لعنة غزة 1 /2

كتب عيسى سيار *
في التراث الفرعوني القديم هناك مقولة مشهورة وانتشرت بين سارقي ومهربي ومكتشفي الآثار المصرية ويتندر بها المصريون حتى أصبحت اعتقاد عالمي، وهي “لعنة الفراعنة”. ويقوم الاعتقاد على أن أي شخص يزعج مومياء فرعون تحل عليه لعنة الفراعنة، وقد تسبب اللعنة الموت أو المرض او الحظ السيء والفت الكتب وسردت القصص وقد انتجت أفلاما عدة حول لعنة الفراعنة ولعل من اشهرها لعنة مقبرة توت عنخ آمون وهو أحد أشهر ملوك الفراعنة.

ورغم عدم اثبات لعنة الفراعنة علميا وظلت فى اطار المعتقدات إلا اننا ومن هذا المنطلق نود أن نعقد مقاربة أو إسقاطا للعنة الفراعنة على ما يواجهه الكيان الصهيواميركي أوروبي من تداعيات خطيرة تهدد حتى وجودهم، وضربت مختلف مفاصل حياتهم فى مقتل وجعلتهم فى نظر العالم كيانا همجيا ووحشيا ومنبوذا وذلك بسبب الحرب الوحشية الهمجية التى يشنها هذا الكيان المجرم على غزة العزة منذ أكثر من 7 شهور، ونطلق عليها تجاوزا “لعنة غزة” ولعل آخر هذه اللعنات المتدحرجة على الصهاينة ككرة النار وليس اخيرها حكم محكمة العدل الدولية بوقف الحرب فورا فى رفح وطلب القاضي كريم خان مدعي عام محكمة الجنايات الدولية من القضاة إصدار مذكرات جلب واعتقال بحق النتن ياهو ووزير دفاعه غالانت لمسؤوليتهم عن الإبادة الجماعية، وقرار ثلاث دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة وبعضوية كاملة فى الامم المتحدة، والصدمة المدوية إعلان القائد ابو عبيدة قبل يومين ولأول مرة منذ بدأ الغزو الصهيوني لرفح عن أسر جنود صهاينة، وهذا أمر جلل بالنسبة إليهم مما سيمق من جراحهم ويزيد من نزيفها ويرفع من وتيرة تمزق جبهتهم الداخلية.

وعندما نرجع بالتاريخ إلى الوراء وبالتحديد عام 2005 يمكنني القول إن لعنة غزة طاردت آرييل شارون رئيس وزراء الكيان الأسبق، والذي غاص وجنوده فى رمال غزة وقبل ان تبتلعهم رمالها الزكية، هرب تحت جنح الظلام هو وقواته من قطاع غزة يجرون أذيال الهزيمة والخزى والعار، وبعدها بسنوات قليلة مات شارون سريريا ونتنا بعد أن غزاه الدود على سريره.

وحسب المعطيات والمؤشرات المتوفرة حول تطورات سير الحرب الكولونية على غزة نجد بأن الميزان يميل لصالح المقاومة الفلسطينية، فالصمود الأسطوري للمقاومة ولاكثر من سبعة شهور وأمام أكبر وأقوى جيش فى الشرق الأوسط والمصنف رقم 18 عالميا والأول على مستوى الشرق الأوسط، حسب موقع ” غلوبال فايرباور ” الأميركي يعد فى حد ذاته هزيمة مدوية لجيش الاحتلال وكل الدول التي تقف وراء دعمه وتسليحه، وأولها الولايات المتحدة الأميركية، حيث ظهر جيشا قزما أمام قامات رجال المقاومة ومفككا مرتبكا متخبطا بدون استراتيجية او هدف، يقاتله رجال المقاومة الحفاة من المسافة صفر، جيشا من شدة ارتباكه ورعبه من رجال المقاومة قتل الكثير من جنوده بنيران صديقة.

لذا يمكنني القول ووفقا لتلك المعطيات والتقييمات العالمية وحتى الصادرة من جهات وشخصيات صهيونية وازنة عسكرية ومدنية، إن “لعنة غزة” بالفعل قصمت ظهر الصهاينة، وفككت أوصال دولتهم اللقيطة. وقريبا حسب المعطيات سوف تقوم أمريكا وحلفاؤها بوضع السلم للنتن ياهو من خلال صفقة لتبادل الأسرى، لكي ينزل صاغرا من أعلى الشجرة ويضع صلفه وغروره فى زبالة التاريخ، ويسارع الخطي للهروب من رمال غزة قبل أن تبتلعه وجنوده، وسيكون هروبه من غزة العزة هو نهايته سياسيا ولا يستبعد أن يجد نفسه فى السجن بسبب لجان التحقيق التي تنتظره حول مسؤوليته تجاه طوفان الاقصي وأيضا بسبب قضايا الفساد التي تطارده ولا يستبعد ان يلقي حتفه داخل السجن.

فى الجزء الثاني والأخير من مقالنا سوف نسلط الضوء وبالتفصيل على تداعيات “لعنة غزة” ومن مختلف النواحي على الكيان الصهيوني.

* باحث وأكاديمي بحريني

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى