جيل شتاين: ما يحدث في فلسطين أسوأ من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

إذا فزت بالانتخابات الأميركية سأتخذ قراراً فورياً يمنع نقل الأسلحة ل"إسرائيل"

قالت المرشحة للرئاسة الأميركية جيل شتاين، إن الإدارة الأميركية بإمكانها وقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بمكالمة هاتفية مع الحكومة الاسرائيلية، موضحة أن تلك الإدارة تتصرف بطريقة مخالفة للقانون الدولي عبر تسليح اسرائيل التي تنتهك حقوق الانسان وكافة الاتفاقات وتمنع دخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة.

وقالت شتاين في حديث لبرنامج “مع رئيس التحرير” عبر تلفزيون فلسطين، إن “الموقف الأميركي الحالي هو الذي يعرقل عملية السلام في المنطقة، ولا تأخذ هذه الإدارة المواقف التي تدلي بها على محمل الجد وتقوم بمواقف مخالفة للقانون”.

وأكدت شتاين أن اسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً، وما يتعرض له الفلسطينيون يشكل مآساة كبيرة تستدعي أن يقف العالم وقفة جادة من أجل القيم الإنسانية.

وقالت: “نحن نشهد حالة من الغضب بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل والدعم الذي تقدمه الإدارة الأميركية للحكومة الاسرائيلية”.

ولفتت إلى أن الموقف الأميركي ليس جديداً بل مستمر منذ عقود، حيث تقوم الإدارة الأميركية بدعم وتمويل الحروب الكارثية في مناطق مختلفة، معتبرة تلك السياسة أمرا مؤذياً للشعب الأميركي كون العالم سوف يصبح في موقف معارض للولايات المتحدة الأميركية، والشعب هو من سيتحمل الآثار المترتبة على ذلك، مشددة على ضرورة الوقف الفوري لكافة أشكال الدعم العسكري الأميركي المقدم لإسرائيل.

وأكدت شتاين أنه في حال فوزها بالانتخابات الأميركية سوف تتخذ قرارا يمنع نقل السلاح للحكومة الاسرائيلية، وقالت: “لا يمكن للكونغرس الأميركي أن يستمر في تمويل الجانب الاسرائيلي بالأسلحة، وفي أول يوم بعد فوزي سوف أعمل على اتخاذ هذا القرار”.

وشددت على أن دعوة نتنياهو للحديث أمام الكونغرس، “خيانة للشعب الأميركي، وهذا أمر مثير للغضب خاصة في ظل صدور مذكرات اعتقال ضده، ويجب أن يتم اعتقاله بدلاً من حضوره إلى الولايات المتحدة الأميركية”.

وفيما يتعلق بالوقفات التضامنية والاحتجاجية للطلبة في الجامعات الأميركية أكدت أن تلك الاحتجاجات تحمل رسالة مفادها أنه لا مستقبل لهؤلاء الشباب في عالم يشجع الإبادة الجماعية ويقبل بسياسة الإمبراطورية الأميركية الحالية التي تقبل بالاعتداء على الشعوب والمدنيين، لافتة أن الشباب في الولايات المتحدة وبناء على إدراكهم للحقائق يقفون وقفة مشرفة من أجل مستقبل أفضل لهم وللعالم وهم يتضامنون مع القضية الفلسطينية الأكثر عدلاً في العالم.

وأشارت إلى أن الاعتداء على الطلبة المشاركين بالاحتجاجات، هو اعتداء على حرية التعبير وحقوق الانسان وانتهاك للدستور الأميركي، ما يستدعي ضرورة التوجه للمحاكم ورفع قضايا على ضباط الشرطة الذين يقومون بالاعتداء على المحتجين.

وأعربت عن غضبها حيال عدم ضغط الإدارة الأميركية على اسرائيل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم اعلانات الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي، بأن الجوع يهدد المواطنين الفلسطنيين في قطاع غزة، وأنه سيكون هناك مجاعة حقيقية مع بداية الشهر المقبل، إلا أن الإدارة الأميركية لم تثني اسرائيل عن ذلك وتستمر في دعمها.

