يا حيف … سورية تجوع ومحور المقاومة ينتصر 2/

أين السر؟ ومن المسؤول؟

ميخائيل عوض

وما النصر إلا صبر ساعة.. . بل آخر الليل أحلكه.

حيث يممت وجهك وأصغيت، واينما جمعتك الصدفة او الميعاد بالسورين جمعا أو أفراد.. فالشكوى عارمة، والملامة على محور المقاومة والحلفاء أكبر من تحميل الحرب والعقوبات والحصار مسؤولية ما آلت إليه الحال من كارثة… حقاً كارثة ولو أصابت غير السوريين لكانت مفاعيلها هائلة. إلا أن السوريين جبلوا بالصبر والتحمل والوطنية وتخليق الأمل الذي لم يعد لديهم منه سوى الرئيس وما يبطنه وما يعده للمستقبل، لا يغادر تفكيرهم أنه سيقود الثورة من فوق ويطلق حركة تصحيحية شاملة، ويتمنون الحرب ربما تكون المخرج والحل.

لا أذان تصغي إن قلت النصر صبر ساعة، فقد مل الصبر من صبرهم، ولا يهتم أحداً إن اخبرتهم أن آخر الليل أحلكه. فلسان حالهم لقد أقامت الحلكة وآخر الليل، حتى بتنا نعيشها كأوله دهراً فإلى متى…وباتوا يشككون ببزوغ الشمس وانبساط الربيع الموعود.

يصغون لك باهتمام عندما تعرض لمسارات الحروب والاستهداف والانتصارات، ولا يهتمون لقولك إن المستقبل واعداً وسيكون لسورية ومحورها مكانة الريادة وقيادة الاقليم وربما أكثر..

يضحكون ضحكتهم الصفراوية ويرددون؛ يا حيف .. المحور ينتصر وسورية تجوع ….وما فائدة الانتصارات، وما جدوى المقاومة والتزاماتها إن لم يكن الإنسان وكرامته وعزته ولقمة أطفاله… وما نفع الاستعراضات والتهديدات وصناعة ومراكمة الأسلحة وجديدها مادامت شعوب المحور جائعه بلا أمل او شعاع في نهاية النفق…

كما سيفاجئك، الكثير مما تسمعه وفي كل الزوايا والاماكن والمراكز والبيئات؛ اذا كان المحور المناصر والصاعد عاجزا عن اطعام شعوبه فليذهب الى التسويات والتطبيع، “ولا احد يبيعنا وطنيات ويفشخر بالانتصارات”… فما هم الناس بمقاومة وبصمود واسطوري وانتصارات ولو كانت الهية اذا جاع الاطفال ومات الشيوخ لغياب الدواء والطعام…ومتى كانت المقاومة للمقاومة والتحرير للتراب لا من اجل الناس ولصالحهم، ولتامين عزتهم وكرامتهم…

اما تلازم حقبة المقاومة وسيطرة الفساد فهذه بدعة الزمن العربي والاسلامي الاغبر تخالف كل قواعد وخلاصات وتجارب الشعوب والمقاومات، فهل هذا منتج عربي ام اسلامي؟؟ لابد من تفسير وجواب شاف…

وتقرا في العيون ما تهمسه الشفاه بلوم يقارب حد الاتهام للحلفاء ولدول وفصائل المحور، فتسمع كثيرا من الكلام؛ هل حقا ايران عاجزة عن تامين المحروقات وقوافل سفنها وصلت الى فنزويلا؟  ام تسهم بالتجويع للمساومة على السيادة وحصد المكاسب وفرض ارادتها ونموذجها  والثأر الفائت من الامويين! وهل محور المقاومة عاجز عن مواجهة حرب الحصار والعقوبات والسفن الايرانية المحملة بالمازوت عبرت قناة السويس والمتوسط وافرغت حمولتها للإخوة اللبنانيين في بانياس وعجزت إسرائيل وأميركا عن اعتراضها لأنها رفعت العلم اللبناني بناء لتهديد السيد حسن نصرالله ولإشارة اصبعه…

وروسيا الحليف المقاتل إلى جانب سورية تبيع نفطها وغازها وقمحها بأرخص الأسعار… وهل يصدق عاقلاً أنها عاجزة عن تأمين سورية بأبسط الحاجات من الكهرباء والمشتقات؟

وماذا عن النفط والغاز المكتشف برا وبحرا وما المانع من الحفر والاستخراج وتامين سورية وتدفق الاموال لموازناتها…؟؟ من يجيب ؟ الصمت يقتل الامل والحلم.

والاكثر خطورة في الملامة  ما يقوله كثيرون؛ وماذا عن العراق المفترض انه تحرر من أميركا وتحكمه إيران واذرعها وقد دفعت سورية الكثير لإسناد مقاومته، وهل يعقل أن إيران المقاومة والحشد والعراق المحرر بدل أن ينجد سورية يشدد الحصار ويلتزم قانون قيصر والعقوبات؟ وماذا عن حزب الله وفصائل المحور في لبنان وقد أصبح في قبضتها وتتهم إيران باحتلاله والثنائي بحكمه، فأين الاخوة والنخوة ووحدة الجبهات وكثرت الكلام، بينما  لبنان ودولته ومؤسساته الأكثر تشددا وتطبيقا لقانون قيصر والعقوبات ومحاصرة سورية…

يحدثك خبير وضابط سابق؛  تصور يا أخي لو أن المحور انتزع السلطة في العراق ولم يحاصص أميركا ويطلق يدها في الدولة والاقتصاد، وحسم الامر في لبنان ولم يحاصص أميركا ويسلمها قياد الدولة والقضاء والأجهزة.. اما كان لبنان والعراق في صلب محور المقاومة ولكانت نشأت علاقات تبادلية حقيقية وسوق بين سورية ولبنان والعراق امتداداً لإيران، وما هو أبعد… هل كان جاع احدا في العرب والمسلمين.. اما ولم يفعلها المحور وفصائله ففي الأمر أن واكثر ليت من يجيبنا، ويفسر لنا الامور!

