نقابة محامي طرابلس تحتفل بيوم المحامي بحضور نقيبة المحامين في طرابلس

بمناسبة يوم المحامي، كرّمت نقابة المحامين في طرابلس، محامين أمضوا ثلاثين عاما وأكثر في العمل المهني والنقابي بحفل في القاعة الكبرى في النقابة، بحضور نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال، النائبين السابقين صالح وكاظم الخير، النقباء السابقين: جورج موراني، خلدون نجا، عبد الرزاق دبليز، أنطوان عيروت، ميشال خوري وفهد المقدم، أعضاء المجلس: منير الحسيني، محمود هرموش، مروان ضاهر، باسكال أيوب، جمال اشراقية، المكرمين وأهاليهم، ومحامين ومحامين متدرجين.

البداية كانت بالنشيد الوطني ونشيد النقابة، فدقيقة صمت إكراما لأرواح شهداء فلسطين، ثم كانت كلمة لمحمود هرموش: “أقف اليوم امامكم وينتابني مزيج من المشاعر المتناقضة فهل أهنئكم بيومكم يوم المحامي وهو حق لكم، أم أبتهج ببطولات رجال غزة العزة الذين أثبتوا ان العدو أوهن من بيت العنكبوت، أم أحزن على أطفال ونساء عزل يقتلون بدم بارد من قبل عدو غاشم متغطرس جبان، لا يقاتل إلا من وراء جدار”.

وتابع: “أنا اليوم مزيج من هذه المشاعر التي تنتاب كل واحد منكم، لا أخفيكم القول بأننا تدارسنا وتباحثنا في مجلس النقابة، هل نلغي هذا الاحتفال على وقع جرائم العدو بحق أهلنا في غزة الصمود، وتضامنا مع زملائنا في فلسطين، بعد تدمير مبنى نقابة المحامين فيها، وكان قرارنا بأن إرادة الحياة ستغلب الموت وأن الحق سينتصر مهما طال الزمن، وأننا سنقف في وجه الظلم مهما كان عاتيا، وسنرفع صوتنا لنصدح بالحق ونقول عاشت فلسطين حرة أبية”.

كما أضاف: “أيها الزملاء أنتم رجال الحق والعدل، بكم يرفع الظلم ويعاد الحق لأصحابه، فلكم أن تحتفلوا بيومكم في العاشر من تشرين الاول، رغم الأحزان، ولكم أن تصدوا رغم النكبات وأن تستبشروا رغم السنين العجاف التي ترد على وطننا وعلى مهنتنا، لكن ايمانكم راسخا بأن الغد أفضل، وأننا سنصل يوما الى بر الامان”.

وفي الختام قال: “نحن المحامين كم درب نسير به  هيهات يوما بغير الحق نمشيها، ونكبح الظلم لا نرضى تدفقه ما أجمل الغرس ماء الحق يرويها، ان المحامين صدق القول منطقهم لن يعرفوا الزور أو يبنوا في قوافيها”.

بدورها، قالت نقيبة محامي طرابلس: “منذ إحدى عشرة سنة، حين تقرر أن نقيم يوما للمحامي نحتفل به فيه، توطن البال أن تكون المناسبة موعدا للتقدير والتحفيز في آن معا. فيها نتذكر أياما مضت، في صحبة اللائحة والاستشارة والمرافعة، ونرنو إلى مثلها سيأتي على متن سنة قضائية يكون مفتتح تشرين غرة مطلعها. مؤملين أن يوم المحامي الذي يقع بالقرب من بدايتها، سيزودنا بطاقة جديدة من النشاط والفرح، تساعدنا على عبور العام، فتجعل الطريق أمامنا بينا، والسير فيه هينا، ولكن هيهات هيهات، ما كان في البال بدده سوء الحال”.

و اضافت: “لا يأخذن أحد علي أنني استهللت بالشكوى الخطاب. إذ كيف لي ألا أفعل، والذاكرة التي تقودها الذكرى إلى موعد هذا اللقاء، تلقي علينا كلنا واجب المقابلة بين الواقع الفرد الذي نعيش، وجمهرة العقود الماضية التي كانت سنواتها وشهورها وأسابيعها وساعاتها، أياما بيضا  للمحامين، يصرفونها في كل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، من عمل مهني يدافعون به عن الحقوق والقيم والكرامات، ومن شأن وطني أو سياسي أو اجتماعي أو ثقافي، فإذا أقلامهم حيث يكتبون، وأصواتهم حيث يتحدثون، ركائز فكرية وعملانية لقيام الدولة الصحيحة كما ينبغي لها أن تكون. دولة قوامها الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وانتظام عمل السلطات فصلا وتعاونا، والنأي بالوظيفة عن الفساد، واستقلال القضاء وحفظ مصالح الشعب لا السياسيين”.

وتابعت: “ذلك عهد كانت فيه المحاكم على ذروة الزهو بالمرافعات، والقضاء يملي الحق باسم الشعب اللبناني بأحرف من صمت مصقول بالنور، كنا نسميه موجب التحفظ، ولا أعلم اليوم ما اسمه الجديد. وكان حبر الأحكام التي تتلى علانية أشد سطوعا من شاشات التلفزة والهواتف الرقمية، وصفحات التواصل ومنصات التغريد. وكان ركون المحامين إلى العمل اليومي، ولو مضنيا، مدعاة فرح لا يوصف؛ حتى إذا انتهوا من مكتب ومحكمة، راحوا إلى منتديات المعرفة وساحات الحوار، يشعلونها نقاشا حرا في القضايا الجلى التي كانت تغلي بها الحياة في ذلك الزمان الجميل. بعض من هذا عرفناه بأنفسنا، وبعض قرأناه في الكتب أو سمعناه من أفواه كبارنا. ولهذا تعصف الحسرة في القلوب على ما آل إليه الوطن والمهنة والقضاء، في حالكات هذا الأوان الذي تشوهت نهاراته ولياليه، وتعطلت مسالكه ومجاريه، واستعصت حلوله على كل نجيب ونبيه”.

وأردفت: “على الرغم من هذا، نحن مصابون بأمل عضال لا شفاء منه. فالوطن البهي الذي وجد ليكون فضاء للحرية ونطاق ضمان للفكر الحر، لا بد له من أن يتغلب على أزماته ويخرج بأبنائه إلى الحياة الكريمة التي تليق به وبهم. ذلك لا سبيل له إلا دولة القانون التي نحن أعرف الناس بأركانها، ولهذا ينبغي لنا دائما أن نقيم الأعياد في وسط الأزمات، ونشق بالعدل حجبها كما يشق القمر بنوره جهم السحاب، عالمين أن لبنان محتاج إلينا لإعادة ترتيب الحياة الوطنية”.

ريم المحب

ريم المحب ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية 🇱🇧❤️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى