
مذكرة بالإقفال في 25 أيار تثير حفيظة جعجع
متابعة صباح الشويري
أثارت المذكرة الإدارية، التي أصدرها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حفيظة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فقد قضت بإقفال المؤسسات العامة والبلديات والمدارس والجامعات التي تعمل أيام السبت في 25 أيار المقبل لمناسبة “عيد المقاومة والتحرير”، على ان تخصص الحصة الأولى من يوم الاثنين في 27 أيار في المدارس والمعاهد والجامعات لشرح أهمية هذه المناسبة الوطنية.
وبهذا الخصوص وبما أن جعجع لا يعترف بالمقاومة ضد العدو الإسرائيلي أصلا وفصلا، وهو صاحب التاريخ في الماضي القريب، فقد ساوى بين العدو المحتل والغاصب للأراضي اللبنانية، وبين قوات ردع عربية دخلت بطلب من اليمين اللبناني، وبموافقة عربية، فقد فند أسبابه الواهية، وفي سياق بيانه وصف العدو المحتل بالجيش الإسرائيلي، وكأنه اعتراف مباشر بأنه ليس عدوه. فيما يعتبر الشقيق (في إشارة إلى السوري) محتل.
مفارقات متناقضة في بيان لا يخلو من الغلو والحقن، في إثارة واضحة لنعرات عدوانية. ولن نطيل الشرح بل نترك الأسطر تتوضح في بيان جعجع.
البيان
صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، البيان التالي: أصدرت رئاسة مجلس الوزراء مذكرة بإقفال الادارات العامة والخاصة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25 ايار 2024، وجاء في المذكرة أنه “تخصّص الحصة الأولى من يوم الإثنين الواقع فيه 27/5/2024 في جميع المدارس والمعاهد والجامعات لشرح أهمية هذه المناسبة الوطنية”.
وتعليقا على هذه المذكرة نؤكد على التالي:
أولا، إذا كان من البديهي إيراد مناسبة خروج الجيش الإسرائيلي من الشريط الحدودي ضمن الأعياد الوطنية، فإنه من البديهي أيضاً إيراد مناسبة خروج الجيش السوري من قلب لبنان ضمن الأعياد الوطنية، فالاحتلال هو احتلال سواء كان من عدو أم من “شقيق”، خصوصاً ان النظام السوري، ومن خلال جيشه، كان يضع يده كاملة على الدولة ومؤسساتها ويهيمن على معظم التراب اللبناني، وليس من الجائز مواصلة التعاطي باستنساب مع قضايا تتعلّق بسيادة لبنان.
ثانياً: كان المطلوب ان يشكل خروج الجيش الإسرائيلي ومن ثم الجيش السوري من لبنان مناسبة لقيام الدولة الفعلية وعودة القرار الاستراتيجي إلى صلب الدولة التي يعود لها وحدها ان تدافع عن سيادة لبنان بواسطة الجيش اللبناني، ولكن، ويا للأسف، فإن محور الممانعة ما زال مصرا حتى اللحظة على مصادرة القرار العسكري والأمني للدولة، الأمر الذي يبقي السيادة منتقصة والوطن في حالة عدم استقرار، ويمنع قيام الدولة الفعلية، ويحول دون تطبيق الدستور، ويعرِّض لبنان لحروب، ويقحمه في صراعات محاور خارجية.
ثالثاً، إن الطلب من المدارس والمعاهد والجامعات تخصيص الحصة الأولى لشرح أهمية هذه المناسبة الوطنية يُعتبر تدخلا في البرامج التربوية إلا إذا كان المقصود الرسمي منها فحسب، والذي يستدعي أيضاً تخصيص حصة تتعلّق بالمناسبة الوطنية المتمثلة بخروج الجيش السوري، وفي الحالتين يجب الاتفاق على مضمون هذه الحصص بهدف تنشئة الأجيال تنشئة وطنية صحيحة عمادها الدولة فحسب كسلطة قرار والجيش كمنفِّذ حصري لهذا القرار في حماية السيادة والدفاع عن لبنان”.