشط الباحث القتيل في القرى الفلسطينية ويحاول تزييف تاريخها الأثري، عبر ادعاء وجود ارتباطات يهودية من أجل الاستيلاء عليها، كما فعل ذلك عام 2012، حين دخل مع قوة من لواء بنيامين في الجيش الإسرائيلي، إلى بلدة قراوة بني حسان، وقام بتصوير الآثار فيها وإلقاء محاضرات في الجنود بشأن ارتباطهم المزعوم بالمنطقة.
وأشارت صحيفة يديعوت إلى أن الجيش فتح تحقيقا في حينه بكيفية دخوله مع الجنود، إلى منطقة محظورة، فضلا عن تنصل دائرة آثار إسرائيل في الضفة من مسؤوليتها في وجوده ونفت ارتباطه بها.
وذكرت معاريف أن التحقيقات تشير إلى مسؤولية قائد لواء غولاني بالسماح للباحث الإسرائيلي بالدخول إلى جنوب لبنان.
ونشر الإعلام العبري معلومات إضافية عن الباحث الإسرائيلي باعتباره من منظري علم الآثار التوراتي وأحد المهوسين في القراءة السياسية لتاريخ وجغرافيا الأرض وهو من الذين حاولوا العثور على أدلة على المزاعم التوراتية في المواقع التاريخية بالضفة الغربية.
وسمح الجيش الإسرائيلي بنشر المزيد من المعلومات عن الحادثة: “في حادثة مقتل زيف (زابو) إيرليخ، قتل أيضًا جندي من الكتيبة 13 التابعة للواء الجولاني في المعركة. بالإضافة إلى ذلك، أصيب قائد سرية من الكتيبة 13 بجروح خطيرة في المواجهة نفسها، وأصيب رئيس أركان لواء جولاني العقيد يوآف ياروم بجروح متوسطة”.
المصدر: النهار