أميركا تدلي بصوتهم لاختيار رئيس بين هاريس وترامب
يواصل ملايين الأميركيين الادلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم المقبل ما بين “الديموقراطية” كامالا هاريس و”الجمهوري” دونالد ترامب، في انتخابات تجري وسط اجواء توتر وانقسام شديدين، تنطوي على رهانات كبرى للولايات المتحدة ولباقي العالم، بحسب تقرير ل “وكالة الصحافة الفرنسية”.
ومن نيويورك إلى لوس أنجليس، ومن الغرب الأوسط إلى فلوريدا، وقف الناخبون في صفوف انتظار طويلة أمام مراكز الاقتراع.
وفي نداء أخير إلى الناخبين، أعلنت نائبة الرئيس (60 عاما) التي قد تصبح في حال فوزها أول امرأة على رأس أكبر قوة في العالم، “أشجع الجميع على الخروج والإدلاء بأصواتهم”.
أما خصمها “الجمهوري” الذي قلب الطاولة وعاد إلى المعترك السياسي بعد صدور حكم قضائي بحقه، فأكد أنه “واثق للغاية” من الفوز، بعد الإدلاء بصوته في وست بالم بيتش قرب مقر إقامته في ولاية فلوريدا.
وتعهد الرئيس السابق البالغ 78 عاما بالإقرار بهزيمته في حال خسر “إذا كانت الانتخابات عادلة”.
وكان نشر قبل ذلك مقطع فيديو يبدأ بمشاهد يظهر فيها علم أميركي ممزق ومهاجرون يتدفقون إلى الحدود ومجرمون مسلحون، تتباين مع صور عمال وعمال مناجم وشرطيين وناشطين خلال تجمعاته الانتخابية.
وأدلى أكثر من 85 مليون أميركي بأصواتهم بالاقتراع المبكر، وتستحيل معرفة إن كانت عمليات فرز الأصوات ستستغرق ساعات أو أياما وصولا إلى إعلان الفائز بين مرشحين على طرفي نقيض تماما.
وتعكس الجماهير التي شاركت في الأسابيع الأخيرة في مهرجانات المرشحين الانتخابية، رؤيتين لا تلتقيان، وكل منهما على ثقة بأن الأخرى ستقود البلاد إلى الهاوية.
ووصفت هاريس، المدعية العامة السابقة والسناتورة السابقة عن كاليفورنيا خصمها بأنه “فاشي”، فيما ردد رجل الأعمال السابق أنها “حمقاء” وسوف “تدمر” البلاد.
وايا كان الفائز، فإن النتيجة ستكون تاريخية. فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة في البيت الأبيض أو مرشحا شعبويا مدانا في قضايا جنائية ومستهدفا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين عامَي 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.
وتظهر آخر استطلاعات للرأي تعادلا شبه تام بين المرشحين في الولايات السبع الحاسمة التي ستمنح أحدهما في ظل نظام الاقتراع العام غير المباشر، العدد الكافي من الناخبين الكبار لبلوغ عتبة 270 من أصل 538 عضوا في الهيئة الناخبة والفوز بالبيت الأبيض.
وفي سعيها لإقناع الناخبين في حملة قصيرة اقتصرت على ثلاثة أشهر، ركزت هاريس رسالتها على حماية الديموقراطية وحق النساء في الإجهاض، متوجهة بذلك إلى النساء وإلى الجمهوريين المعتدلين.
وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في جامعة هاورد في واشنطن المخصصة للطلاب السود عموما، والتي تلقت دروسها العليا فيها.
أما دونالد ترامب الذي خرج من البيت الأبيض عام 2021 وسط الفوضى بعدما نجا من آليتي عزل في الكونغرس، فعاد إلى الخطاب الذي اعتمده في 2016 و2020، فقدم نفسه على أنه مرشح معارض لمؤسسات الحكم وقريب من الشعب، قادر وحده على إنقاذ بلد يدمره على حد قوله المهاجرون والتضخم المتفاقم.
وبذلك تختتم حملة الانتخابات التي شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال وانسحاب الرئيس الديموقراطي جو بايدن من السباق بشكل مباغت لتحل مكانه هاريس.
لكن الترقب لا يقتصر على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع عبر آلات التصويت.
وقدم المعسكران من الآن عشرات الشكاوى القضائية فيما يخشى ثلثا الأميركيين اندلاع أعمال عنف وشغب بعد الاقتراع.
وأحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع نشر مسيرات وقناصة على الأسطح.
وحذر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) صباح اليوم، من مقاطع فيديو زائفة تنتشر وتشكك في نزاهة عمليات الاقتراع.
وفي العاصمة الفدرالية واشنطن، نصبت حواجز حديد حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول ومواقع حساسة أخرى. ووضع عدد كبير من المتاجر في وسط المدينة ألواحا خشبية لحماية واجهاتها.
فمشاهد السادس من كانون الثاني 2021 لا تزال مطبوعة في الأذهان عندما اقتحم مناصرون لترامب مقر الكونغرس لمنع المصادقة على النتائج.
ووضع ترامب منذ الآن الأسس للطعن مجددا في الانتخابات، فاتهم الديموقراطيين ب “الغش” وشكك في نزاهة آلات التصويت.
وقال الديموقراطيون إنهم “يتوقعون” أن يعلن ترامب فوزه بشكل مبكر مثلما فعل في 2020.