أول جسر مبني بالطباعة الثلاثية الأبعاد مع تقنيات مثيرة مضمنة فيه
قبل أيام قامت الملكة الهولندية بافتتاح جسر جديد مع تصميم مثير للاهتمام في العاصمة أمستردام المعروفة باحتوائها 165 قناة مائية. لكن على عكس أكثر من 1900 جسر آخر في المدينة، فقد كان الجسر الجديد مميزاً للغاية ومختلفاً عن السابق. حيث أنه أول جسر فولاذي يبنى بالاعتماد على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم. وهذا الإنجاز هام للغاية مع الانتقال العالمي للتعامل مع الطباعة ثلاثية الأبعاد كتقنية بناء مع مجالات واسعة جداً.
لكن تصميم الجسر الجميل وكونه مبنياً بالطباعة ثلاثية الأبعاد لا تكفي لوصف الجسر، بل أنه مميز بأمر آخر: هذا جسر ذكي. حيث تم تضمين عدد كبير من الحساسات المختلفة ضمن هيكل الجسر عند بناءه. ومن المخطط أن تقوم هذه الحساسات بتسجيل كل ما يتم عبره من عبور المشاة وراكبي الدراجات الهوائية. حيث أن كل حدث يتم يولد بيانات ترسل إلى حاسوب مختص مع نموذج مصغر من الجسر للدراسة.
حالياً لا يبدو من الواضح فيما ستستخدم البيانات المجموعة من هذا الجسر حقاً. لكن يمكن لهذا النوع من البيانات أن يكون مفيداً بشكل هائل لعدة أمور تتضمن تنظيم المرور ومراقبة الزحام وحركة الناس عبر الوقت والأحداث المختلفة. كما تسمح الحساسات بدراسة تفصيلية ومستمرة لحالة الجسر ومدى تأثره بالمارة والاستخدام وحالة الطقس وسواها. ومع أن تضمين الحساسات في ممر عام بغرض دراسة حركة الأشخاص وفهمها بشكل أفضل ليست أمراً جديداً تماماً بل تحاول العديد من المدن تنفيذها منذ سنوات. يبقى تضمين التقنية في الجسر مميزاً تماماً.
بمتابعة التقدم الكبير الذي يحدث كل يوم في عالم الطباعة ثلاثية الأبعاد، فمن الواضح أن هذا الجسر لن يكون الأخير من نوعه. حيث تمتلك التقنية استخدامات ممكنة متعددة وتلبي حاجات مخصصة غير متاحة أصلاً في الطرق التقليدية للبناء. وكما شاهدنا في عدة مبانٍ ومنشآت مصنوعة بهذه الطريقة، هناك في الواقع فائدة بيئية لاستخدام التقنية. لكن العائق الحالي على الأقل هو التكلفة وقلة انتشار الآلات التي تتيح الأمر بالدرجة الأولى.