
الشيخ خضر عدنان .. شهيداً في حرب الأمعاء الخاوية
بقلم محمد حسن العرادي
كثيرون كانوا يتابعون معارك المناضل الفلسطيني الصلب الشيخ خضر عدنان بإعجاب شديد، وهو يجسد الصمود والصبر والتوق إلى الانعتاق من سلاسل المحتل الصهيوني الجاثم فوق صدور أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وأرض فلسطين الطاهرة.
أكثر من 12 اعتقال إداري وحكم ظالم وسجن مجرم تعرض له الشيخ عدنان وقاسى خلاله أقسى أصناف التعذيب والحرمان والتنكيل، لكن الشيخ خضر كان ينتصر على سجانيه، ويخرج أكثر بسالة وتصميما وعزماً على مواصلة طريق التحرير الذي نذر نفسه له، عيناه كانتا بوصلة القدس وفلسطين، لم تحيدا عن الطريق أبداً، ايمان راسخ بعدالة قضيته ومشروعية نضالاته المنادية بحق العودة والتحرير والاستقلال من براثن نظام الأبرتهايد الصهيوني.
الشهيد الأسير خضر عدنان أيقونة فلسطينية لم تخوفه التهديدات بالقتل ولم ترهبه المدرعات والمجنزرات الصهيونية، ولم تغير قناعاته سنوات السجن ولم تكسر عزيمته سياط الجلاد، لقد كان بطلاً وطوداً فلسطينياً جسد كافة معاني الصمود والاستبسال بكل ما في الكلمات من معان نبيلة وجليلة.
في الاعتقال الإداري الأخير الذي تعرض له الشيخ عدنان، مارس حقه في الاحتجاج ودخل في معركة جديدة من معارك الأمعاء الخاوية بدون تردد، كيف لا وهو الذي انتصر فيها أكثر من مرة، لقد رفض الاعتقال الإداري ولم يقبل التهم الملفقة التي سيقت ضده، معلناً إمتناعه عن الطعام رافضاً التغذية الوريدية في مستشفيات الاحتلال.
86 يوماً بالوفاء والتمام سطر فيها الشيخ خضر عدنان أجمل وأنبل وأرقى المعاني والرسائل النضالية ضد الاحتلال والبطش، رافضاً الانصياع لأوامر المحتل، مؤثراً الرحيل الشامخ على البقاء الذليل تحت سياطهم وبطشهم، سائراً على طريق الشهداؤ القادة الذين أمنوا بقيامة وانتصار الشعب الفلسطيني البطل.
لقد قامت السلطات الصهيونية باغتيال الشهيد بدم بارد وجبان، لكن ذلك لن يغير الحقيقة الساطعة التي جسدها الشهيد خضر عدنان، بأحقية الشعب الفلسطيني الأبي في العودة والاستقلال، هكذا هم ابناء فلسطين مصّرون على استعادة أرضهم في معركة شعارها إما النصر أو الشهادة، رحمك الله أيها الشهيد المجيد وسيبقى إسمك خالداً صداحاً مع أجراس الكنائس وأصوات الأذان الذي تيسمع من به صمم و يكشف الحقيقة لمن في عينه الرمد، ولقد حان الوقت لرد عربي موحد يدعم الحق ضد جرائم الاحتلال يبدأ بوقف التطبيع وطرد السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية معه، ويقود إلى محاصرة هذا النظام المجرم في كافة المحافل الدولية وسحب الشرعية عنه، وفضح جرائمه العنصرية.