
كيف تفهم الكلاب قوانين نيوتن للفيزياء!
أجواء برس
تمتلك الكلاب معلومات حول كيف تعمل الأشياء، وفقاً للعلماء، الذين يقولون أنها تقوم بالتحديق لفترة أطول إذا كان الكمبيوتر يظهر رسوماً متحركة تخالف قوانين الفيزياء.
كما جاء في مقال: يستخدم البشر عملية تعرف باسم ‘سببية الاتصال’ منذ سن مبكرة لفهم البيئة المادية، ولكن لا يُعرف الكثير عن العمليات التي تستخدمها الحيوانات لفهم العالم وكيفية عمل الأشياء.
لفهم هذا بشكل أفضل عند الكلاب، قام فريق من جامعة الطب البيطري في فيينا، بتكييف نظام تتبع العين المستخدم على الأطفال الرضع.
وقدموا إلى الكلاب رسوماً متحركة واقعية بتقنية ثلاثية الأبعاد لكرات، والتي عملت أو لم تعمل وفقاً لقوانين نيوتن الأساسية للفيزياء، وتتبعوا اتساع حدقة العين ومدى اهتمام الكلاب.
في حين تتبعت الحيوانات تحركات الكرات عن كثب طوال الدراسة، لكن حدقة العين كانت أكبر عندما تحدت الأشياء في الرسوم المتحركة قوانين الفيزياء. وكتب الفريق: “هذا الاكتشاف يوفر، على حد علمنا، أول دليل على أنّ الكلاب حساسة لمبدأ الاتصال السببي الكامن وراء مثل هذه الأحداث.”
كما تضمنت الرسوم المتحركة كرات على شاشة كمبيوتر تم صنعها لترتد بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك بعض الكرات التي ارتدت دون تطبيق قوة.
و من جهته وجد الفريق أنّ الكلاب الأليفة قضت المزيد من الوقت مع حدقة عين مفتوحة على مصراعيها إذا كانت الكرات تتدحرج من تلقاء نفسها، أو ترتد بطرق غير متوقعة.
هذا يعني أنّ الحيوانات تفاجأت عندما تحدت الكرات قانون الفيزياء. وقال كريستوف فولتر من جامعة الطب البيطري في فيينا، ل New Scientist أنّ اكتشافهم ‘ هو نقطة الانطلاق للتعلم.
“لديك توقعات حول البيئة، أي النظم في بيئتك المرتبطة بالفيزياء، ثم يحدث شيء غير مناسب. والآن أنت تولي اهتماماً. وتحاول أن تفسر أو أن تعرف ما يجري.”
منذ عمر ستة أشهر، يحدق الأطفال البشر والشمبانزي لفترة أطول في هذه ‘الانتهاكات’ للقوانين الأساسية، بحسب ما كشفته دراسات سابقة.
تم عرض مقاطع الفيديو بترتيب عشوائي، حيث أظهر بعضها كرة تتدحرج نحو كرة ثابتة ثانية، ثم تصطدم بها، مع تحرك الكرة الثانية وتوقف الكرة الأولى، تماماً كما يوحي قانون نيوتن للحركة.
في مقطع فيديو آخر، تبدأ الكرة الثانية بالتدحرج من تلقاء نفسها، دون إضافة أي قوة إضافية، مما يتعارض مع قانون الفيزياء.
تصرفت الكلاب بالطريقة التي تصرف بها البشر والشمبانزي في دراسات مماثلة، مع تثبيت عيونهم لفترة أطول على الكرات التي تحركت بشكل غير منطقي.
ومع ذلك، اشار الفريق إنّ اتساع حدقة الكلاب استجابة إلى السيناريوهات ‘الخاطئة’ كان أكثر إقناعاً. بالنسبة للدراسة الجديدة، قام الباحثون بتدريب 14 كلباً بالغاً، لوضع رؤوسهم على راحة الذقن أمام معدات تتبع العين.
وأكد الباحثون إنّ هذا لا يعني بالضرورة أنّ الكلاب لديها فهم للفيزياء، بل لديهم فهم ضمني للبيئة المادية. “هذا نوع من توقع الفهم الحدسي،” قال فولتر لمجلة New Scientist.
“ولكن هذا هو الحال بالنسبة للبشر أيضاً. أليس كذلك؟ لدى الرضيع في عمر 7 أشهر توقعات حول البيئة ويكتشف ما إذا كانت هذه التوقعات قد انتهكت.”
“أعتقد أنهم يبنون على هذه التوقعات، ويبنون فهماً أكثر ثراء لبيئتهم بناء على هذه التوقعات.”