إيطاليا تطلب وساطة الكويت لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني.. ودبلوماسي كويتي يرد على الطلب

 

شدّد السفير الكويتي لدى روما ناصر القحطاني على حاجة الكويت وإيطاليا للاستثمار في القطاع الخاص لتعزيز تجارتهما وزيادة الاستثمارات البينية، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

 

وقال الدبلوماسي الكويتي، في حوار مع وكالة “نوفا”، إن “الكويت وإيطاليا تحتاجان إلى الاستثمار في القطاع الخاص لتعزيز تجارتهما وزيادة الاستثمار”، مشيرًا إلى أن “حجم التجارة على المستوى التجاري لا يعكس عمق العلاقات الثنائية”.

 

وأوضح أن الاستثمار في القطاع الخاص “يعوقه حقيقة أن المواطنين الكويتيين يجدون صعوبة في الحصول على تأشيرات شنغن لدخول إيطاليا أو دول أوروبية أخرى”، مؤكدا على ضرورة “اعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة شنغن لأن ذلك سيكون له أثر كبير على العائد وعلى مستوى الاستثمارات”.

 

وأشار السفير الكويتي إلى أن “استثمارات دولة الكويت في إيطاليا مستمرة منذ سنوات عديدة. وخير مثال على ذلك شركة البترول الكويتية العالمية (Q8) التي تعمل في إيطاليا منذ 30 عامًا “.

 

وتساهم شركة البترول الكويتية العالمية “بشكل مستمر” في الاقتصاد الإيطالي، وفقا للقحطاني، الذي أضاف: “فكر فقط في وجود 2800 محطة Q8 على الأراضي الإيطالية، والتي توفر إمدادات آمنة وطويلة الأمد للعديد من مالكي السيارات الإيطاليين”.

 

كما أشار القحطاني إلى أن “Q8 توظف بشكل مباشر أو غير مباشر 15000 موظف إيطالي. هذا مثال على شراكة استثمارية نفخر بها”.

 

ومن بين الاستثمارات الإيطالية في الدولة الخليجية، يذكر السفير الكويتي في إيطاليا قطاعات البنية التحتية والنفط والتجزئة.

 

زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح إلى إيطاليا الأسبوع الماضي، والتي تمت في إطار جولته الأوروبية التي زارت أيضًا فيينا وبودابست وباريس، “مهمة للغاية لأنها أول مهمة رسمية لوزير خارجية كويتي بعد وقت طويل”، على حد تعبير القحطاني.

 

وانتهز رئيس الدبلوماسية الخليجية الفرصة لتسليم لرئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني رسالة من نظيرها الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أكد فيها “عزم الكويت القوي على توطيد العلاقات ودعوتها لزيارة البلاد”.

 

وبحسب السفير القحطاني، فقد تم توقيع 3 اتفاقيات خلال لقاء وزير الخارجية أنطونيو تاياني ونظيره الكويتي، في 4 يوليو: أولاً، مذكرة تفاهم حول إقامة حوار استراتيجي بين البلدين، بهدف “توطيد العلاقات الثنائية على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري والثقافي وكذلك في القطاعات الأخرى”، ثانياً، مذكرة تفاهم بين الصندوق الاقتصادي الكويتي وصندوق الوادئع والقروض الإيطالي “لتعزيز التعاون بين البلدين في قطاع التنمية ووضع إطار للتعاون الفني والعمل المشترك بين البلدين أو مع دولة ثالثة”؛ وأخيراً برنامج تنفيذي للتعاون في المجال الثقافي والفني يستمر لمدة ثلاث سنوات حتى عام 2025.

 

وعلّق السفير القحطاني على الحوار الذي أجراه تاياني مؤخرًا لوكالة الأنباء الكويتية “كونا” بالقول “ستقام مؤتمرات ومؤتمرات لترسيخ الحوار الثقافي، وستنظم معارض فنية إيطالية في الكويت وعروض كويتية في إيطاليا. ستضمن هذه المعارض وجود تبادل ثقافي بين الشعوب، لا سيما بالنظر إلى مدى ثراء التراث الإيطالي في الأشياء التي يمكن رؤيتها وتجربتها واستكشافها”.

 

وكان تاياني قد أعرب، خلال الحوار مع “كونا” عن رغبة إيطاليا في أن “ترسل الكويت رسالة سلام واضحة إلى موسكو لحث الرئيس (فلاديمير) بوتين على وقف العمليات العسكرية والجلوس على طاولة المفاوضات”.

 

وفي هذا الصدد، قال السفير الكويتي إن دولة الكويت “ترحب بأي جهد لوقف الحرب في أوكرانيا. لطالما كان للكويت موقف واضح وحازم من الأزمة في أوكرانيا، وكانت من أوائل الذين أدانوا هذه الحرب”، مؤكدا أن بلاده “تميل دائما إلى حل المشاكل بطريقة سلمية وودية ودبلوماسية مع احترام حقوق الإنسان، لأنها بلد عانى كثيرا بعد عدوان عام 1990” من قبل صدام حسين.

 

وأضاف السفير الكويتي: “أغتنم هذه الفرصة لأذكر بالموقف والتضامن الذي أبدته إيطاليا تجاه الكويت عندما شاركت في تحرير البلاد من هذا العدوان”.

 

خلال مؤتمرات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، عادة ما تعمل إيطاليا والكويت “بشكل جيد معًا حتى يتم اتباع القرارات وتنفيذها”، على حد قول القحطاني، الذي أشار إلى أنه بالنسبة للتطورات في مناطق الشرق الأوسط، فقد “رحبت دولة الكويت بإعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، الأمر الذي سيجلب السلام والاستقرار، ويسمح بالاستثمارات والمشاريع التنموية، ويسهم في ازدهار المنطقة”، مؤكدا “الاثر الايجابي للاتفاق على اليمن في جلب بعض الهدوء والسكينة للبلاد”.

 

وعن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، يأمل القحطاني أن “تنعكس هذه الخطوة الإيجابية على الشعب السوري، وأن تتمكن حكومة دمشق من قبول طلب الأهالي بمعرفة مصير أقاربهم المفقودين والسجناء”.

 

أخيرًا، يود الدبلوماسي التأكيد على نقطة أخيرة: “ستحتفل الكويت والجمهورية الإيطالية بالذكرى الستين لعلاقاتهما الدبلوماسية، وستكون هذه فرصة لتقييم العلاقات وتعزيزها بشكل أكبر لصالح البلدين والبلدين. الشعوب الصديقة “.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى