حين تنحل مشاعر الأبوة… القتل ليس حلاً

أجواء برس
بعيداً عن العقل والعاطفة أردى الأب ابنه بسبب خلاف حاد بينهما، والمنطق يقول مهما احتدم الخلاف لا يخلو الأب من انسانيته لأنه من أنجب هذا الولد الى الحياة ومن يجب أن يسعى ليؤمن حياته ويفرح به وبأولاده، وليس أن ينهينها مهما كان سلوك الابن سيئاً، فالأب دوره التوجيه، ولكن ماذا يحصل لو تخلى هذا الأب عن دوره في الرعاية والاحتواء؟ ستقع مصيبة بالتأكيد.
في بلدة عزقي- الضنية شمال لبنان، اختلف أحمد مع ابنه عبدالقادر الذي قبسبب سلوكه السيء والشكاوى المتكررة عليه، وهذا الأمر سبب خلاف اضافي مع زوجة أحمد (الأب) بعد أن زادت تصرفات الابن السيئة فقررت مغادرة بيتها. فالأخير طلّق زوجته منذ سنة ونصف السنة، تاركاً ثلاثة أطفال لا يهتم بهم متخلياً عن مشاعر الأبوة اتجاههم، ويقوم بالسرقة للحصول على المال، وهذا ما أغضب والده منه. وحين واجه الأب ابنه بما يفعل وسوء الحياة التي يعيشها، احتدم الخلاف بينهما، وتخلى الأبن عن مشاعر العاطفة تجاه والده، وبلحظة غضب استل الوالد بندقية الصيد ووجها باتجاه ابنه مهدداً اياه، إلا أن الاثنين تعاركا، ما أدّى إلى خروج طلقة نارية اصابة عنق عبدالقادر، الذي سقط أرضاً غارقاً بدمائه، قبل أن يتمّ نقله إلى مستشفى الخير في المنية حيث فارق الحياة”.
وعلى أثر الحادث سلّم الأب المفجوع نفسه إلى القوى الأمنيّة التي فتحت تحقيقاً بالحادث. الأب مفجوع لأنه كان فلاحاً يعمل بكل الظروف الصعبة، تحت المطر وفي حر الصيف ليؤمن قوت عائلته بكرامة، ولكن حيث بات كبيراً وعجوزاً فبدل أن يتقاعد من تعبه ويهتم به من جاء به الى هذه الدنيا، كان سبباً ببلائه مرتين، مرة حين سلك الأبن طريقاً سيئاً ومرة حين كان هو المتسبب بزهق روحه أمام ناظريه.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى