سكرية: ما حصل في مجمع الشفاء حوَّل يوم الصحة العالمي إلى شعار فارغ المضمون

اعتبر رئيس حملة “الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية، أنه “في يوم الصحة العالمي الذي أعلن في خمسينيات القرن الماضي، يحضر مجمع الشفاء الطبي في غزة آثاراً وكوابيس وحقائق لا ترحم، محولا المناسبة إلى يوم حزين تخجل فيه الكلمات الاحتفالية وتتمنع عن النطق”.

ورأى في تصريح أن “ما جرى في مجمع الشفاء، وعلى مدى أسبوعين أمام أعين وصمت مطلقي ورعاة يوم الصحة العالمي، حوَّله شعارا فارغ المضمون، يضاف إلى شعارات الحق في الصحة وحقوق الإنسان التي استهلكت وأدمِن استخدامها كذباً وزيفا”.

وتابع: “ما جرى في الشفاء أسقط القدرة على التخيل، حيث ركع الحقد أمام حقده هناك، وخجلت الجريمة مما ارتكب باسمها. اسبوعان متواصلان من تلذذ ومتعة وانتشاء جنود “صهيون وتلموده” بمشاهد قتل المرضى والجرحى والأطباء والممرضين والأطفال والنساء والكهل والشباب أمام بعضهم البعض، وطحن الأجساد تحت جنازير الدبابات، واستعراضهم عراة، وتمريرهم في مياه الصرف الصحي وسط قهقهات الجنود ونشوتهم، وغيرها من ارتكابات لا يمارسها أي إنسان، بل هي فعل شيطان وإن تقمص شكل إنسان”.

وأردف: “صحيح ان تاريخ البشرية حافل بالحروب والفظائع، لكن ما حصل في تجمع الشفاء مختلف، يندى له جبين الإنسانية، وهو جدير بان تجرى عليه البحوث والدراسات العلمية والنفسية والاجتماعية والتربوية، والأخطر في ما حصل هو سياسي بامتياز، حيث مرّ عرض مآسي الأسبوعين على وسائل الإعلام العالمية، في سياق الأحداث العادية والعابرة، مما يؤكد المؤكد بشأن هيمنة اختراقات وامتدادات “القوة العميقة ” عالميا، وهنا قيمة 7 أوكتوبر الذي فرض صراعا تخطى فلسطين والجغرافيا المحيطة، إلى عالم هذه القوة العميقة، ورسم تاريخا جديدا ما بعده ليس كما قبله”.

وختم سكرية: “في يوم الصحة العالمي، خجل أبقراط من قسمه الطبي وبكى، وتشوهت قيمة الطب وهيبته، وانكشف عقم المؤسسات الطبية العالمية والنقابات الصحية كما الدور الموكل لمنظمة الصحة العالمية. من هنا نعلن اليوم يوم تجمع الشفاء الطبي، ليبقى وصمة عار أمام العالم، وخاصة المؤسسات الصحية الدولية، ولنذكر بما تبقى من كرامة الصحة وإنسانيتها، كما ننحني أمام صمود شعب غزة وأبطالها، ونوجه التحية لشعب فلسطين وشبابه المقاوم ولكل مساندي الحق الفلسطيني. الرحمة للشهداء، والحق لا بد سينتصر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى