الخبرات الفلسطينية في خدمة أولمبياد باريس 2024

بعد أكثر من 30 عامًا من التخطيط والعمل الدؤوب، وبعد عقود من التحديات والآمال، تحقق الحلم الفلسطيني بالمشاركة الأولى في اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية الصيفية واللجان الفنية للمصارعة في الاولمبياد عبر الخبير رياض حسن وذلك في باريس 2024، والتي ستقام ما بين 23 تموز و11 آب 2024.
هذه المشاركة لا تقتصر فقط على تمثيل فلسطين في هذا الحدث الرياضي العالمي، بل ستساهم أيضًا في تحسين تجربة الرياضيين الأولمبيين وضمان سير المسابقات الرياضية بسلاسة من خلال التنسيق الوثيق مع المسؤولين الفنيين.
الخبرات الرياضية الفلسطينية في المصارعة سيتم الإفادة منها، فرياض حسن هو بطل قارة أستراليا، وحكم دولي في كندا، وعضو في الاتحاد الأميركي للمصارعة. بالإضافة إلى ذلك، يشغل حسن مناصب قيادية هامة مثل الأمانة العامة للاتحاد الفلسطيني للمصارعة، وهو مدرب دولي كندي ضمن برنامج الإعداد الأولمبي الفلسطيني. هذا البرنامج تشرف عليه اللجنة الأولمبية الفلسطينية بتوجيهات من رئيسها الفريق جبريل الرجوب، ويهدف إلى بناء منظومة متكاملة لإدارة شؤون المصارعة بخبرات احترافية تضع فلسطين على الخارطة الرياضية العالمية.
وشارك حسن في عدة بطولات عالمية وقارية في الالفية الثالثة، من أبرزها المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020. وهو عمل بجد واجتهاد لمدة 20 عامًا، متنقلاً بين أستراليا وكندا وأميركا، ومشاركًا في العديد من المؤتمرات الدولية التي تركز على التطوير الفني ونشر ثقافة لعبة المصارعة الأولمبية.
كما تم اختيار رياض حسن، الذي لعب دورًا رئيسيًا في هذا النجاح، للمشاركة في الافتتاح الرسمي ضمن الفريق الميداني والفني لتنظيم نهائيات باريس 2024.
ولا بد من الإشارة إلى أن المشاركة الفلسطينية الأولى في الألعاب الأولمبية كانت في أولمبياد سيدني 2000، بفضل دعم خاص من الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري.
ولن تقتصر مشاركة فلسطين على رفع علمها فقط، بل سيتواجد على أرض الملعب نخبة من الرياضيين الفلسطينيين الموهوبين في ألعاب السباحة والقوى والفروسية ورفع الأثقال وبطاقة تأهيلية في التايكواندو للمرة الأولى، ممن بذلوا قصارى جهدهم وتغلبوا على مختلف الصعاب من أجل تحقيق حلمهم في تمثيل وطنهم في هذا الحدث العالمي.
يذكر أن الإنجاز الوحيد الذي حققته المصارعة هو إحراز ميدالية برونزية في الألعاب العربية 2023 في الجزائر.
وتكتسب مشاركة فلسطين في دورة الألعاب الأولمبية 2024 أهمية خاصة، ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل على الصعيد الوطني والإنساني أيضًا.
فها هي فلسطين، التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، تُثبت للعالم قدرتها على التميز والإبداع، حتى في أصعب الظروف. إن مشاركة فلسطين في الأولمبياد هي رسالة للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني شعب حيٌّ وصامدٌ، يتمسك بحقوقه ويعمل على تحقيق أحلامه. وهي رسالة أمل وتفاؤل للشباب الفلسطيني، بأن المستقبل أمامهم مليء بالإمكانات، وبأنهم قادرون على تحقيق الإنجازات.
ولا شك أن مشاركة فلسطين في دورة الألعاب الأولمبية 2024 ستكون مصدر إلهام للأجيال المقبلة، وستساهم في تعزيز الشعور بالوطنية والانتماء لدى جميع الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم. فلسطين حاضرة في باريس، حاملةً معها حلم شعبٍ بأكمله، ورسالة للعالم بأن فلسطين ستبقى عصيةً على الانكسار.

سامر الحلبي

سامر الحلبي صحافي رياضي منذ 1997، عمل في عدة صحف ومواقع لبنانية وعربية أبرزها صحيفتي النهار والمستقبل وعمل في 2008 رئيسا للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" في دولة الكويت، وعمل في قناتي "الجزيرة" الرياضية و"بي إن سبورت" في قطر ما بين 2011 و2015، وعمل مراسلا لمجلتي "دون بالون" الإسبانية و"عيناوي" الإماراتية ما بين عامي 2001 و2006.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى