بين النأي بالنفس والصراع المقاوم

بقلم المحامي رفيق حاج

لعل النائي بالنفس عن أي صراع او خلاف هو أفضل من يمكن أن يحصل في اي حرب عند فقدان حق طلب التقدم… فيقرر غيره عنه مصيره.
ولكن عند وجود شعوب متفوقة وامكانيات وغنى بالنفوس والعبقريات والأوطان المليئة بالثروات الطبيعية المهدورة. فإن النخوة وحب البطولة والفداء تستنهض الجيل الجديد من الشباب الحر في البحث عن إمكانيات الصراع والتهيء نحو الجندية والاعداد حتى للمعارك والتعلم للتطور وبرهنة أنفسهم.
أما إذا لعبت الإرادات الأجنبية الغريبة من القوى العظمى خارج إرادتها بمصير البلاد والعباد، فإن كل جزء من أي تجمع، كما يقول جبران خليل جبران يعتقد أنه أمة ويتفتت بعامل التجزئة إلى جباب من قبائل ومذاهب. بل يحاربون لزرع الشقاق والنزاعات الداخلية بسبب او بدون سبب. فإن فقدان السيادة وروحية الاستقلال الحر مسايرة للأمر المفعول والمفتعل من طغيان واستبداد القوى الغاشية والغاشمة هو خيانة للوطن مهما كانت الظروف المحتلة للعقول والارادات وأيضاً للأوطان.

وقد حمل الدستور المحلي اللبناني وقوانين العقوبات العدلية العسكرية وايضا القانون العام والعهد الدولي لحقوق الإنسان واستعمال الخطاب ومؤسسات الأمم المتحدة كلها بمعظم ديباجاته حق المقاومة بل التمرد من قبل نخب تتحمل المسؤولية التاريخية بالتضحيات خسارة لها للشعب او للأرض… ولكن يسجل التاريخ للبشرية اقانيم وقيم عليا للوطنية وأيضاً للمبادئ الروحية والدينية.
فهل نسأل أي حاكم او دولة او مؤسسات مرهونة بالنظام الدولي لأنظمة مابعد الحربين السابقين للقيام بمناورات لحماية كياناتها وتحضير اجهزتها للاستمرار والمحافظة عليها؟
المسألة ليست متعلقة بالذكاء السياسي بل بالمصالح في صراع الأمم للبقاء. ولا يبقى إلا الله وحده وحق النخب بالمواجهات على كل صعيد..
ان فقدان الشغف الوطني الإداري والارادي لرعاية رعاياها كمواطنين متساويين بالحقوق والواجبات هو أساس لحفظ مصير الذكاء الاجتماعي والوطني.. خارج أي قيد طائفي او مخالف لوحدة الشعب كله.
ان تقدم الدول هو مرهون بمدى قوتها الجبارة روحيا وماديا عسكريا بوحدة الارادة والادارة.. أما اتهام الدول الأخرى والغير بأي تقصير او انتقاص كرامة او سيادة فهو التقصير الوطني بحق ذاته. وإذا فقدت السيادة من قبل إدارة الدول وانحلال المفاهيم الأساسية للفهم الاجتماعي القومي والوطني الجامع فلا يبقى الا حق التمرد والمقاومة للفساد الحربي الغاشم ضد العدو العدو وليس ضد اي دولة في العالم مهما كانت درجة اختلافنا او إختلاف بعضنا منها. خاصة الإختلاف مع صائدي الفرص الشخصية والانانية من المتملقين وطالبين الربح الفردي ويتنقلون من جهة إلى جهة لزيادة ثرواتهم ونفوذهم باغطية حزبية واجنحة لبعضهم في الأحزاب والتجمعات وحتى بالنقابات ويستظلون بظلها بمحاوله تضليل الرأي العام. والحقيقه ان ازمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها منها إنقاذ الا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بالعلم وصحة وعافية عقيدة حب الوطن والشعب كله.
اتمنى أن نكون جميعاً من أصحاب الإدراك العالي للأمور مهما كان الخطر والخوف داهما فتصبح بلادنا مؤشرا للحريات بانتصار النفوس والنصوص والاعراف ونحرر أنفسنا والأمة والعالم…
ثقوا بانفسكم وشعبكم ومقاومتكم وجيشكم فالنصر ترسمه الدماء الذكية واذكياء البطولة المؤمنة في أصعب الأوقات العصبية التي تمر على الأمم الحية بسواعد وقلوب وعقول الأوفياء المفتدين.

ملاحظة

هذه المقالة هي تثقيف ذاتي للاذكياء وليس لرمي الكلام جزافا وتخوين والقاء الأحكام بدون تدقيق ومحاكمة ومحاسبة نوعية بين قيادات لا تزال توجه الأحداث رغم ضجيج الثرثرة والضجيج وسيلان الدم المهدور …

لن ولم ولا اسمح بتخوين أي شخص مهما كان… والأمور بخواتيمها مع كل إجرام صهيوني بأيدي محلية وعربية وعالمية وتلمودية، لن و لا يتم التغطية عليها ومهما يعمل على خلق تناقضات بدون اي رحمة.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى