قبل تفشي الإحباط… بين الشباب البحريني

كتب محمد حسن العرادي
قد يكون هذا العنوان مستفزاً للبعض، لكنه محبطٌ لآلاف الشباب والأسر، التي لا تزال تطالب الدولة بتحقيق المواطنة المتساوية بعد مضي أكثر من نصف قرن على الاستقلال، وانقضاء أكثر من قرن من الزمان على انطلاق قطار التعليم النظامي فيها، ورغم أن أغلب المواد الدراسية التي تتضمنها المناهج تركز على هذا الموضوع ، إلا أن الدولة لم تتمكن من خلق شعور موحد بالمواطنة البحرينية.

إننا نقدر مشاريع الدولة المختلفة وخاصة النجاح الباهر على مستوى تطوير البنية التحتية، لكننا نشير إلى مواضع الخلل الذي لا تزال تعاني منه وتفشل فيه، وهو زرع الثقة والشعور بالأمان والاستقرار لدى الانسان البحريني، رغم اعتماد رؤية البحرين 2030 التي تعتبر البحريني عمادها وأساس تحققها، لكنها لم تضمن الأمن الوظيفي والاحتياجات المجتمعية والمعيشية المناسبة للغالبية.

إن هنا حاجة لأن يقتنع الإنسان البحريني بأن إجتهاده وتفانيه في تربية أبناءه وتعليمهم وإعدادهم للمستقبل، سيقابل بتوفر الوظيفة المناسبة القادرة على بناء أسس حياة كريمة لهم في وطنهم من دون الحاجة إلى تفكيرهم في الهجرة والتشتت، أو الارتهان لشركات أجنبية تتعامل معهم كوسيلة للإرتزاق وكسب الدعم الذي تقدمه الدولة “حتى لا تكون هذه الثغرة بوابة خلفية لما تكافحه الدولة من الاتجار بالبشر”، فهذه الجهات تستنفذ دعم الدولة للرواتب ثم تلقي بالمواطنين إلى الشارع مرة أخرى.

لقد قادت البطالة المتفشية بين الشباب البحريني إلى ارتفاع سن الزواج، وربما تعذره أصلاً أو اللجوء إلى الزيجات الأجنبية الأقل كلفة، كما أصبحت الشابات البحرينيات في إنشغال دائم بحثاً عن وظيفة مناسبة لضمان حياة أسرهم، وربما انتظار ابن الحلال الذي أصبح عملة نادرة بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وانخفاض سقف الرواتب إلى درجة الكفاف، خاصة مع الارتفاع المضطرد في أسعار السلع بأنواعها وزيادة التضخم والضرائب، حتى بات المواطن يعمل فقط لتسديد الفواتير.

إن استمرار الحال بهذا السوء سيدفع حتماً إلى المزيد من الانكفاء والاستقواء بالطائفية، والأسوء قد يقود إلى التناحر والصدامات المجتمعية في مرحلة ما، خاصة في حال استمر ضغط الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وفي الوقت الذي يثني المواطنين على قدرة الدولة توفير الدعم والمساندة والخدمات المميزة للمنتسبين لأجهزتها الأمنية والعسكرية، فإنهم يتطلعون إلى أن يعمم ذلك على الجميع، الأمر الذي سيخلق الشعور بالرضى والطمأنينة بين أبناء الوط، هانحن نقرع عالياً جرس الانذار فهل من مستمعٍ ومجيب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى