النُطف الفلسطينية المقاومة المنتصرة  

كتب محمد حسن العرادي

مُبدعٌ هذا الشعب العربي الفلسطيني في إبتكاره طُرقاً مختلفة للمقاومة والبقاء حتى تحرير كامل ترابه الوطني من براثن الاحتلال الصهيوني، كلما أمعن العدو في محاصرته والإعتداء على حقوقه الوطنية، كلما ابدع المقاومين الفلسطينيين في إفشال مخططات وجرائم هذا العدو المجرم.

عبثاً يحاول الصهاينة منع الفلسطينيين من الإنجاب، يتفننون في حرمان المناضلين من تكوين أسر مستقرة، يبعدونهم عن زوجاتهم سنوات طويلة، يمنعون عليهم اللقاءات الأسرية، حتى لا يتمكنون من الاستقرار النفسي والعاطفي والاجتماعي والسياسي بهدف تفكيك الأسر الفلسطينية، لكن النساء الفلسطينيات إختبرن الصبر منذ عقود حتى تعلم الصبر من صبرهن وما يئسن أبداً.

كل شعوب العالم يعيشون حياتهم الطبيعية باستثناء أبناء الشعب الفلسطيني المناضل، محاصرون في أرزاقهم، مطاردون في بلادهم، محرومون من زراعة تينهم وزيتونهم وحراثة أرضهم، مسروقة مياههم، مطمورة أبارهم، مهدومة دورهم، مهدد مستقبل شبابهم، مسيجة قراهم ومدنهم بجدار الفصل العنصري الذي يقطع أوصال وطنهم، مصادر تراثهم وفنونهم وتطرزيزهم، معتدى على ثقافتهم، تُدنس وتنتهك أماكن عبادتهم، لكنهم رغم كل ذلك صامدون وصابرون ومُصرون على استرداد حقوقه.

أفتش بين نساء الكون، عن نساء مثل نساء فلسطين يحملن في أرحامهن الأمل بولادة أجيال مناضلة تنتظر دورها على طريق النصر او الشهادة، أمهات يودعن فلذات أكبادهن الى المقابر بالزغاريد كأنهن في حفل زفاف وفرح، سيدات فلسطين لا ينتظرن أزواجهن واحبتهن في المعتقلات سنوات طويلة فحسب، بل يُطوعن المُستحيل ويقهرنه فيحملن نُطفاً مُهربة من الأزواج خلف القضبان، ويحتفلن بثمار الجنة بكل محبة وإمتنان.

أيُ صبرٍ هذا الذي تحملنه في قلوبكن، أي عظمةٍ هذه التي تكبُر بين أحشائكن، اي دروس هذه التي تقدمنها للعالم، وأنتن ترضعن أطفالكن حليب الإباء ولبن الأمل واليقين بأن فلسطين ستتحرر رغم أنف المتأمرين والطامعين، وخساسة المحتلين والمغتصبين، ياله من درس في أبجديات الايمان بعودة الحق وحق العودة.

إلى كل امرأة فلسطينية حبلت من نُطف زوجها المسجون والمعتقل والمغيب في الزنازين، الى كل أم رضعت أطفالها وغذتهم بأن يوم الإنتصار قريب، الى كل أبٍ فلسطيني انتصر على السجان وغادر القضبان ليُنجب أبطالاً وشجعان يحررون فلسطين، ننحني لكم احتراماً ومحبة وتقديراً، ونشُد على أيديكم حتى النصر والتحرير لكامل تراب فلسطين من البحر الى النهر، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريب.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى