
د. رائد رطيل يصدر بيان الجمعيّة اللّبنانيّة لأطبّاء الأنف والأذن والحنجرة
أطلقتالدكتور رائد رطيل باسم “الجمعيّة اللّبنانيّة لأطبّاء الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والحنجرة” بياناً حول مسار المحنة التي تمر على لبنان، جاء فيه:
الزّملاء والزّميلات الأطبّاء ، لا سيّما في الجمعيّة اللّبنانيّة لأطبّاء الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والحنجرة.
نمرّ اليوم في أقسى مرحلةٍ من تاريخ وطننا الحبيب لبنان ، تكاد تكون المرحلة المفصليّة الّتي ترسم مسارنا ومصيرنا بحبرٍ ودمٍ وتضحياتٍ جِسامٍ وأثمانٍ باهظة وصلت حدَّ الإيثار والتّفاني من أجل سيادة وحرّيّة وكرامة لبنان واللّبنانيّين، وفي سبيل أن يبقى لبناننا المرتجى واحِدًا موحَّدًا نهائيًّا لجميع أبنائه.
وفي هذه المعركة الوجوديّة التي نرى من الواجب أن تنضوي كلّ القطاعات وكلّ الطّاقات البشريّة وغير البشريّة تحت لواء جبهةٍ واحدةٍ لمواجهة التّحدّيات والتّهديدات والاعتداءات الّتي لم يستثنِ فيها هذا العدوّ المتوحّش القطاع الصّحّيّ والطّبّيّ من عدوانيّته ووحشيّته واستهدافاته ، ليطال المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصّحّيّة والإسعافات وعيادات الأطبّاء وصولًا إلى الأطبّاء والصّيادلة أنفسهم مع أُسرهم، مخالفًا ومتجاوزًا كلّ الأعراف والقوانين الدّوليّة.
لذلك، وأمام هذه المحنة ، نجد أنفسنا ، أيّها الأحبّة ، في الصّفوف الأولى من المواجهة، لنكون شركاء في فعْل الصّمود والتّحدّي والمواجهة لنتجاوز محنتنا ومعاناتنا بنجاح ومسؤولية بإذنه تعالى، مهما بلغت التّضحيات وغلت الأثمان. ومن هنا، نجد أن أفضل وجوه المواجهة هي وحدتنا الدّاخليّة، وتكاتفنا وتضامننا ، لا سيّما ضمن قطاعنا الطّبّيّ، وخصوصًا نحن أطبّاء الجمعيّة الوطنيّة اللّبنانيّة لأطبّاء الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والحنجرة الّتي أتشرّف برئاستها، فبعد إحصاءاتنا التي تجزم بتعرّض الكثيرين منّا إلى خسائر كبيرة على المستويين المادّيّ والمعنويّ سيّما وأنّ بلدنا يتهالك اقتصاديًّا منذ أكثر من خمسة أعوامٍ بشكلٍ دراماتيكيّ ، فنحن على يقين بأنّكم رغم كلّ هذه المعاناة والقسوة والهمجيّة لم تستسلموا ولم تتركوا ساحات عملكم وواجبكم الإنسانيّ والوطنيّ تجاه مرضاكم ، فإنّنا نتوجّه إليكم اليوم وفي كلّ يوم، بأسمى آيات التّقدير والامتنان والعرفان على جميل مواقفكم ونبل أخلاقكم ورفعة وسموّ مشاعركم وعواطفكم، فبورك عطاؤكم وجهادكم أيّها الصّادقون الصّابرون الأبطال ، ونشدّ على أيديكم، متمنّين بل ومعوّلين على استمراريّتكم وثباتكم ولو بالقليل من الإمكانيّات في معركة الحياة.
اليوم تثبتون لوطنكم ، وللعالم كلّه أنّكم أصحاب حقّ، وحمَلة رسالة إنسانيّة ، لم يحترمها عدوّكم ، لكنّكم تصرّون على المتابعة والبقاء ولن تسقط لكم راية ولن تيأسوا ولن تستسلموا.
الزّملاء والزّميلات
إنّ جمعيّتنا هي محض علميّة، ولكنّها وُجِدت لتزيد من ترابطنا ووحدتنا، وهل أكثر من هذه الأوقات الحرجة نحتاج فيها إلى ذلك؟ فتشاركوا معاناتكم لتخفّ، ولقمة عيشكم لتسهل، وهمومكم لتزول. وتقاسموا معًا خبزكم وحزنكم لتصنعوا فرحة النصر الحقيقي والنجاح معًا، ولا تبخلوا على لبنان الجريح ولا على أهلنا ، ولا على بعضكم البعض بخدمة تستطيعون تقديمها صغيرة أم كبيرة ففي ذلك الفوز العظيم.
وفي الختام، أسأل الله تعالى أن يعوّض عليكم جميعًا بأيّام أجمل وأن يحفظكم ويرعاكم أينما كنتم ويبدّل ما خسرتم خيرًا منه، مع دعائنا للزّملاء الذين استشهدوا بالرّحمة والخلود ، وأرجو معتذرًا، من كلّ زميل أو زميلة ترك منزله وعيادته ، ودون منّة من أحد، أن يتوجّه مباشرةً إلى صندوق التّأمين والإعانة في نقابة الأطبّاء لتلقّي المساعدة المطلوبة التي تمكّنه من الاستمرار في عمله ومسيرته ورسالته والحفاظ على كرامته.
كونوا بخيرٍ وأمانٍ، ليكون وطننا الحبيب لبنان بكم وبشبابه الطَّموح بخيرٍ وأمانٍ .
عشتم عاش لبنان
رئيس الجمعيّة
الدّكتور رائد رطل
بيروت في 14/10/2024