ترامب .. غطرسة لن تدوم – 1

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى البيت الأبيض مرة أخرى حاملاً الكثير من الغطرسة والغرور، ومطلقاً العديد من الوعود الوعرة التي تحمل في طياتها تعهدات غير واقعية بتغيير العالم نحو المزيد من التسيد والتفرد واستمرار السيد الأميركي في موقع الصدارة وقيادة العالم من دون شريك أو حسيب أو رقيب، مع تصور متعنت بالقدرة على إعادة صياغة العالم وفق الأحلام والأوهام الأميركية الاستعمارية الخيالية، وكأن أميركا هي العالم وهي قدره وواقعه ومستقبله الأبدي.

يتوهم ترامب بأنه سيتمكن من تفكيك العالم واعادة تركيبه وصياغته وفق أهواءه ورؤاه المتغطرسة، من دون أي عوائق تعترض طريقه باعتباره رئيساُ لأكبر قوة اقتصادية وعسكرية وتكتولوجية وأمنية قمعية في العالم، وبينما يقوم ترامب بتوزيع الأوامر الرئاسية ويصدر التوجيهات الإرهابية هنا وهناك، ترتعد فرائص العديد من قادة دول العالم التي اعتمدت في مجيئها على دعم وسند أميركا، وتعتمد عليها في ضمان استمرار قادتها فوق كراسي الحكم، خوفاً من الغضب الأمريكي وطمعاً في نيل المزيد من الرضا والود، حتى لو أدى ذلك إلى مزيد من الانبطاح والرقص على جثث الموتى من أبناء وطنها.

ترامب يعرف من يهدد وكيف يتوعد، ويعلم أن رسائله تقرأ بطرق مختلفه في عواصم العالم حسب وزن وقيمة كل منها، في الدول التي تخضع لهيمنته وتسبح بأمره تُعتبر مراسيم جمهورية وملكية غير قابلة للرد، تأخذ طريقها لتصبح سياسة جديدة لأميركا يتم العمل على تنفيذها في الحال من دون جدال أو سؤال عن الأسباب والحيثيات، أما في الدول التي تحترم نفسها وشعوبها فتكون حافزاً للتحدي والبحث عن بدائل وخيارات أخرى لا تخضع للاملاءات الأميركية الفارغة.

وبينما ترامب يبدأ إدارته الوقحة لحقبة الجمهورية الجديدة يعيش نشوة العودة للبيت الأبيض، ومع وهم الانتصار يوزع الأقلام التي وقع بها أوامره الرئاسية ذات اليمين وذات الشمال على المحبين والمؤمنين والمريدين والأنصار والمؤيدين، ويبالغ في الإساءة والاستهتار بالحكومات والشعوب العربية التي أظهر لها العداء الفاضح، ووجه لها الكثير من الإهانات والتحديات، فها هو يعتبر أهل هذه المنطقة مجرد براميل نفطية وحسابات بنكية يسعى لفرض الأتاوات والضرائب والرسوم عليها، ويتعامل معها بمنطق الإستعباد والإستبداد متوهما بأن الجميع سيخضع له ويخرُ له ساجداً مسبحاً بحمده وشكره الاستعلائي.

لكن أحلام ترامب التي ذهبت في دورته الرئاسية الأولى 20 يناير 2017 – 20 يناير 2021 أدراج الرياح، فإن تصوراته الجديدة ستكون هي الأخرى مجرد أوهام ومزايدات فارغة، وسيكون لسقوطها دوي كبير وتداعيات وإنهيارات صاعقة قد ترتد سلباً ليس على الحزب الجمهوري الأميركي فحسب، بل ربما على أميركا بكاملها، ومن دون شك فإن هذا الغرور والغطرسة لن يقود سوى إلى إستعداء المزيد من دول العالم وشعوبها ويدفعها إلى الإبتعاد عن المظلة والهيمنة الأميركية، الأمر الذي سيساهم في صعود دول وإمبراطوريات بديلة تمثل واقعاً مختلفاً وطموحات متوازنة ترضي الشعوب وتؤسس لمنظومات أخلاقية أكثر عدالة وإنصافاً، وللحديث بقية.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى