منيمنة لـ “أجواء برس”: كنتُ واضحاً منذ البداية أنه ليس باستطاعتنا التغيير في المجلس
حاورته ريم المحب
يعتبر إبراهيم منيمنة من “نواب التغيير” الذين وصلوا إلى المجلس النيابي لإحداث تغيير في النظام الحاكم ومحاولة إنقاذ ومُساعدة الشعب اللبناني – أو يُمكن القول إنّ الشعب آمن بذلك. ولكن مع مرور الأيام والسنوات لم يجد الشعب أي تغيير فالوضع في لبنان كما هو بل من سيء إلى أسوأ. وللوقوف على هذا الموضوع ومعرفة لماذا لم نشهد أي تغيير بوصول “نواب التغيير” إلى المجلس النيابي أجرت “أجواء برس” لقاء مع أحد “نواب التغيير” النائب إبراهيم منيمنة.
بداية كان السؤال: من عالم الهندسة كيف وصل إبراهيم منيمنة إلى عالم السياسة؟
فكانت الإجابة: ” أنا شخص لم أكن منخرطاً في السياسة، أساساً حتى قبل أن أتخرج من الجامعة وأُصبح مُهندساً أي في المرحلة الجامعية لم أكن منخرطاً في الأحزاب ولا في العمل السياسي، ولكن أذكر أنه كان هناك فترة اهتممت بها في متابعة السياسة لأنه كان لدي اهتمام بموضوع الشأن العام، ولكن لم أنخرط به في أي إطار”.
وتابع: عند حلول الانتخابات البلدية في عام 2016 كانت المدخل إلى العمل السياسي بالنسبة إلي، وكنت مُهتماً أن أُساعد مدينتي خاصة بعد أزمة النفايات التي حصلت عام 2015 وكانت حملة ” بيروت مدينتي” في مرحلة النشوء والمشاركة الانتخابات البلدية، فكان هذا المدخل الذي دخلت منه إلى عالم السياسة، وكان الهدف هو العمل على المستوى البلدي لأنه نحن كمهندسين نُعتبر لدينا الخبرة والقُدرات كي نقوم بهذه المدينة (بيروت)”.
وأضاف النائب: “وعندما أنشأنا حملة “بيروت مدينتي” لم نكن نتوقع النجاح كنا فقط مُتحمسين للوقوف بوجه المنظومة السياسية، وفعلاً هذا ما حصل وحصلنا على 40% من الأصوات. ومن ثم ترشحنا في انتخابات عام 2018 ومن بعدها قمنا بثورة “17 تشرين” وقد شاركت في هذه الثورة من ضمن القيادات التي كانت تُنسّق التحركات وغيرها، وفي عام 2022 ترشحت للانتخابات بلوائح تحالُف تغييرية ووصلنا إلى المجلس النيابي وهكذا بدأت العمل السياسي رسمياً”.
وفي إجابة عن سؤالنا حول التشرذُم الحاصل داخل كتلة نواب التغيير قال منيمنة: ” التشرذم هو طبيعي لأنه في الأساس كانت لوائح مُتحالفة وليست لوائح حزبية، وبالتالي فإنّ النواب قد جاؤوا من خلفيات سياسية مُختلفة فكان من الطبيعي أن تنصل لمرحلة من التنوّع في الخيارات السياسية ونحن لم نكن نريد أن نصل لهذه المرحلة من التشرذم ولكن للأسف أصبح واقعاً. فنحن ترشحنا من الكثير من الخلفيات السياسية المُتنوعة، ولم يكن الترشُّح ضمن إطار واضح فقد كان لدينا مواجهة مع المنظومة، وكان الهدف الفعلي هو فقط تحقيق الخرق فلم نكن نتوقع النجاح ، ولكن عندما نجحنا أصبح هُناك مستوى توقع أعلى فتواجهنا بأسقف عالية من المطالب الصعبة وطبعاً نحن لا نملك بنى تحتية سياسية تُساعدنا وبالتالي لم يكن من السهل علينا أن نصنع نقلة هامة ( ومن الممكن أن يكون هذا السبب الذي أوصلنا لهذه الحالة) “.
كما أجابنا النائب منيمنة عن سؤالنا حول رأيه و نواب التغيير عن موازنة 2024 فقال: “هي موازنة سيئة وقد صوتنا ضدها، ولكن في المقابل هناك الطرف الآخر والذي هو أكثر عدداً ومعظمه قد صوت مع. كما أنّ هُناك موالاة ومُعارضة وبالنظر لحجم هؤلاء النواب فنحن لا نتحمل المسؤولية، فمن الواضح أنه لا يوجد سقف توقعات مُحدّد للنواب التغييرين نسبة لحجمهم، فحتى لو كان هؤلاء النواب (12) قد صوتوا ضد الميزانية وباقي المجلس قد وافق عليها فهل بإمكان المواطن تحميلنا مسؤولية عدم إسقاط الموازنة لا يُمكن ذلك. فيجب ربط التوقعات بما يتناسب مع حجم النواب فنحن ماذا بإمكاننا أن نفعل بهذا الحجم . فالموازنة وسقف التوقعات العالي برأيي هو من عمل المنظومة حيثُ دُس جزء منه من المنظومة لمحاولة إفشال هذه التجربة كي يُقال إنّ النواب الجُدد لم يقدموا أي شيء للبلد وتشرذموا وكل هذا برأيي سلبية المنظومة الحاكمة. نحنُ طبعاً علينا مسؤولية ولكن أيضاً يجب على الناس أن تتذكر على أي أساس دخلنا المجلس وبأية ظروف وعددنا القليل وما بإمكاننا أن نفعل”.
وفي سؤالنا له عما قدّم النائب إبراهيم منيمنة للشعب اللبناني وخاصة أهل بيروت الذين اعتبروا نواب التغيير طوق نجاة لهم؟ أجاب:
“ما وعدنا به في الانتخابات النيابية وأنا أذكر جيداً فقد كنتُ واضحاً وقلت إنه ليس باستطاعتنا التغيير في المجلس، فالمجلس مضبوط سياسياً بشكل عال جداً تقريباً من الطبقة السياسية الحاكمة وفي الوقت عينه نحن حجمنا قليل جداً. لذلك نحنُ لن نتمكن من التغيير ولكن ما بإمكاننا فعله هو تقديم نموذج مُختلف في السياسة، هُنا بالإمكان إخبارنا ان كان عملنا صحيح أم لا أي مُحاسبتنا”.
وتابع منيمنة في إجابته قائلاً: “لا يوجد أبطال في هذا المكان فلنكن واقعيين ففي السياسة هناك وقائع وهناك قدرات ولا يوجد مُخلص، بل هُناك عمل تراكمي جماعي ويجب أن يحصل تنظيم كي نتمكن من الحصول على حيزنا السياسي لكي نبدأ بفرض حجمنا من أجل التغيير. فمسألة أن يأتي رجل خارق يخترق كل تحصينات المنظومة ويدخُل للتغيير من الداخل ويخرج حاملاً إنجازه هذا ليس واقعياً، فنحن لسنا نُشاهد فيلماً سينمائياً، نحنُ نقوم بعمل سياسي طويل وصعب ومُعقّد وبقدرات محدودة جداً جداً… – كما ذكرت سابقاً- خاصة أننا في ظل انهيار اقتصادي فأنا أعتبر نحن خاصة أنّ هُناك شخصيات نزيهة ترفض الدخول في ملفات الفساد والشبهات، فهؤلاء كيف بإمكانهم العمل وبأي أدوات؟ يجب علينا أن نرى ما هو المُتاح للنواب وعلى أساسه نُحاسب”.
كما أجاب النائب منيمنة عن سؤالنا حول التغيير الذي أرادوا فعله؟ وماذا حقق هو شخصياً لأهل بيروت؟ فقال: “بالنسبة إلينا بيروت نقدّم لها كل شيء بإمكاننا تقديمه من ناحية مُتابعة البلدية تقديم خدمات مُعينة أن نكون مع الناس وإلى جانبهم مع العلم أن موارد البلدية محدودة جداً ، ونحن قد عملنا بالتعاون مع بلدية بيروت على مولدات الكهرباء وبتحريك شخصي مني كي يقوم أصحاب المولدات بتركيب عدّادات لتخفيف الأعباء عن الناس، وقد قطعنا جزءاً كبيراً من هذا العمل ونحن أيضاً في صدد التعامل مع القضاء لمعرفة من لم يلتزم بقرار المحافظ وهذا كما ذكرت هو تحريك شخصي مني مع عدد من النواب، كما يوجد موضوع المياه نُتابعه، و تدريجاً سوف تظهر النتائج بانتظام عمل المياه أكثر وأكثر. هناك عمل نقوم به لكنه من دون سقف طموحنا ولكن هذا المُتوفّر وبالتالي نحن لم نترك بيروت لحظة واحدة”.