“المؤتمر المسيحي الدائم”: ترك البلدات الحدودية المسالمة لمصيرها جريمة لا يقبلها منطق ولا دين ولا إنسانية

متابعة جوزيان عابدين

قد تكون اللحظة دقيقة وحساسة، وتكشف بين المتخاذل ومن يعتبر قضية الوطن قضيته، ومن يعتبر الطائفية منطلقا لوحدته وتقوقعه، ومن منطلق وقوفه على الحياد والمساواة بين المعتدي والمدافع عن الارض، اطلق “المؤتمر المسيحي الدائم” بيانا أشار فيه إلى أنه “بعد 5 أيام على توجيه “تجمّع البلدات الحدودية الجنوبية” نداء إلى الفاتيكان بشخص السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا وإلى الدول الكبرى، بضرورة التدخل لتجنيب هذه البلدات الحدودية المحايدة نتائج الحرب المدمرة في جنوب لبنان، تعرّضت رميش إحدى هذه القرى، لقصف من الطيران الإسرائيلي المسيّر للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير، وسط تهديدات بضرورة الإخلاء تم توجيهها إلى عدد من القرى التي أكّد أهلها بقاءهم فيها مهما كان الثمن”.

ويشير البيان وكأن تلك ابقرى النسيحية منفصلة عن لبنان وتعترف بان العدو لا يقصدهم، ولن يؤذيهم، فقط لانهم في قرى مسيحية، وساوى مرة اخرى بين المعتدي المغتصب وبين المقاوم المدافع، حيث قال: وإذ ضم المؤتمر صوته إلى “صرخة أهالي هذه القرى الحدودية المسالمة”، استصرخ “ضمائر جميع المسؤولين في لبنان والفاتيكان والعالم”، وطالبهم بـ”تحمل مسؤولياتهم في حماية الأبرياء وتحييد هذه القرى عن الإعتداءات ومحاولات التهجيرمن أي طرف أتت”، محذرا من أن “سقوط هذه القرى لا سمح الله يعني سقوط لبنان، وتهجيرها يعني تهجير كل لبنان”.

وفصل بين الابرياء المسالمين في كل القرى الجنوبية والبقاعية، وبينهم هم، اذا أكد أن “ترك هذه القرى والبلدات الحدودية المسالمة لمصيرها في هذه المرحلة الخطيرة، هو جريمة عظمى لا يقبلها منطق ولا دين ولا إنسانية، لذلك يجب على المعنيين التحرّك فوراً لمنع أي ّطرف من ارتكابها”.

ورسالة المؤتمر المسيحي الدائم، مختلف بتوجهه عن الرسالة الموجهة من تجمع اتحاد البلديات إلى الفاتيكان، إذ لا تخلو تفسيرات المؤتمر من الفصل والتفرقة، وكمسيحية لا ولن اعترف بمضمونها، لأنها لا تمثل سوى فئة ضئيلة من اتباع السياسيين الطائفيين المتخاذلين، لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه هدف مباشر للعدو الإسرائيلي، ومرفوض مساواته بالمقاومين.

نص الرسالة

وفي ما يلي نص رسالة التجمع:
“سعادة السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا
تحية طيبة وبعد،
نحن “تجمع البلدات الحدودية الجنوبية” الذي يضم: القليعة، دير ميماس، برج الملوك، البويضة، جديدة مرجعيون، ابل السقي، سردا، كوكبا، راشيا الفخار، ابو قمحة، عين ابل، دبل، القوزح، رميش وعلما الشعب.

نتوجه إليكم ومن خلالكم إلى دولة الفاتيكان طالبين تدخلكم السريع لتجنيب بلداتنا المحايدة النتائج المدمرة التي ستنجم عن تصاعد الأعمال الحربية في جنوب لبنان

التزمت بلداتنا موقف الحياد الايجابي منذ مطلع الأحداث في تشرين الاول 2023 ولا تزال تلتزم جانب الشرعية اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، ولم تسمح بدخول اي سلاح إليها باستثناء الجيش اللبناني، لكننا نخشى ونتيجة لتطور الاوضاع أن تدفع بلداتنا ثمنا باهظا للأحداث التي لا تتحمل مسؤوليتها…
نرجو تدخلكم السريع لإبعاد كأس الدمار والحروب عن بلداتنا

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى