حديقة المفتي حسن خالد تستغيث وأهالي المنطقة يُناشدون محافظ بيروت
تقرير: ريم المحب
خاص “أجواء برس”
تُعرف حديقة المُفتي حسن خالد بأنها حديقة عامة من حدائق بيروت وتتميّز بأنها المساحة الخضراء الوحيدة الموجودة في المنطقة وهذا الأمر مطلوب بيئياً ( وجود المساحات الخضراء في مُحيط المنازل) وبقيت المُتنفس الوحيد لأهالي المنطقة لسنوات طويلة حيثُ أصبحت مكاناً أثرياً وتُراثياً إلى أن قررت بلدية بيروت هدمها وتحويلها إلى مواقف للسيارات، وقد تذرعت البلدية حينها أن الحديقة أصبحت ملاذاً للمُشردين والسكارى والمُخلين بالآداب العامة علماً أن الحالة التي وصلت إليها الحديقة هي بسبب إهمال البلدية لها وهُنا نطرح سؤالاً منطقياً: أو لم يكُن الأجدى بالبلدية أن تهتم بالحديقة وتُخصّص لها حرساً من الشرطة البلدية للحفاظ عليها بدلاً من هدمها وتدميرها؟
لقد أصبحت اليوم حديقة المُفتي حسن خالد فعلاً ملاذاً للمُشردين والسكارى وللمُخلين بالآداب العامة كما أصبحت مكباً للنفايات وحاوية للحشرات والحيوانات الشاردة… لذا يطالب أهل المنطقة محافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس البلدية الأستاذ عبد الله درويش بالتدخُّل السريع لإنهاء هذه الأزمة وإعادة الحديقة كما كانت.
وفي محاولة للوقوف على هذا الموضوع علّنا نجد حلاً لهذه الأزمة البيئية الحادة جالت “أجواء برس” في الحديقة والمنطقة وكان لها لقاء مع بعض سكان المنطقة ومن بينهم مختار المنطقة الحاج طارق عيسى الذي قام بجولة معنا في الحديقة وأجابنا خلالها على سؤالنا عن مصير الحديقة فقال: ” الجواب هو عند رئيس بلدية بيروت والمحافظ، فالمُتعهد الذي استلم مشروع الحديقة انسحب من هذا المشروع بعد أن دمّر الحديقة وقضى على الخضار فيها كما دمّر الحجر الأثري الموجود فيها. وهذه الحديقة هي المُتنفّس الوحيد لنا منذ الصغر والآن هي مُتنفس لأولادنا، وهم الآن قد قضوا على هذا المنفس الوحيد في هذه المنطقة وبالتالي أصبح أولادنا يلعبون ويتنفسون في الشوارع والطرقات”.
وقد وجّه المختار عيسى رسالة لرئيس بلدية بيروت ومحافظها تمنى فيها أن يُعيدوا تلزيم هذا المشروع للمُتعهد وأن يعيدوا الحديقة كما كانت، وأضاف: ” نحنً لا نُريد أكثر من ذلك فهذا المُتعهد قد تقاضى مليوني دولار أميركي كدفعة أولى للمشروع وأعاد الدفعة بقيمة قليلة جداً بعد ارتفاع قيمة الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية، ونحن كنا قد رفعنا دعوى عليه ولكن لم نصل إلى نتيجة والان المتعهد مُطالب بإعادة الحديقة كما كانت، وبالتالي فنحن نتمنى من حضرة مُحافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس البلدية العمل سريعاً على إرجاع الحديقة إلى سابق عهدها فمن المُعيب جداً ما هو حاصل في وسط العاصمة بيروت وأن تكون حديقة المُفتي حسن خالد على هذا الشكل”.
وفي السياق عينه قال أحد سكان المنطقة: ” بالنسبة للحديقة فقد دمروها حيثُ أعطوها لأول مُتعهد وثُم متعهد آخر لكنهم لم يقوموا بأية خطوة سوى الاستيلاء على محتويات الحديقة من حديد وحجارة أثرية، والآن يقولون أنهم قد فسخوا العقد مع المُتعهد فما هو مصير هذه الحديقة التي هي المُتنفّس الوحيد لأبناء المنطقة وأطفالهم، وما فعلوه لا يُرضي أحد ومُخالف لشريعة رب العالمين. فبعد أن قبضوا حوالي ثلاثة ملايين دولار أميركي كعمولة على أساس تحسين الحديقة أوقفوا العمل وهذا الأمر غير مقبول فيجب إعادة الحديقة كما كانت، وأضاف: ” الآن هُناك حديث أنهم يُريدون بيع الحجارة المُتبقية بعد أن سحبوا التلزيم من المُتعهد فما يحصل في حديقة المفتي حسن خالد هو سرقة بكُل ما للكلمة من معنى، واليوم الحديقة مُدمرة ولم تصلح كي تكون مُتنفّس طبيعي لأهالي المنطقة حيثُ يوجد عدد قليل من الحدائق وأصبح لدينا مخاوف من تدمير باقي الحدائق الموجودة”.
