لبنان إلى أين؟ سؤال يجيب عليه د. حسين غربية
الدكتور غربية : مصلحة "إسرائيل" المُحافظة على الانقسام الداخلي في لبنان
أجرت اللقاء: ريم المحب
خاص: ” أجواء برس”
تتوالى الأحداث في لبنان بسُرعة مُخيفة وأنظار الشعب اللبناني والعالم مُتّجهة نحو الساحة اللبنانية في ظل ما يحدث في جنوب لبنان من مُناوشات بين “حزب الله” اللبناني والكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المُحتلّة، وفي ظل التهديدات المُتبادلة بين الطرفين وخاصة التهديد “الإسرائيلي بحرب شاملة على لبنان والمصير المُشابه لغزة. وللوقوف على هذا الموضوع ” أجواء برس” كان لها لقاء مع أُستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية البروفسور الدكتور حسين غربية الذي أجابنا على الأسئلة التي يطرحُها جميع اللبنانيين وأبرزها لبنان إلى أين؟
في البداية كان سؤالنا حول قراءة الدكتور غربية للأحداث والمواجهات الجارية في جنوب لبنان وهل نحنُ باتجاه حرب شاملة أم أنّ هُناك توازن قوى يُرعب العدو من التصعيد فأجاب د. غربية: ” برأيي الحرب لن تتوسّع بل ستبقى على ما هي عليه، فمنذ بداية الحرب في غزة ( طوفان الأقصى) الأمور مدروسة ومضبوطة فلا حزب الله يستطيع أن يُوسّع الحرب ولا إسرائيل تُريد أن تُوسّع الحرب، والفرق بين الطرفين أنّ إسرائيل ليست عاجزة عن توسيع الحرب ولكن هي لا تُريد توسيعها في هذه اللحظة للإبقاء على كُل إمكاناتها باتجاه غزة لتحقيق ما تُريد تحقيقه من أهداف هذا أولاً، ويُتابع د. غربية : “فيما يتعلّق بسؤال لماذا لا تُريد إسرائيل توسيع الحرب في لُبنان، إن لبنان في وضع سيء جداً يُرثى له والخلاف اللبناني كبير جداً بسبب ” حزب الله” والسلاح الموجود لديه وهذه النقطة الخلافية الكُبرى، وإذا دخلت ” إسرائيل” في حرب واسعة في لبنان فسيكون الهدف هو إزالة سلاح ” حزب الله” وهذا ما لا تُريده “إسرائيل” في هذه اللحظة وذلك للإبقاء على تفكُّك المُجتمع اللبناني إلى أبعد مدى مُمكن فهذا من أحد أهداف ” إسرائيل” والذي هو إبقاء لُبنان في دوامة مُستمرة من اللاتوافق والانهيار.
وفي سؤال عن رأيه في ما قاله أحد الخبراء العسكريين الصهاينة وهو: أن اندلاع مواجهة واسعة بين “تل أبيب” و”حزب الله” ضرورة حتمية كما تحدّث عن حرب استباقية مُدمّرة لهزيمة ” حزب الله” وأنّ الكيان الصهيوني الغاصب سيستخدم قوة تدميرية أكبر من تلك التي استخدمت في غزة” وهل ستجرؤ ” إسرائيل على القيام بذلك أم أن هُناك ما سيردعها؟ أجاب الدكتور غربية: ” كما ذكرتُ سابقاً إن ” إسرائيل” لن تعمل على توسعة الحرب وفي هذه اللحظة وفي هذه الأمور لا نستطيع الإجابة بــ “نعم” أو ” لا”، فكُل عمل مرهون بأوقاته وفي هذه الأوقات ” إسرائيل” لن تتوسّع بحربها في لبنان لكنها كما نرى فهي تقوم باستهداف أماكن في الجنوب، في بيروت، في البقاع أي أنّ بإمكانها الوصول إلى ما تُريد الوصول إليه من دون رادع، فهل يستطيع “حزب الله” أن يردعها؟ الواضح حتى هذه اللحظة أنه لم يردع ” إسرائيل” وهذا واضح بالنسبة لي”.
وأضاف د. غربية: ” إنّ ” إسرائيل” تقوم بما تُريد القيام به، وهل لدى ” حزب الله” القدرة على ردع ” إسرائيل” أنا لا أعتقد أنّ لديه القدرة على الإطلاق، هو يمتلك الصواريخ نعم، وهو قادر على إيذاء ” إسرائيل” نعم ولكن ” إسرائيل” لديها من الإمكانيات العسكرية والتقنية مما لا يملكه ” حزب الله” حتى في امتلاكه التقنية العسكرية الكبيرة، فحزب الله ليس لديه ما لدى “إسرائيل” ولا ننسى أن ” إسرائيل” لديها حُلفاء من الدول الكبرى التي تدعمها بشكل مُستمر فمسألة الردع لا أعتقد أنها سليمة على الإطلاق وإلا لما كانت ” إسرائيل” تجرأت على استهداف هذا العدد الكبير من قيادات ” حزب الله” في أماكن مُتعدّدة من لبنان حتى وصولها إلى اغتيال الرئيس الإيراني فهم قادرون على الوصول إلى من يريدون الوصول إليه”.
وفي إجابة عن سؤالنا حول من يقول أنّ ” حزب الله” يقود لبنان إلى حرب قال الدكتور غربية: ” هذا أمر طبيعي فــ “حزب الله” دائماً يُعلن أنّ إسرائيل هي عدو ويجب مواجهة هذا العدو ويجب الاستعداد دوماً لهذه المواجهة للدفاع عن لبنان، وبالتالي فإن أخذ لبنان إلى حرب هو “تحصيل حاصل” بغض النظر عن قبول أو عدم قبول أطراف آخرين من اللبنانيين لهذا التوجّه فهذا مرهون بالانقسام الداخلي كما ذكرت سابقاً، الانقسام اللبناني الكبير تجاه مسألة العداء مع إسرائيل وكيفية مواجهة هذا العدو فهُناك من يُريد المواجهة بالسياسة وهُناك من يُريد المواجهة بالسلاح وهُنا نقطة الاختلاف والخلاف الكبير بين اللبنانيين”.
وفي قراءة موجزة لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة قال الدكتور حسين غربية: ” لا بُد أن يقول ما قاله فهذا للشأن الداخلي ولمُناصريه ولكن تصريحات سياسية في نهاية المطاف لن تُغيّر من الواقع العسكري أي شيء وبالتالي هذه التصريحات هي للاستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل، وبالتأكيد لن يستطيع السيد ” حسن نصر الله” مواجهة العالم بأكمله وهذه المسائل هي لطمأنة الداخل ورفع الشعور بالعزة والكرامة بالنسبة لمؤيدي ” حزب الله” لا أكثر ولا أقل فالمسألة محدودة بهذا الشكل، وبالنسبة لخطاب “نصر الله” الأخير وهجومه على قبرص أنا أعتقد أنها كانت من الزلات التي يُمكن تفاديها لأنها تزيد الغضب على ” حزب الله” أكثر فأكثر”.
وفي ختام اللقاء قال الدكتور غربية: ” في جميع الأحوال الأمور غير مُطمئنة وغير سليمة وتزيد من حدة الانقسام اللبناني – اللبناني”.