وفي ذات السياق، شددت على ضرورة وقف اعتداءات المستعمرين وتسليحهم، الذين يرتكبون جرائم ضد المدنين ومنازلهم وممتلكاتهم، مؤكدة أن ثمة صحوة وإدراك في المجتمع الأميركي تجاه تلك الأعمال التي تتم بحماية قوات الاحتلال، معتبرة تلك الجرائم جريمة ضد الانسانية وامتدادا لعملية التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تمارس ضد كل الفلسطنيين.

وقالت: إن “ما يحدث في فلسطين أسوأ من نظام الفصل العنصري الذي حدث في جنوب إفريقيا”. ودعت شتاين إلى استخدام كافة العناصر الممكنة للضغط على الإدارة الأميركية، عبر الدول الأخرى وفرض العقوبات وأن يكون هناك نهضة في الموقف العربي واستخدام العامل الاقتصادي كأداة للتأثير على السياسة الخارجية، متسائلة ماذا يجب أن يحدث أكثر من ذلك ليتخذ العالم موقفاً حاسماً منصفاً للقضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالهجوم الاسرائيلي على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، قالت: “اسرائيل تقتل العاملين في الوكالة وفي القطاع الصحي والطبي وفجرت المشافي وكل تلك الجرائم مدعومة من الإدارة الأميركية، وعلينا أن نناضل ضد الرواية الاسرائيلية بحق الوكالة والمنظمات الأممية وأن يكون هناك موقف دولي داعم للوكالة”.

وحول وضع الأمم المتحدة دولة الاحتلال على قائمة العار، قالت: “لا يمكن معارضة فكرة الأمم المتحدة وتصنيفها اسرائيل بأنها تضر الأطفال بل هي تقوم بقتلهم، وما يحدث كل يوم وهو موثق بالصور يؤكد حقيقة ذلك، والموقف الأميركي مثير للغضب والخجل، ولا يمكن لأحد أن يكمم الأفواه وأن يضلل العدالة”.

وأضافت: “بايدن يتصرف كرئيس إمبراطورية ولا يأبه بما يتعرض له ملايين الفلسطينيين”، مشددة على ضرورة تغيير النظام ووقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل ووقف تمويلها ومقاضاة مجرمي الحرب في اسرائيل وأمريكا.

وفي ذات السياق، أكدت ان الاعتداءات الاسرائيلية على الأماكن المقدسة ومنع المصلين من الوصول إليها في القدس المحتلة، هو جزء من سياسة الاحتلال والفصل العنصري وسياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والتي يجب وضع حد لها، مشيرة إلى أن قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس غير شرعي وغير قانوني وفيه انتهاك للاتفاقيات والقوانين الدولية.

من هي جيل شتاين؟

جيل إلين ستاين (من مواليد 14 أيار 1950) طبيبة وناشطة بيئية، وكانت أيضاً مرشحة عن حزب “غرين رينبو” لمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس في عامي 2002 و2010.

ولدت في شيكاغو، إلينوي، وهي ابنة غلاديس (ني وول) وجوزيف ستاين، ووالداها يتحدران من اليهود الروس، وقد نشأت في هايلاند بارك ضمن عائلة يهودية إصلاحية، وكانت تتردد إلى كنيس “نورث شور” اليهودي في شيكاغو، وفقا لـ”ذا فورورد”.

في عام 1973، تخرجت ستاين بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية هارفارد، حيث درست علم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا. ثم التحقت بكلية الطب بجامعة هارفارد وتخرجت عام 1979، وفقا لـ”بيزنس جورنال”.

مارست ستاين الطب الباطني لمدة 25 عاماً في مركز “بيث إسرائيل ديكونيس” الطبي، ومركز “سيمونز كوليدج” الصحي، و”هارفارد بيلجريم” للرعاية الصحية، في بوسطن. وعملت أيضا كمدرسة للطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، وفقا لـ”Public Interest Environmental Law Conference”.

وستاين متزوجة من ريتشارد روهرر، وهو طبيب أيضا. ويعيشان في ليكسينغتون، ماساتشوستس، ولديهما ولدان، وفقا لـ”فوربس”.

وكانت ستاين حاضرة في الاحتجاج لدعم الطلاب الذين نصبوا مخيما وأعلنوا أنهم لن يغادروا حتى تتخلى جامعة واشنطن عن علاقاتها بشركة بوينغ، وتقاطع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، من بين مطالب أخرى.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى