أول زيارة لرئيس مصري إلى بغداد منذ ثلاثة عقود
أجواء برس
بعد عقود من الغياب جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعراق، أمس الأحد، كأول زيارة لرئيس مصري منذ أكثر من 30 عاما وبالتحديد منذ زيارة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك لبغداد في 24 يوليو/تموز 1990، ليصبح أول رئيس مصري يسافر إلى العراق منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990، ما أدى إلى توقف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. فإن زيارة الرئيس السيسي تمثل حدثا تاريخيا، فضلا” عن التوازن النسبي الكبير لمصر والعراق في معادلة القوة العربية بمنطقة الشرق الأوسط، استنادا على الإرث الحضاري الضارب في جذور التاريخ، بواقع خمسة آلاف عام على أقل تقدير، وميراث التاريخ العسكري تحديدا.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الزيارة التاريخية للرئيس إلى بغداد، والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاماً، تأتي انعكاساً لقوة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والعراق حكومةً وشعباً، ولتؤكد حرص مصر على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو أفاق أرحب في إطار وحدة المصير والتحديات، وتلبيةً للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وتأتي زيارة السيسي للعراق في إطار قمة بين مصر والأردن والعراق تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول العربية الثلاث، في إطار البناء على ما تحقق خلال القمم الثلاث السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول الثلاث الأشقاء، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
تكامل اقتصادي
وأكد الرئيس السيسي تطلع مصر إلى تطوير التعاون الثنائي مع العراق ضمن إطار مستدام من التعاون الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة التي تموج بها الأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كورونا.
الرئيس السيسي ضيف عزيز
بعد استقبال السيسي بالعراق أعرب الرئيس العراقي برهم صالح عن ترحيبه بأخيه الرئيس السيسي ضيفا” عزيزا” على بغداد، مؤكدا” عمق الروابط التي تجمع مصر والعراق، وحرص بلاده على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، وكحجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وإعادة التوازن إلى المنطقة.
وأعرب الرئيس العراقي برهم صالح عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، فضلاً عن الاطلاع على الجهود المصرية في مكافحة الإرهاب والتطرف، خاصةً من خلال زيادة التواصل والتنسيق بين المؤسسات الدينية في البلدين وكذلك المؤسسات التعليمية والثقافية.
العلاقات المصرية العراقية
وتناولت القمة سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، وأيضا تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة، التي تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن الوطن العربي والشرق الأوسط على أكثر من صعيد.
كما تناول الزعماء الثلاثة سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بينهم.
وجاء في تصريحات نشرتها صحيفة الأهرام الحكومية، أن زيارة السيسي للعراق تفتح صفحة لتاريخ يغير جغرافية المنطقة وإستراتيجيتها الأمنية والعسكرية ولتحقيق تكامل اقتصادي نافع لشعوب البلدان الثلاثة ولشعوب “الشام الجديد”، علاوة على وضع اللبنة نحو تكامل اقتصادي وسياسي وأمني وعسكري عربي يقود المشرق العربي وشمال أفريقيا.