يقولونها بلا خجل أو خوف؛ أما كل الانتصارات المزعومة اعلامية، او هي تترجم صفقات ومحاصات مع الأميركي وأدواته لغايات في نفس يعقوبهم، وتصرف أموال ومكاسب في جعبة المحظيين والقادة والزعماء وحواشيهم….

بكل حال في  الأمر أن إذا لم يكن اكثر وأعمق..، وهذه الأخطر في ضمائر السورين ومخيلاتهم وألسنتهم تفصح عما في دواخلهم ؛ إن روسيا وإيران ليسوا بحلفاء صادقين، وليسوا بأوفياء لسورية وشعبها وما قدمته وما تحملته لتأمينهما، ويذكرون لك الكثير من الوقائع بما في ذلك ان الحرب التي تعرضت لها سورية وتدميرها وتجويع شعبها ما كان ليكون لو استجابت للعروض وتخلت عن العلاقة بإيران وحزب الله أو لو أنها قبلت طعن الروسي بخاصرته ومدت خطوط النفط والغاز من قطر والخليج إلى بانياس وتركيا…

ويزيدون قولا وتشكيكا؛ ويعرضون لوائح طويلة مما سيطرت عليه وتحتكره روسيا وإيران والفصائل في البنية الاقتصادية السورية والمرافئ والثروات والحصص بالغاز والنفط والفوسفات، وكم تشتري ايران والفصائل الشيعية من اراض ومنازل واحياء وعقارات بالبخس من الاسعار وباستغلال الحاجات والضائقة الحياتية للسورين… ويزيدون، بالسؤال: وماذا انتجت زيارة رئيسي وتوقيع الاتفاقات؟ وماذا عن المصالحة الايرانية السعودية والعربية السورية وعودة سورية صقرا للقمة العربية ؟ وماذا عن زيارة الرئيس لروسيا والاتفاقات الاقتصادية؟ لماذا لم تصرف الوعود اجراءات لتخفيف اعباء الحياة وتامين الحاجات والضروريات الماسة…ومتى ستصرف؟؟ ولو تركت الحبل على غاربه ستسمع العجب والعجاب، فالتشكيك والنقد، والنقمة عارمة ولا توفر احدا…

لا بد من المحاولة لامتصاص الغضب وبعث بعض الامل بالمستقبل، فتستعرض ما قدمته ايران وحزب الله والحشد من دماء وتضحيات وكيف هبوا للتضامن بعد الزلزال وكم كان لعاصفة السوخوي من اهمية في تامين وحماية سورية وانتصاراتها، وتزيد لترميم الامل بالدولة والقيادة فتستعرض كيف جرت الامور في الازمة وتحولها الى الحرب العالمية العظمى وكيف ادار الرئيس والفريق الدبلوماسي والعسكري الحرب، وما تحقق.  فلا تأمل كثيرا… فان اصغوا باهتمام وظهرت ابتسامات صفراء على الشفاه الا ان تكرار اسئلتهم تنبئك بانهم تعاملوا مع كلامك انه معسول وممل ككلام الاعلام والمسؤولين السورين بإطلالاتهم وتصريحاتهم، وتبريراتهم بانها الحرب والحصار والمؤامرة…  ويعود اخطر الأسئلة ليتكرر؛

كيف يكون العراق حرا وتحت سيطرة إيران وفصائل المقاومة ولا يجرؤ على كسر الحصار وإمداد سورية بالنفط ومشتقاته؟ ولماذا لا يتم ضخ الصادرات العراقية عبر بانياس، وكيف يزود العراق الاردن وتركيا ولبنان نفطا بالمجان ولا يستطيع عون سورية؟ ويضاف إصبع السيد حسن نصرالله التي امنت المشتقات بسفن رفعت العلم اللبناني وأفرغت في بانياس، ألا تستطيع تأمين حاجات سورية؟؟ … يقولونها بمرارة؛ يا استاذ شبعنا انتصارات وعنتريات وتهديدات… بدنا ناكل ونشرب ونعلم الاولاد وكهرباء تنير ليلنا الطويل وتبدد حلكة اخره…

تزم شفتيك وتصمت ولو انك تفكر بسوق النقاش الى مجال اخر فتسألهم وماذا عن مسؤولية الحكومة والمؤسسات وعن السياسات والإدارة وما تتحدثون عنه من فساد معمم وارتكابات…  والا يحق للحلفاء حجب المساعدات أن كانت ستضيع في دهاليز الفساد واحتكارات اللوبيات  …

فتصمت جهينة وتحجم عن الخبر اليقين…

…/ يتبع

غداً، ومن سكرات النصر ما قتل….

وعن استراتيجية الصبر والانتظارية  وابتلاء  تلازم المقاومة والفساد؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى