ماذا يريد فرسان مالطا من داتا المودعين المسيحيين؟
كتب صباح الشويري
تداولت منظمة “فرسان مالطا” مدعومة من الفاتيكان، فكرة للعمل على إعادة جزء من ودائع المسيحيين في لبنان من أجل تثبيتهم في أرضهم، بعيداً عن بقية الشعب اللبناني من كافة الطوائف، ودون المودعين العرب والاجانب من جنسيات مختلفة. ربما المسيحيين منهم ستشملهم الفكرة وربما لا، إلا ان فرسان مالطا لم يحددوا المذاهب المسيحية أو ستشمل الجميع، ثل موارنة وروم وسريان وأنجيليين وغيرهم.
واعتبر البعض إذا تم الضغط على المصارف ونفذت الفكرة ستحدث شرخا واسعاً في المجتمع، أكثر مما هو حاصل. وربما سيطلب المودع المسلم أمواله فسيطرد من المصرف.
وما لم ينتبه له اللبنانيون أو من تلقف خبر الفكرة بسرور، أن الابطال “فرسان مالطا” طلبوا داتا المودعين، وكلنا نعلم ماذا يعني طلب الداتا، أنا كمودع مسيحي أرفض أن تسافر معلوماتي الشخصية بشكل مباشر إلى جهة دينية بعيدة عن مفهومي الشخصي للوطنية، كوني متعصب للبنان كوطن لجميع أبنائه بكل طوائفهم واطيافهم. علماً أن كل أنواع الداتا متطابرة من لبنان إلى كل الأقطار بشكل غير مباشر، ولكن أن تحدد؟ لا أرى براءة في ذلك.
بين هذا وذاك تبقى الفكرة المبطنة بمفهوم ظاهري “بريء” لصالح فئة ضد فئة في لبنان، تبقى الفكرة غبية بالعموم ومسمومة بالخصوص، وهذا ما ذكره ناشطون بتسمية الفكرة بالغبية،
فيما اعتبر ناشطون آخرون أن الفكرة غبية، فإن كانت هناك فئات ستحظى بدعم فعلاً، يمكن للمنظمات دعمها عبر مشاريع اقتصادية وتربوية ومؤسسات ذات ربح محدود للمصلحة العامة وليس عبر دعم أشخاص معينين.
حبشي
وفي السياق نفسه، رفض النائب انطوان حبشي على الدور الإيجابي الذي تلعبه الجمعيات خاصة “جمعية فرسان مالطا” في المنطقة، ليس فقط على مستوى الحاجيات، وإنما على قدرتها على تأمين التنمية المستدامة، متمنيًا ان تحذو وزارة الشؤون الاجتماعية حذو هذه الجمعية وان يكون نمط عملها مثالاً يحتذى به على مستوى التفكير الاستراتيجي التنموي.
أما المعنيون بملف المودعين، فرفضوا التعليق على الفكرة المتداولة مؤكدين أن لا وجود لاتصالات بهذا الشأن. وشددوا على أن “ملف إعادة الودائع شائك ومعقد، ولا ينقصه تطييفه بهذا الشكل، وعندما تبدأ عملية رد الودائع، لن يُسأل أحد عن دينه ومعتقده وطائفته، بل يجب أن تكون الخطة وفق معايير معينة تنطبق على الجميع من دون استثناء”.
أما من جهة الدعم خارج إطار الدولة، فقالت أوساط معنية: “يلي بيطلعلو صحتين على قلبو”، لافتة إلى أن الأمر في هذه الحالة “لن يكون رد ودائع، بل سيكون تبرعاً من جهة ما، وهذا لا علاقة له بأموال المودعين”.
يذكر أن “منظمة فرسان مالطا ذات السيادة” كما يعرّف عنها في القانون الدولي، هي جماعة كاثوليكية مقرها في العاصمة الايطالية، روما، معترف بها دولياً ككيان ذي سيادة، وتتمتع بحق إصدار جوازات سفر خاصة بها، إضافة إلى طوابع بريدية، وقطع نقدية ذات قيمة معنوية لا تستخدم كعملة.
تجمع هذه المنظمة بين الحالة الرهبانية والفروسية بما يجعلها المؤسسة الدينية الوحيدة ضمن الكنيسة الكاثوليكية التي تضم فرساناً ارتبطوا منذ تأسيسها بالنذور الرهبانية الثلاثة وهي: الفقر والعفة والطاعة.