مناورات الحزب “هجمة مرتدة” تلجم أيام قتالية إسرائيلية! 1 من 2

بقلم جهاد أيوب
يعلم حزب الله علم اليقين أن عملاء وجواسيس العدو الصهيوني ينتشرون في لبنان بشكل لا يوصف، ومنهم لبنانيون بالهوية، وآخرون يتلطون بجنسيات خليجية مطبعة خاصة جوازات سفر إماراتية، ويدرك الحزب كل شاردة وواردة حول تحركات هذه الزمر الرخيصة الحاقدة الفارغة من المسؤولية الوطنية والفاقدة للكرامة، وهذا لا يعني أن الحزب وقيادة المقاومة تستخف بالقدرات المخابراتية الإسرائيلية، ولكنها يقظة إلى خطورة ذلك، وتتعامل معه بدقة متناهية، وأحياناً تسهل لهم بعض التحركات والمعلومات كما كان يفعل الشهيد عماد مغنية!

وأيضاً إسرائيل أصبحت على دراية بأن غالبية تحركات العملاء التي تُشغلهم مكشوفة، ولكنها مصرة بشراسة على افتعال وارتكاب هذه الحرب، نعم هي حرب متبادلة، ويعرف السيد حسن نصرالله الخوض فيها بتقنية عالية، لذلك في خطابه الأخير أعلن عن امتلاك المقاومة لمعامل خاصة بالصواريخ الدقيقة وبالطائرات المسيرة محلياً، وهذا الاعتراف التصريح يندرج ضمن عمل عسكري بحت كرد على أحداث حدثت وقد تحدث، لا بل هنالك أثار بأن الإسرائيلي لديه أعمال أمنية تُكشف ولا تُكشف من قبل المقاومة لكنها تحت مجهرها، وهي تعلم أي المقاومة أن الإسرائيلي متواجد في عدة أمكنة في لبنان، ويخطط لأعمال معادية ضد الحزب، وقد تكون الشبكات التي وقعت بيد الأجهزة الأمنية اللبنانية، واعتراف أفرادها بفعل العمالة دليل آخر على مجهر الحزب والمقاومة!
ما صرح به الأمين العام، ومن ثم غزو المسيرة إلى عمق الأراضي المحتلة في فلسطين كاشفة هشاشة الدفعات الإسرائيلية واخفاقاتها تعتبر “إثبات قوة” لحماية مؤسسات المقاومة ومصانعها العسكرية، والتذكير بكمين الإنصارية الأول وصولاً إلى انتظار جيش الصهاينة في كمين إنصارية ثاني هدف إلى منع ولجم الخرق الإسرائيلي للبنان!

كما أن الإعلان عن امتلاك المقاومة لدفاع جوي، وجهوزية رد أي حماقة إسرائيلية هي رسالة مباشرة، ومعادلات مهمة أكثر من يفهمها هو العدو الصهيوني، ونأمل أن يفهما حتى لا يرتكب أي حماقات في لبنان، ويكون الرد عكسي عليه، لا بل هو يدرك ذلك!
إعلان السيد أن المقاومة تمتلك قدراتها القتالية العسكرية البرية الجاهزة، والتي تطورت تقنياً وكمّاً ونوعاً منذ وقت طويل، إضافة إلى ضرب البارجة الإسرائيلية في البحر سابقاً، رافقها دخول المسيرة ” حسان” حالياً، وقوات الثلج الخاصة، يعني أن المقاومة قامت بهجمة مرتدة، وانعكاساتها على العدو خطيرة وتزيده ارباكاً، وتزيد مجتمعاته خوفاً!

وحتى تكتمل هذه “الهجمة المرتدة” بكل انعكاساتها على العدو قررت المقاومة في القريب العاجل بدء المناورات العسكرية ” صامتة وصاخبة”، و ” معلنة وغير معلنة”، وهذا كله يأتي في سياق وقوع العدو في حماقة جديدة، ومنع الحرب المتوقعة في شهر أيار من جانب العدو الصهيوني!

وبالمعلومات المتاحة أن إسرائيل وبعكس ما تعلنه وتقوله عن جهوزيتها لتوجيه ضربة للنووي الإيراني فإن جميع المتابعين يؤكدون على أنه فات الأوان لفعل ذلك، مع العلم أن الجيش الإسرائيلي لديه قدرة الفعل، ولكن بسبب انتشار المواقع النووية الإيرانية، وتحصين بعضها بالجبال فالجدوى من تنفيذ ضربة قد يكون معدوماً، خاصة أن ردة الفعل الإيرانية غير محسومة النتائج، وعليه الإسرائيلي انتقل بالتفكير إلى مستوى آخر!

من هنا تعتقد إسرائيل بضرورة الانتقال إلى ضربة لحزب الله في لبنان وفي سورية ضمن سياق ما اطلق عليه ” أيام قتالية”!

وهذا ما حذر منه السيد حسن نصرالله عندما قال في حوارة عبر قناة العالم :” لا يوجد في قاموس حزب الله أيام قتالية، بل يوجد حرب أو لا حرب”،… يعني قول السيد هنا هو تفعيل دفاعي من باب الردع واللجم والهجمة المرتدة.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى