أوقفوا العدوان على فلسطين ولبنان

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

ما بال بعض الصحافيين يمنحون أنفسهم حق تصنيف الآخرين وتوزيع أنواط الوطنية عليهم من منطلقات فهمهم الضيق لموضوع الولاء والإنتماء الوطني، لقد سئمنا الخوض في تفاصيل هذا الإسهال الإعلامي كريه اللون ونتن الرائحة، الذي يتقيئه البعض مرضاً خبيثاً يروجون من خلاله أبشع عبارات الفتنة والضرب تحت الحزام، مدعين بأنهم يسيجون جدران الوطن ويحمونه من الشقوق والتصدعات، في الوقت الذي يعرفون بأنهم إنما هم يمارسون التحريض العلني في أبشع صوره.

لقد كبر شعبنا العربي على هذا القيح الذي آن إزالته عن المشهد وتنظيف الوطن العربي من غيه وبغيه وتلوثاته التي ما تلبث أن تتوارى في العتمة قليلاً حتى تفور من جديد، كما تفور أعشاش الدبابير المتلهفة للدسم السائل على الموائد القذرة، وكأن هؤلاء الصحافيين المرضى النفسيين قد جُبلوا على الكراهية والبغضاء والتشفي، ولم يعتادوا العيش سوى في الأجواء المسمومة والتصيد في المياه الآسنة كما تفعل الحشرات التي تتنامى في مواسم المستنقعات والبرك العفنة.

وأي مستنقع وعفنٍ نجسٍ أكثر من هذا الذي نراه ونعيشه في زمن القحط والعهر العربي، فبينما أشقائنا يقتلون ويذبحون كما تذبح الأضاحي على مذابح الصهيونية الأميركية في غزة والضفة وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، نرى مصاصي الدماء من الصحفيين المأجورين يُطبلون ويهللون لمواسم الهزيمة والإنكسار، فرحون شامتون بشلالات الدم والكوارث الناتجة عن التدمير والتهجير الهائل بسبب الصواريخ والقنابل الأميركية التي تسقطها طائرات الفانتوم الصهيونية بأنواعها فوق رؤوس أهلنا وأشقائنا في الأرض المحتلة ولبنان الكرامة.

لقد بلغ السيل الزُبى، وآن للسلطات المعنية في الدول العربية أن تضبط تصرفات كتاب الفتنة وتكسر أقلامهم وتلجم كتاباتهم المشينة التي يعزفون بها على جراحات الأمة وآلامهما في أصعب أوقات المحنة والإبتلاء الذي تعيشه الأمة وهي تشهد هذا التكالب الأميركي الغربي الصهيوني البشع الذي أدى حتى الآن إلى إرتقاء أكثر من 45 ألف شهيداً وأكثر من 120 ألف جريحٍ ومصاب في فلسطين ولبنان، وإذا كان بعض الصحافيين يتخذ من ذلك فرصة للشماته والتشفي الخسيس تحت دعوى أنه خائف على أبناء الوطن، فليس أقل من أن يكفي الناس شر الفتنة التي ينشرها ويغذيها بكتاباته القذرة.

وإذا كنا جزءاً من أمة عربية واحدة ونحن كذلك فعلاً، فلا أقل من أن نشعر بنوع من التضامن الإنساني مع أهلنا الذين يتعرضون للقصف الصهيوني اليومي في لبنان وفلسطين، ولا أقل من أن نعمل على دعمهم وإسنادهم ومساعدتهم بما نستطيع ونتمكن في زمانٍ عزَّ فيه الشقيق والصديق، وتكالب فيه العدو بعد أن رأى صمتنا المخزي وسكوتنا المريب، ونحن نشاهد ونتابع جرائم القتل والتهجير تنقل على الهواء مباشرة من خلال القنوات الفضائية ونشرات الأخبار التي تصب على رؤسنا المزيد من قصص التيئيس والتحبيط الذي يوجه لنا لإيصالنا لمرحلة الإستسلام التام والخنوع المذل، ولكن هيهات لهم ذلك، وليكن موقفنا دائماً أوقفوا العدوان على فلسطين ولبنان.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى