السيد: إيران في مواقفها كانت ولا تزال سنداً حقيقياً لكل من يقاتل الاحتلال الإسرائيلي

أعلن الأمين العام لحزب الله  السيد حسن نصر الله، “أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها ومواقفها كانت ولا تزال سندًا حقيقيًا لكل من يقاتل الاحتلال الاسرائيلي ويقاوم في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنها قلعة راسخة صلبة لا يمكن أن تخذل وتبيع وأن تتخلى عن إيمانها ودينها وأصدقائها والمظلومين” .

تحدث نصر الله في خلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله، عصر اليوم لمناسبة يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهلا بشكر الحضور الكريم في هذا اليوم “الذي نعبّر فيه عن التزامنا وموقفنا ومقاومتنا”، مضيفًأ “يجب أن نتوقف عند شهداء الأيام الأخيرة في العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق ومن بينهم شهداء قادة كبار لهم قيمة تاريخية في مسيرتنا”، متقدمًا “بمناسبة استشهاد هؤلاء الأعزاء بأسمى آيات التبريك والعزاء لسماحة الامام الخامنئي والمسؤولين الكرام في إيران وبالخصوص يادة الحرس الثوري وقوة القدس ولعائلاتهم الشريفة”.

رأى نصرالله أن “الشهداء ما زالوا يتقدمون ويرتقون من ساحات وفي ساحات الجهاد المختلفة. ويجب أن نخص بالذكر أن نتوقف عند شهداء الأيام الاخيرة في العدوان الاسرائيلي الغاشم على القنصلية الايرانية في مدينة دمشق، والتي أدت الى استشهاد عدد من الاعزاء الايرانيين والسوريين وغيرهم، ومن بين هؤلاء الشهداء هناك شهداء قادة كبار أعزاء لهم قيمة تاريخية في مسيرتنا وليس قيمة عادية”…

وأضاف أن إعلان الامام الخميني يوم القدس آخر يوم جمعة من شهر رمضان، هو “تعبير متقدم عن موقف قديم وتاريخي لجميع مراجعنا الدينية منذ إرهاصات قيام الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. يعني من قبل 48 لما بدأت ملامح الحركة الصهيونية والعصابات الصهيونية ومجازرها في فلسطين المحتلة وصولاً الى تأسيس الكيان 48 وما بعده والى اليوم، مراجعنا الكبار والعظام في النجف الأشرف في العراق في قم في مشهد في ايران في لبنان في كل الأماكن”…

وشدد على “حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه ومقدساته واقامة دولته من البحر الى النهر، على وجوب رفض هذا الكيان ومقاومة هذا الكيان وتحرير هذه الارض والمقدسات، هذه أمور نهائية ومن موقع الإيماني والديني والشرعي والفقهي والقرآني والنبوي، ولا يتسلل الى هذا الموقف اي تبديل او تغيير او تعديل. هذا ايضاً هو موقف كل المرجعيات الاسلامية الدينية في العالم الإسلامي منذ ذلك الوقت السنية والشيعية”…

وأوضح أن “أحد الأسباب الكبرى في شن الحروب على ايران وعن العداء لايران ومحاصرة ايران الجمهورية الإسلامية هو هذا الموقف في موضوع اسرائيل والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية منذ عام 1979. هنا الاضافة النوعية في موقف الإمام الخميني والتميز عن الموقف التقليدي لكل مراجعنا خلال ‏الفترة الماضية وهذا الموقف ما زال مستمرا”…

وأعلن أن “حزب الله سيقيم يوم الاثنين المقبل في الساعة الرابعة احتفالًا تكريميًا للشهداء في العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، معتبرًا “أن حادثة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق هي مفصل لها ما قبلها وما بعدها”. وأشار إلى أن “الإمام الخميني قبل انتصار الثورة ومنذ تصديه للمرجعية وبدء الثورة كان موقفه من إسرائيل ومن أميركا واضح”، منوّهًا إلى أن “الإجازة التي أعطاها المراجع بصرف جزء من الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية يؤكد العمق الديني والأخلاقي لموقفهم”.

وقال: “إن أحد الأسباب الكبرى في شن الحروب على إيران والعداء لها هو موقف الجمهورية الاسلامية تجاه إسرائيل والقدس والمقاومة الفلسطينية”، وأن إيران قدّمت في سبيل هذا الموقف تضحيات جسام”.

ولفت إلى “أن إيران حتّى الآن ترفض أي لقاء مباشر وتفاوض مباشر مع الأميركيين ، وقال: ”الأميركيون يعبّرون دائمًا عن استعدادهم للتفاوض المباشر مع الإيرانيين لكن الإيرانيون لا يُخدعون”. وقال :” أن “كلّ من يُحلّل ويقول ما يجري في غزّة وفلسطين والعراق واليمن والانتخابات الرئاسية في لبنان أنها تنتظر المفاوضات الأميركية الإيرانية هو كلام غير صحيح. إيران لا تفاوض على الملفات الإقليمية مع الأميركيين”، وهي تقدم خيرة قادتها شهداء وطهران موقفها حاسم وتعمّده بدماء شهدائها”.

ولفت إلى أن “هناك من هو غير قادر على تقبل أن “إسرائيل” تُهزم في المنطقة وهو غير قادر على استيعاب ذلك، مضيفا “نسمع عن سخافة أن كل ما يجري في المنطقة هو مسرحية أميركية إيرانية وتوزيع أدوار”، مردفا “هؤلاء لا يمكنهم أن يصدقوا أي شيء عن انتصارات المقاومة في المنطقة فهؤلاء متوهمون بل الواقع أن الانسحاب من جنوب لبنان والانسحاب من قطاع غزة هو هزيمة لإسرائيل”.

وشدد على أن “إيران في ومواقفها كانت ولا تزال سنداً حقيقياً لكل من يقاتل هذا الاحتلال ويقاوم في فلسطين ولبنان والمنطقة، وبدعمها غيرت الكثير من المعادلات وأسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة، والموقف الصلب الشامخ الذي عبر عنه الشعب الإيراني وفي خروجه اليوم في أكثر من ألفي بلدة يعبر عن التزامه بهذا الموقف”.

كما أكد أن “إيران هذه القلعة الراسخة الصلبة لا يمكن أن تخذل وتبيع وأن تتخلى عن إيمانها ودينها وأصدقائها والمظلومين، وعلينا شكر الداعم والمساند ومن أبسط المبادئ الأخلاقية الوفاء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى