محافظ بيروت: عندما أعد أفي بوعدي… حديقة المُفتي عائدة

أجرت اللقاء: د. ريم المحب

خاص: أجواء برس

من بعد أن قامت ” أجواء برس” بإجراء تحقيق عن حديقة المفتي حسن خالد والحالة السيئة التي آلت إليها، ونقل مُناشدة أهالي المنطقة لمحافظ بيروت القاضي مروان عبود لإعادة الحديقة إلى ما كانت عليه عمد القاضي عبود إلى دعوتنا للوقوف على هذا الموضوع والتوضيح استجابة لمناشدة أهالي المنطقة. من جهتها “أجواء برس” لبّت الدعوة وقامت بزيارة المحافظ في مكتبه في بلدية بيروت وكان لنا لقاء معه فقال:

“فيما بتعلق بحديقة “المُفتي الشهيد حسن خالد” لقد وصلت أنا إلى المُحافظة فتفاجأت بهذا الملف وبالإشكالات كلها القانونية والإدارية التي كانت مُحيطة به، والتي كان هُناك شكاوى حول هذا الموضوع وملاحقات وإلى ما هُنالك، وقد استطعنا أن نفصله جانباً وعالجنا الموضوع بصورة تقنية والآن أصبح المشروع جاهزاً لإعادة التلزيم بعد أن تواصلنا مع هيئة الأمم المتحدة UNOPS  وأحضرنا له التمويل، وقد وضعنا القطار على السكة الصحيحة وإن شاء الله في خلال ستة أو سبعة أشهر تظهر الأمور على الأرض فالتمويل موجود الآن”.

وفي إجابة عن سؤال حول الأموال التي حصل عليها المتعهد القديم ولماذا لم تُسترد  بالدولار الأميركي لإعادة إعمار الحديقة قال المحافظ: ” إنّ الأموال قد فقدت قيمتها بسبب ارتفاع سعر الدولار الأميركي مُقابل الليرة اللبنانية، وهذا الأمر قد كان سبباً للخلاف مع جميع المتعهدين في الدولة اللبنانية الذين أوقفوا مشاريعهم حيثُ كانوا قد تقاضوا أجورهم بالعملة اللبنانية، أما بالنسبة للمُتعهد الذي كان مُلتزماً للمشروع فإنّ الأموال التي تقاضاها لم تعُد تساوي شيئاً”، وأضاف: ” هذا السؤال يتعلّق بجميع المُتعهدين في الدولة اللبنانية وإذا كنا نرغب في استعادة الأموال من المُتعهد بالدولار الأميركي فسوف ندخل في نزاع قانوني وسوف تبقى الأمور عالقة لسنوات عديدة والحديقة لن تُبصر النور، وما يُهمني أنا أن أُعيد الحديقة في أسرع وقت ممكن وبحالة أفضل مما كانت عليه”.

وتابع القاضي عبود: ” كما سبق وذكرت فقد أحضرنا تمويلاً للحديقة من مُنظمة UNOPS”” وهي مُنظمة تابعة لأُمم المُتحدة وقد قدموا لنا هبة غير مشروطة مُتمثلة بتأهيل بعض حدائق وملاعب بيروت ومن ضمنهم حديقة “المُفتي حسن خالد” وقد وافق المجلس البلدي على هذه الهبة وأقرها، وسوف تقوم مُنظمة ” UNOPS” بتنفيذ هذا المشروع بتمويل من البنك الألماني للتنمية فالأموال من ألمانيا التي كانت قد وافقت على رصد الأموال اللازمة لهذا المشروع والآن فقد ذهب المشروع لإعادة الدراسة كي يكون حجم الحديقة مُتناسب مع حجم المبلغ المرصود، وإن شاء الله في وقت قريب تُنجز الدراسة وتتحوّل للتلزيم ونحنُ في وقت قريب سنقيم مؤتمراً صحافياً مع UNOPS ونُعلن عن هذه المشاريع ونضعها قيد التنفيذ  في ظرف شهر أو شهرين نُقيم المؤتمر الصحافي وذلك عند الانتهاء من الدراسة الكاملة ونبدأ بالتنفيذ إن شاء الله”.

وفي سؤالنا عن من قام بالمساعي وتابع موضوع الحديقة للوصول إلى هذه المرحلة، أجابنا المُحافظ : ” أنا منذ أن توليت منصبي والحديقة هي هاجسي فأنا أعلم مدى أهميتها والإلحاح لاسترجاعها ومدى حاجة الناس لها في مدينة بيروت، بالإضافة إلى أنها تحمُل اسم الشهيد المفتي حسن خالد وهي مُتنفّس لبيروت، وأنا قد سعيت كثيراً غير أن البلدية لم يعُد لديها إمكانيات وأموال والملف موجود ولا يزال عالقاً أمام القضاء وسوف يستغرق وقتاً طويلاً كي يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ونحن ليس باستطاعتنا الانتظار لمدة خمسة أو عشرة سنوات، لذا وجدنا أنّ هذه أفضل طريقة وهي الحصول على هذه الهبة غير المشروطة التي تُقدّم التمويل لإعادة بناء الحديقة لأنها حالة مُلّحة ولا تستطيع الانتظار”.

وإجابة على السؤال عن المقتنيات التي كانت موجودة في الحديقة قال عبود: ” هذا الموضوع هو الآن عند القضاء ولا علاقة لنا به، وكل ما هو موجود لدينا سوف نُعيده ويجب أن يكون  موجوداً لدى دائرة الحدائق حيثُ تتضمن الموجودات الصخر الأثري”، وتابع ” أساساً أنا لا أعلم لماذا أُزيلت هذه الحديقة، فهي كانت بحالة جيدة ولا تحتاج إلى أي تحسين وهي حديقة تاريخية وليست بحاجة سوى إلى الاهتمام فلماذا دمروها؟!”.

كما كان لنا سؤال حول المُدة الطويلة التي سوف يستغرقها بناء الحديقة وعن المخاوف من أن تضيع هذه الأموال كما حصل في السابق فأجاب القاضي عبود: ” طبعاً لن تذهب الأموال فنحن نتعاون مع جهات دولية : ” ألمانيا والأمم المتحدة” ونحن نعمل على المشروع  ونقوم بدراسة المشاريع كافة منذ سنتين مع هذه الجهات، أما فيما يتعلّق بالمدة الطويلة لإنهاء العمل في بناء الحديقة فذلك بسبب الإجراءات الإدارية لدى الجهة الممولة الواجب إتباعها ما بين لبنان وألمانيا ولديهم إعلان وتلزيم وتصديق التلزيم، ومن جهتنا فقد تمّ الأسبوع الماضي اتخاذ القرار بموافقة المجلس البلدي على الهبة الغير مشروطة والأمور تسير بشكل جيد، فالحديقة كانت من ضمن أولياتي حين توليت مهامي في المحافظة أعطيتها الأولوية هي وحديقة السيوفي التي تمر بنفس الظروف فقد تدمرت وتوقف العمل فيها”.

وأضاف المحافظ: ” أنا عندما أعد أصدق وأفي بالوعد، أما من ناحية التأخير فهو تأخير إداري والمهم أن نُحقّق الهدف المنشود، لقد أمضيت ثلاث سنوات أسعى للحصول على تمويل لإعادة إعمار الحديقة وطرقت جميع الأبواب وتلقيت العديد من الوعود ولكن لا أحد وفى إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة حيثُ تقدّمت ألمانيا ومُنظمة UNOPS  ونحنُ نعمل معهم فقد أحضروا الموافقة وحجزوا الأموال وجهزوا كافة الأمور المُتعلقة بهذا المشروع ونحن الآن نعمل في إجراءات التنفيذ”. أما فيما يتعلق بمن سيلتزم تنفيذ المشروع قال القاضي عبود: ” نحن لا علاقة لنا بأمور التنفيذ فالجهة الألمانية هي التي ستهتم بموضوع التلزيم والتنفيذ بالتعاون مع منظمة UNOPS  ونحن لا علاقة لنا بذلك فهذه أموالهم نحن فقط نُعطيهم ورقة للسماح لهم العمل في أرضنا، ونحن سوف نُشرف على عملية التصميم وأيضاً على عملية التنفيذ ففي حال كان هناك أي خطأ فدائرة الهندسة تُنسق معهم فأخبري أبناء المنطقة أن صوتهم وقد اقترب الحل، فأنا لو كنت مُحافظاً  عندما قرروا هدم الحديقة لم أكن لأوافق على هذا الموضوع فبيروت لديها مشاكل كثيرة أهم كان يجب التعامل معها وحلها وليس هدم الحديقة”.

كما أعلمنا سعادة المُحافظ أنه  لن يتُّم بناء طوابق سفلية لتكون مرآباً للعموم تحت الحديقة كما لن يكون هُناك إنشاءات وذلك بعد صدور قرار عن المجلس البلدي يقضي بإلغاء المشروع القديم وتعديله بحيثُ يصبح إعادة تأهيل الحديقة فقط، وذلك بناءً على الكتاب الصادر عن وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار الذي يُطالب بعدم الحفر في حديقة المفتي حسن خالد لأنها تحتوي على مقتنيات أثرية، ولا بُد من الإشارة أنّ هذا الكتاب كان قد وصل إلى المحافظ ورئيس البلدية السابقين وتم تجاهله. وبعد استلام المحافظ عبود مهامه أعاد التواصل مع وزارة الثقافة لإعلامهم بإلغاء المشروع القديم والعمل على إعادة تأهيل الحديقة فقط لا غير ( مرفق طيه نسخة عن كتاب المحافظ إلى وزارة الثقافة ونسخة عن رد الوزارة ).

وفي نهاية اللقاء توجّه القاضي عبود بكلمة إلى أهالي المنطقة الذين ناشدوه فقال: ” نحنُ إلى جانبكم فلا تقلقوا فأنا أتأثر كثيراً عندما يُناشدني الناس فهذا يعني أنهم يثقون بي كثيراً، وبابي مفتوح للجميع لتوصيل شكواكم وأنا واحد منكم وما أستطيع القيام به أفعله وما لا يمكنني المساعدة به أُخبركم عنه بكل شفافية وصراحة وأضُم يدي ليدكم لننهض بهذه المدينة”.

 

ريم المحب

ريم المحب ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية 🇱🇧❤️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى