
حريق معمل الناعمة يحرك المسؤولين بعد فوات الأوان
شب بعد ظهر اليوم الثلاثاء حريق في الطابق الثالث من معمل “كونكورد” في منطقة الناعمة، بسبب احتكاك كهربائي، وتصاعد الدخان الأسود في المنطقة ومحيطها وهرعت سيارات الاطفاء الى مكان وعملت على اخماد الحريق ومنعه من الوصول إلى سائر طبقات المبنى والمحيط. ولم يفد عن وقوع إصابات واقتصرت الأضرار على الماديات.
صدر عن دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت البيان الآتي: “بناء على توجيهات محافظ بيروت القاضي مروان عبود، أرسل قائد فوج الإطفاء العقيد ماهر العجوز قوة من فوج إطفاء بيروت إلى منطقة الناعمة للمؤازرة في عمليات إخماد الحريق الكبير المندلع في معمل كونكورد للأدوات الكهربائية في منطقة الناعمة”.
وقد تم إخلاء المنازل القريبة من معمل “كونكورد” بسبب إحتوائه على مواد قابلة للاحتراق والانفجار.
ونقلت سيارات الاسعاف 5 عمال من معمل “كونكورد” حالاتهم لا تدعو الى القلق، وهم اصيبوا بضيق تنفس واختناق، بإستثناء حالة واحدة، وتستمر الجهود لانقاذ 7 عمال آخرين محاصرين على السطح، بالقرب من خزان المياه.
وأعلن في وقت لاحق عن وفاة عامل باكستاني جراء الحريق داخل معمل “كونكورد” بعد نقله إلى المستشفى.
شبكة سلامة المباني
رأى رئيس “شبكة سلامة المباني” المهندس يوسف عزام في بيان “ان حريق معمل الكونكورد في الناعمة حادث مؤسف للصناعة اللبنانية التي نفتخر بها، وهو طبيعي ومن الممكن ان يقع في احدث المصانع و المعامل وفي الدول التي تراعي و تطبق أعلى معايير السلامة العامة في المباني و المصانع ، لكن من غير الطبيعي ان تبقى المنشآت الخطرة كمستودعات الغاز و المواد السريعة الاحتراق والمصانع الخطرة و محطات الوقود وغيرها ، داخل النسيج العمراني للمدن و قرب الأبنية السكنية والمدارس مما يجعلها قنابل موقوتة داخل مدننا”.
ورأى ان “علم تنظيم و تخطيط المدن يفرض معايير تخطيطية للمدن الصناعية، توجب أن تكون المصانع والمنشآت الخطرة ضمن مدن صناعية مجهزه ببنى تحتية وطرق بعيدة من المناطق السكنية ويجب أن تلتزم المدن ذلك بمواصفات تبعا لتصنيفها حيث يجب مراعاة مساحة خالية حول المنطقة الصناعية لحماية الاحياء السكنية المجاورة، وذلك بحسب تصنيف المصانع” ، لافتا الى ان “أي عملية ترخيص للمصانع و منشآت النفط و الغاز يجب أن تراعي معايبر تطبيق المواصفات الدولية للسلامة العامة”.
وختم:”ألم يحن الوقت لاتخاذ قرار باعطاء السلامة العامة الأولوية في تخطيط مدننا و قرانا و مبانينا، حيث تتكر الحوادث في مختلف أنواع المباني بشكل شبه يومي، كل ذلك في ظل غياب الخطط المستقبلية ، و كأن المواطن لا تكفيه الزلازل و الهزات المحيطه بنا, فها هي نيران سوء التخطيط تحرق ما تبقى من وطن”.
بوشكيان
أشار المكتب الاعلامي في وزارة الصناعة في بيان، الى ان “الوزير جورج بوشكيان الموجود في دبي للمشاركة في معرض غولف فود، يتابع قضية الحريق الذي شب في مصنع Limatech الذي يصنع العلامة التجارية كونكورد للبرادات في منطقة حارة الناعمة، وهو على تواصل مع المسؤولين في الوزارة لمعرفة الأسباب الممكن أن تكون أدت إلى هذا الحادث المؤسف”.
وأبدى بوشكيان تعازيه لوفاة أحد العمال، متمنيا “الشفاء للمصابين والجرحى، ونجاح رجال الاطفاء في حصر الحريق ومنع انتشاره وتمدده، معربا عن “تضامنه مع أصحاب المصنع. وفي المعلومات المستقاة من دوائر الوزارة، أن المعمل قائم في منطقة صناعية ومرخص، ويجدد الشهادات الصناعية بوقتها ويصدر الى الخارج وفق القوانين والأصول. ولا يمكن التكهن بالسبب الحقيقي للحريق بانتظار السيطرة على النيران واجراء التحقيقات اللازمة، مثمنا الجهود المبذولة من الدفاع المدني ورجال الاطفاء والقوى الأمنية والشرطة البلدية”.