وكان لنا حديث مع شخص آخر من سكان المنطقة الذي قال: ” هذه الحديقة نحن ولدنا وتربينا فيها وهي لكل الناس وهي مُتنفّس لنا ولأولادنا الجيل الجديد الذي لم يجد منفذاً وملاذاً آمناً كي يلعب ويعيش طفولته وسط المساحة الخضراء”، وتابع: ” لقد قام المتعهد بإحضار الجرافات لجرف الحديقة وهدمها فتصدينا لهم في البداية فأحضروا لنا الأجهزة الأمنية من جيش وقوى أمن بحجة أننا نقف بوجههم ونمنعهم من تحسين الحديقة فأكملوا عملهم الذي كان عبارة عن جرف الحديقة وتدميرها وسرقة الأشجار والصخور الأثرية الموجودة فيها بالإضافة إلى كل المحتويات فيها والتي هي كما ذكرنا أثرية وباهظة الثمن مادياً ومعنوياً، فأصبحت الحديقة مليئة بالجرذان والحشرات ومكباً للنفايات وأصبحت وكراً لكُل القذارات ونحنُ نُطالب محافظ بيروت القاضي مروان عبود المشهود له بنزاهته أن يُعيد لنا الحديقة كما كانت كي يعود أملنا في هذه المساحة الخضراء، وكي يتمكّن أبناؤنا من اللعب فيها وليس لدينا أي مطلب آخر”. وفي الختام قال: “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
ومن جهته توجه أحد أبناء المنطقة برسالة لمحافظ بيروت قال فيها: ” يعطيك العافية حضرة المحافظ ولك منا جزيل الشكر على كُل ما تُقدمه لبيروت وأهلها، نحنُ أبناء منطقة عائشة بكار حيثُ تقع حديقة المفتي حسن خالد وهذه الحديقة أصبحت مهجورة منذ سنوات، فقد حضروا وهدموها وأخذوا كل محتوياتها وتركوها. هذه الحديقة كانت المُتنفس الوحيد لأهل المنطقة وأولادهم حيثُ كانوا يقصدونها للراحة النفسية وتغيير الجو…نتمنى من حضرتكم سعادة المحافظ أن تبذلوا أقصى جهودكم لإعادتها كحديقة كي تكون مُتنفس لأهل المنطقة وأهل بيروت إجمالاً ونتمنى لكم التوفيق لما فيه خير لبيروت ولمنطقة عائشة بكار، فهذه المنطقة هي منطقة الصمود منطقة عائشة بكار يجب أن يكون الاهتمام فيها زائد ونتمنى منكم إعادة النظر في هذه الحديقة والعمل على إعادة بنائها من أجل المنطقة وأهلها ولكم منا جزيل الشكر”.
والجيل الجديد من أهل المنطقة كانت لهم صرخة ناشدوا فيها محافظ بيروت أن يُعيد لهم حديقتهم كي يلعبوا هناك لأنها الملاذ الوحيد لهم فقد أصبحوا يلعبون في الطرقات وما فيها من مخاطر عليهم بعد أن أصبحت الحديقة مستوعباً للنفايات. وهؤلاء أيضاً كان لنا لقاء مع بعض منهم فتحدّث إلينا أحدهم مناشداً محافظ بيروت وقال: ” لقد كانت الحديقة مُتنفساً للأهل والأولاد واللعب والتسلية … فهي المساحة الخضراء التي كانت تُجمّل منطقتنا، وبعد تدمير الحديقة طارت المساحة الخضراء فنتمنى من سعادة المحافظ أن يُعيد إلينا الحديقة كي تعود الفرحة إلى قلوبنا”.
وطفل آخر قال لنا: ” نحنُ كنا نلعب في الحديقة الآن لم يعُد هناك مكان لنا كي نلعب، فقد كنا نذهب خلال عطلة المدرسة للعب مع أصدقائنا الآن أصبحت الحديقة مُغلقة ومليئة بالرمل والأوساخ فأصبحنا نلعب في الشارع ومواقف السيارات فلا يوجد لدينا مكان آخر كي نلعب”.
“أجواء برس” نقلت رسالة سكان منطقة حديقة المفتي حسن خالد وهي موجهة بشكل خاص لمحافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس البلدية الأستاذ عبد الله درويش، وهي أيضاً برسم المعنيين في هذا الموضوع: وزير البيئة الأستاذ ناصر ياسين، وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى – مديرية الآثار ونتمنى الاستجابة والحل السريع لهذه الجريمة الحاصلة في الحديقة.