لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى
كتبت: د. ريم المحب
خاص ” أجواء برس”
” كذب المنجمون ولو صدقوا” حديث صحيح عن رسول الله محمد صلى الله عليه وهو كلام حقيقي جداً لا جدال أو لُبس فيه فلا أحد يُمكنه معرفة الغيب والمستقبل سوى رب العالمين خالق الكون وذلك باعتراف الجميع وحتى باعتراف إحدى اللواتي يتوقّعن ويدّعين الإلهام واستقبال الرسائل الإلهية، هذه الرسائل لا يمُكنها أن تصل إلا إلى الأنبياء.
لقد جرت العادة ان يتُّم في الاحتفالات التي تُقام لمناسبة استقبال العام الجديد استضافة بعض القنوات لأشخاص يدّعون التنبؤ أو التوقع أو استقبال الوحي والإلهام… وفي هذا العام كان من بين التوقعات أنه أحد الشخصيات السياسية البارزة في العالم سوف يقضي نحبه مع الأشخاص المرافقين له بحادث طائرة وذلك في أوائل أشهر هذه السنة، وبالفعل فقد حصل حادث طائرة ذهب ضحيته الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه على متن الطائرة وسُرعان ما ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة نشر الجزء الذي توقعت فيه إحدى المتوقعات هذا الحدث، وقد ذكرت الوسائل الإعلامية الرسمية أنّ الحادث نتج عن سوء الأحوال الجوية وليس بفعل فاعل. وهُنا لا بُد لنا أن نقف قليلاً أمام هذا الموضوع نظراً لأهميته فبالعادة الطائرات المدنية العادية لا تُقلع إذا كانت الأحوال الجوية سيئة وغير مناسبة للطيران، فكيف بطائرة رئاسية أن تُقلع وسط أجواء عاصفة وضباب كثيف؟! وبالتالي نستبعد أن تكون الحادثة نتيجة سوء الأحوال الجوية والكلام الذي أُعلنت عنه المُتوقعة أو المُتنبئة ليس توقعاً بل هو خبر أو إخبار المقصود منه جعل الناس تؤمن بهؤلاء العرافين أو كما يدعون أنفسهم متوقعين.
نحنُ هنا لسنا بصدد تحليل هذه الحادثة ومن المسؤول عنها والذي تسبّب فيها، وإنما نحن نود أنّ نوجّه رسالة إلى كل من يُصدّق أنّ هُناك من بإمكانه توقّع المستقبل عبر إلهام أو رؤيا أو غيرها من المُسميات… فكما سبق وذكرنا لا يوجد من يعلم الغيب سوى خالق الكون لذا فإن ما تسمعونه منهم هو مجرد معلومات يريدون إيصالها، ونقول أيضاً لمن يدعم هؤلاء الأشخاص كفى استخفافا بعقولنا فالعقل البشري السليم قادر على تحليل الوقائع وعلى يقين أنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى.